مرض كرون والحمل

كتابة:
مرض كرون والحمل

ما هو مرض كرون؟

يمكن أن تؤثر العديد من الأمراض والاضطرابات في الجهاز الهضمي، ومن هذه الأمراض مرض كرون (Crohn's disease)، وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية، الذي ينجم عنه حدوث التهاب في أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض، مثل: الشعور بآلام في البطن، والإسهال الشديد، والشعور بالإرهاق، والتعب، وفقدان الوزن، وسوء التغذية.

غالبًا ما ينتشر الالتهاب الناتج من مرض كرون في طبقات الأنسجة العميقة في الأمعاء، ويمكن أن يكون مؤلمًا ومتعبًا للغاية، كما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة تهدد حياة المصاب، وعلى الرغم من أنه حتى الوقت الحاضر لا يوجد علاج يشفي من مرض كرون، إلا أنه تتوفر بعض العلاجات التي تساعد في التخفيف بدرجة كبيرة من علاماته وأعراضه، وقد تؤدي إلى حالة من الراحة طويلة الأمد، ولحسن الحظ يستطيع الأشخاص المصابون بداء كرون ممارسة حياتهم الطبيعة والعمل عند حصولهم على العلاجات المناسبة.[١]



هل يحدث الحمل عند الإصابة بمرض كرون؟

تختلف الإجابة اعتمادًا على الصحة العامة للسيدة، فإذا كانت في مرحلة راحة من الأعراض (in remission) وكانت بصحة جيدة وتتغذى بطريقة جيدة فيمكن أن يحدث الحمل كأي امرأة أخرى، لكن إذا كانت الأعراض لديها متهيجةً ونشطةً فقد تعاني من صعوبة أكبر في الحمل، وإذا خضعت لعملية جراحية لإزالة جزء من القولون فإن الدراسات تشير إلى أنه لا يوجد تأثير ضار على معدلات الخصوبة، ومع ذلك فإن النساء اللواتي لديهن فغر اللفائفي (IPAA) الناتج من استئصال الأمعاء يمكن أن يكون لديهن معدل خصوبة منخفض قليلًا.[٢][٣]



هل ينتقل مرض كرون للجنين؟

يمكن أن ينتشر مرض كرون بين العائلات، لكن خطر وراثة الطفل للمرض منخفض جدًا عمومًا، فإذا كان أحد الوالدين مصابًا بمرض كرون فإن الطفل لديه فرصة بنسبة 2-9% لوراثة المرض، إلا أنه إذا كان كلا الوالدين مصابَين به فإن الاحتمال يرتفع إلى حوالي 36%، لذلك الاحتمال الأكبر هو أن لا يصاب الطفل المولود لأم مصابة بمرض الكرون به.[٤]


ما هي الأمور الواجب اتباعها عند الحمل بوجود مرض كرون؟

توجد بعض الأمور التي يجب على السيدة المصابة بمرض كرون أخذها بعين الاعتبار عندما تفكر بالحمل أو تصبح حاملًا، منها ما يأتي:[٤]

  • توقيت الحمل: يوصي الخبراء عمومًا بأن تنتظر السيدة المصابة بمرض كرون حتى يكون المرض في مرحلة الراحة من الأعراض مدة 3-6 أشهر على الأقل قبل الحمل، كما يجب التحدث مع الطبيب قبل محاولة الحمل؛ للحصول على المشورة المناسبة المتعلقة بالتوقيت والعلاج، إذ تشير الأبحاث إلى أن ذلك يحسن من الالتزام بالعلاج ويخفف من معدل الانتكاسات.[٥]
  • توقيت الجراحة: تُعدّ الجراحة خيارًا علاجيًا متاحًا للأشخاص المصابين بمرض كرون، وعلى الرغم من أنّ بعض الدراسات أشارت إلى أنّ استئصال الأمعاء لا يؤثر في الحمل، إلا أن بعض أنواع الجراحة لمرض كرون يمكن أن تؤدي إلى خفض معدلات الخصوبة، لذلك قد ترغب السيدة بتأخير الجراحة إلى ما بعد إنجاب الأطفال، وعلى الرغم من أنّها إجراءات آمنة عادةً، إلا أنّ أي جراحة تُجريها المرأة في البطن يمكن أن تشكّل خطرًا على الجنين.
  • الحمية الغذائية: خلال الحمل يجب على المرأة المصابة بمرض كرون اتباع التوصيات الغذائية نفسها التي تتبعها النساء الحوامل عمومًا، إلا أنّ بعض النساء المصابات به يتناولن دواءً يسمى سلفاسالازين (Sulfasalazine) لتقليل الالتهاب الناتج منه، وهذا الدواء يقلل من قدرة الجسم على امتصاص حمض الفوليك، وهو فيتامين أساسي مهم للجنين، وفي هذه الحالات قد يوصي الأطباء بأن تأخذ الحامل كميةً إضافيةً من حمض الفوليك.
  • الفحوصات التشخصية: تُعدّ الإجراءات التشخصية لمرض كرون آمنةً خلال الحمل، لكن الأطباء يستخدمونها فقط عند الضرورة، ومع ذلك معظمهم لا يستخدمون إلا الأشعة المقطعية والأشعة السينية القياسية، ومن الفحوصات الآمنة الأخرى التنظير السيني، وخزعة المستقيم، والموجات فوق الصوتية للبطن، وتنظير القولون، والتنظير العلوي، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وفي الرنين المغناطيسي يُستخدم على الرغم من أن الأطباء يتجنّبون استخدام صبغة الجادولينيوم المُساعدة على التباين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
  • الولادة: يمكن للنساء المصابات بمرض كرون إجراء ولادة مهبلية طبيعية، ومع ذلك فإنّ هؤلاء النساء أكثر عرضةً قليلًا لإجراء عملية قيصرية.
  • الرضاعة الطبيعية: يمكن للنساء المصابات بمرض كرون إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية كغيرهن من الأمهات؛ فقد ثبت أن الرضاعة الطبيعية لا تسبب تهيج الأعراض.



