محتويات
مرض كرون
مرض كرون هو أحد أمراض التهابات القناة الهضمية، والذي يمكن أن يؤدي إلى آلام في البطن وإسهال الشديد وتعب وفقدان في الوزن وسوء تغذية، ويمكن أن يؤثر الالتهاب الناتج عن مرض كرون على مناطق مختلفة في الجهاز الهضمي في أشخاص مختلفين، وغالبًا ما ينتشر الالتهاب الذي يسببه مرض كرون في أعمق طبقات نسيج الأمعاء، ويمكن أن يكون داء كرون مؤلمًا، وقد يؤدي أحيانًا إلى مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة، وفي حين أنه لا يوجد علاج معروف لمرض كرون، إلا أن العلاجات يمكن أن تقلل إلى حد كبير من علاماته وأعراضه، ومع العلاج، يستطيع العديد من المرضى أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي.
أعراض مرض كرون
يمكن أن تتراوح علامات وأعراض مرض كرون من خفيفة إلى شديدة، وعادةً ما تتطور تدريجيًا، ولكن في بعض الأحيان تظهر الأعراض فجأةً دون سابق إنذار، كما قد يمر المريض بفترات من هجوع المرض واختفاء الأعراض، وعندما يكون المرض نشطًا، قد تشمل العلامات والأعراض ما يأتي:[١]
- الإسهال والذي قد يكون مصحوبًا بالدم.
- الحمى والإعياء والتعب والإرهاق الجسدي.
- آلام شديدة في البطن وتقلصات في المعدة.
- ظهور تقرحات في الفم.
- انخفاض الشهية وفقدان الوزن.
- ألم في المنطقة الشرجية والذي قد يكون دليلًا على تكوّن الناسور وهو أحد المضاعفات المحتملة لمرض كرون.
- التهابات في الجلد والعين والمفاصل في الحالات المتقدمة من المرض.
- التهاب الكبد أو القنوات الصفراوية.
- تأخر النمو البدني أو الجنسي عند الأطفال.
أسباب مرض كرون
لا يزال السبب الدقيق لمرض كرون مجهولًا، ففي السابق، كان كل من النظام الغذائي والإجهاد المزمن أسبابًا مشتبه بها، لكن الآن كشف الطب أنّ هذه العوامل قد تلعب دورًا في تفاقم المرض ولكنه من المستبعد أن تتسبب به، ومن المحتمل أن هنالك عدة عوامل تشترك في التسبب بالمرض، منها عوامل وراثية ومناعية كما سيتم توضيحه فيما يأتي:[١]
- العوامل المناعية: يعمل جهاز المناعة على حماية الجسم من مسببات الأمراض الخارجية مثل: الفيروسات والبكتيريا والداخلية مثل الخلايا السرطانية، ولكن في بعض الأحيان عند تعرض الجسم إلى مسبب مرضي جرثومي، يولد جهاز المناعة رد فعل مفرط قد يؤدي إلى مهاجمة الخلايا المناعية لخلايا القناة الهضمية.
- الوراثة: يعتبر مرض كرون أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة مصابين بهذا المرض، لذلك قد تلعب الجينات دورًا مهمًا في جعل الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة، ومع ذلك، فإن معظم مرضى داء كرون ليس لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض.
تشخيص مرض كرون
لا يوجد فحص تشخيصي واحد ونهائي لتشخيص مرض كرون، لذلك يشخص الأطباء مرض كرون باستبعاد الأسباب المحتملة للأعراض الظاهرة على المريض، وقد يستخدم الطبيب عدة أنواع من الاختبارات الطبية والفحوصات لإجراء التشخيص:[٢]
- يمكن أن تساعد فحوصات الدم الروتينية الطبيب في البحث عن مؤشرات معينة عن المشاكل المحتملة، مثل: فقر الدم والالتهابات.
- يمكن لفحص البراز أن يساعد الطبيب على الكشف عن وجود دم في البراز والذي قد يكون دليل على نزيف تقرحي في جدران الأمعاء.
- قد يطلب الطبيب إجراء تنظير علوي للجهاز الهضمي لمعاينة القناة الهضمية بشكل أفضل.
- يمكن عمل تنظير سفلي للجهاز الهضمي لفحص القولون.
- تعطي اختبارات التصوير المتقدمة مثل: التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي للطبيب تفاصيل أكثر من الأشعة السينية العادية، إذ يسمح كلا الاختبارين للطبيب برؤية مناطق محددة من الأنسجة والأعضاء.
- من المحتمل أن يأخذ الطبيب عينة من الأنسجة أو خزعة أثناء التنظير لإلقاء نظرة أقرب وإجراء فحص خلوي على أنسجة الأمعاء.