ما هي الأدوية الآمنة لمرضى كرون خلال الحمل؟

يجب على المرأة الحامل سواء كانت مصابةً بمرض كرون أم غير مصابة استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء، وعمومًا لا يحدث تغير في دواء كرون خلال الحمل، ومع ذلك قد تحدث بعض التغيرات في حال تغير الحالة المرضية للمصابة، وبالنسبة لأنواع معينة من الأدوية لعلاج داء كرون يجب تجنب المضادات الحيوية والميثوتريكسات (methotrexate) فقط؛ فهي قد تلحق الضرر بالجنين، أمّا الأدوية التي تؤثر في جهاز المناعة والتي تُسمى مضادات المناعة ومثبطات المناعة فهي لا تسبب مشكلات أثناء الحمل عند استخدامها بجرعات معينة، باستثناء الميثوتريكسات.

وتُعدّ أدوية الأمينوسلسلات آمنةً خلال الحمل، فلا تلحق الضرر بالجنين ولا تسبب المضاعفات، وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:

  • بالسالازيد (Balsalazide).
  • ميسالامين (Mesalamine).
  • أولسالازين (Olsalazine).
  • سلفاسالازين (sulfasalazine).


كما أنالأدوية البيولوجية مثل أداليموماب (Adalimumab) الذي يُعرف بهيمرا و إنفليكسيماب (Infliximab) وغيرهما من الأدوية البيوولوجية المستخدمة لعلاج كرون تُعدّ آمنةً للاستخدام أثناء الحمل، كما لا يبدو أنها تُفرَز في حليب الثدي، أمّا الأدوية المنشطة مثل كورتيكوستيرويد كالبريدنيزون أو أي ستيرويد آخر فيجب ألا تُؤخذ خلال الحمل.[٦]



كيف أخفف أعراض مرض كرون في المنزل؟

توجد بعض الأمور والنصائح التي يمكن اتباعها للتخفيف من أعراض مرض كرون في المنزل، منها ما يأتي:[٧]

  • تحديد العوامل التي تثير نوبات الأعراض: إذ إن المحفزات تختلف من شخص إلى آخر، وقد يساعد التعرف إليها على تجنبها، مما يساهم في التخفيف من الأعراض والوصول إلى مرحلة الراحة في هذا المرض.
  • تجنب تقليل السعرات الحرارية: خلال نوبات الإسهال تفقد السيدة نسبةً كبيرةً من العناصر الغذائية المهمة، لذلك قد يحتاج الجسم إلى كميات أكبر من السعرات الحرارية لتعويض الكميات المفقودة.
  • التقليل من الألياف: إذ إنّ الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة ليست مفيدةً لمرض كرون النشط؛ فقد تتسبب بزيادة الاعراض.
  • تناول الدهون الصحية: فالأطعمة الغنية بالدهون المتعددة غير المشبعة يمكن أن تعزز الشفاء من مرض كرون، مثل: الجوز، والزيتون، وزيت بذور الكتان، والزبدة، وأحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل: السلمون، والتونة، والماكريل.
  • شرب الكثير من السوائل: فالأشخاص المصابون بمرض كرون أكثر عرضةً لفقدان السوائل بسبب الإسهال المزمن، لذلك يجب تعويض السوائل التي يفقدونها، ويفضل الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول.
  • التركيز على البروتينات الخالية من الدهون: فالجسم يحتاج إلى كميات كبيرة من البروتينات لبناء الخلايا وعلاجها.
  • الحذر من منتجات الألبان: فقد تسبب الغازات وآلام البطن والإسهال عند النساء المصابات بمرض كرون.
  • الحصول على كميات كافية من فيتامين د: إذ يمكن أن يؤدي نقص فيتامين (د) إلى الإصابة بمرض كرون، ويمكن الحصول عليه من أشعة الشمس أو الأطعمة الغنية به، مثل: كبد البقر، وصفار البيض، والسردين، والسلمون، والجمبري، وسمك القد.



ما هو تأثير الإصابة بمرض كرون خلال الحمل؟

في البداية إنّ تشخيص مرض كرون عند الحامل يشكّل تحدّيًا كبيرًا، وفي حال أُصيبت السيدة بمرض كرون وظهرت عليها الأعراض أول مرة وهي حامل تكون في مرحلة تهيج الأعراض ويكون المرض نشطًا لديها، ويزيد مرض كرون النشط من خطر الإجهاض، كما أنه يزيد من مخاطر الولادة المبكرة وولادة جنين ميت.[٦]



المراجع

  1. Mayo Clinic Staff (2019-12-24), "Crohns disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-10. Edited.
  2. "LIVING WITH CROHNS & COLITIS", crohnsandcolitis.ca, Retrieved 2020-08-10. Edited.
  3. "SURGERY FOR CROHNS DISEASE and ULCERATIVE COLITIS", crohnsandcolitis.ca, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  4. ^ أ ب Alison Fisher (2018-12-10), "Crohns disease and pregnancy", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
  5. "Managing inflammatory bowel disease in pregnancy: current perspectives", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  6. ^ أ ب Minesh Khatri, MD (2019-09-17), "Crohns Disease and Pregnancy", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
  7. Carole Jacobs (2017-11-14), "11 Natural Ways to Stop a Crohns Disease Flare", www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×