علاج مرض كرون
تختلف خطة علاج مرض كرون من مريض إلى آخر، ولكن يهدف العلاج في معظم الحالات إلى تثبيط الالتهاب المناعي والتخفيف من الأعراض ومنع تدهور الحالة والوصول إلى فترة هجوع المرض والمحافظة عليها لأطول وقت ممكن، وتشمل الخيارات العلاجية ما يأتي:[٣]
- العلاج الدوائي لمرض كرون: هناك عدد من العقاقير المتاحة لمحاولة علاج مرض كرون والتحكم في سير المرض، وتشمل هذه الأدوية ما يأتي:
- Aminosalicylates: يستخدم هذا الدواء لعلاج المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى متوسطة، وتساعد هذه الأدوية على التقليل من الالتهاب في الأمعاء.
- الكورتيزون: يخفف الكورتيزون الالتهاب عن طريق تثبيط جهاز المناعة، ويصف الأطباء هذه الأدوية الستيرويدية للحالات المتوسطة إلى الشديدة.
- المضادات الحيوية: يمكن للمضادات الحيوية أن تعالج العدوى والالتهابات أو المضاعفات التي تنشأ بسبب مرض كرون.
- منظمات جهاز المناعة: تعمل هذه المجموعة من الأدوية على تثبيط جهاز المناعة، ويمكن أن تستغرق عدة أسابيع أو أكثر لبدء التأثير، وقد يصف الطبيب هذه الأدوية إذا كانت الحالة لا تبدي استجابة لأي أدوية أخرى.
- الأدوية البيولوجية: وهي العقاقير التي تستهدف وتقمع خلايا جهاز المناعة، وعادةً ما يصف الأطباء هذه الأدوية فقط إذا لم تكن العلاجات الأخرى فعالة على الإطلاق.
- العلاج الجراحي لمرض كرون: تحتاج بعض الحالات إلى عمليات جراحية لعلاج مضاعفات مرض كرون والتي تشمل:
- جراحة استئصال الأمعاء الدقيقة: والتي يقوم فيها الجراح بإزالة الجزء المتضرر من الأمعاء الدقيقة ومن ثم إعادة توصيل الطرفين السليمين.
- استئصال الأمعاء الغليظة: والذي يُعرف أيضًا باسم استئصال القولون الجزئي، حيث يقوم الجراح بإزالة جزء من الأمعاء الغليظة ومن ثم إعادة توصيل الطرفين السليمين.
- استئصال المستقيم والقولون: في هذه العملية الجراحية، يقوم الجراح باستئصال القولون والمستقيم بالكامل، وبعد ذلك، سيحتاج الشخص إلى استخدام كيس مخصص لإخراج البراز من خلال فتحة صغيرة في البطن.
مرض كرون والزواج
يعتبر مرض كرون تحديًا كبيرًا يواجهه المريض عند الزواج، إذ يشكل هذا المرض قلقًا لدى المريض وشريكه حول حالة المريض الجسدية والصحية وحول قدرته على القيام بالأنشطة الحياتية التي يتطلبها الزواج، وهنالك العديد من العوامل المركبة التي تؤثر على حياة الزوجين، وتشمل التعب والآثار الجانبية للأدوية وفقدان الوزن أو كسبه بسبب المرض، وبالطبع أهم نقطة يجب التركيز عليها في الحياة الزوجية لمريض كرون هي الاستمرار في التواصل مع الشريك حول هذه القضايا، حتى إذا بدا الأمر محرجًا إلى حدٍّ ما، وذلك لأن عدم معرفة كيفية تفكير الآخر حيال المرض يمكن أن تؤدي إلى سوء الفهم.[٤]
أما من ناحية وراثية، فلا تعني إصابة أحد الأبوين بمرض كرون أن الأبناء سيكونوا مصابين بالمرض كذلك، إلا أنّهم يحملون فرصة أكبر للإصابة بالمرض، وينصح بالذهاب إلى مستشار وراثي وعلاقات زوجية قبل الإقدام على الزواج من أحد المصابين بمرض كرون، وذلك لتقديم النصائح والشروحات الكافية حول كيفية التعامل مع المرض.[٤]
المراجع
- ^ أ ب Crohn’s Disease, , "www.mayoclinic.org", Retrieved in 19-11-2018, Edited
- ↑ Understanding Crohn’s Disease, , "www.healthline.com", Retrieved in 19-11-2018, Edited
- ↑ What are the stages of Crohn"s disease?, , "www.medicalnewstoday.com", Retrieved in 19-11-2018, Edited
- ^ أ ب Advice for Partners of People With IBD, , "www.verywellhealth.com", Retrieved in 19-11-2018, Edited