مرض كيشان مرض خطير يرتبط بنقص السيلينيوم

كتابة:
مرض كيشان مرض خطير يرتبط بنقص السيلينيوم

ما هو مرض كيشان؟ ما هي أسبابه وأعراضه؟ وهل هو مرض خطير أم مجرد حالة طبية عابرة؟ معلومات هامة حول هذا المرض تجدونها في المقال الآتي.

سوف نعرفك في ما يأتي على مرض كيشان (Keshan disease) وأبرز المعلومات المتعلقة به:

ما هو مرض كيشان؟ 

مرض كيشان هو مرض تم ربطه لفترة طويلة بتدني مستويات السيلينيوم في الجسم، ولكن وتبعًا للعلماء قد لا يكون هذا المرض ناتجًا عن مجرد نقص بسيط في مستويات السيلينيوم، بل قد يكون الأمر معقدًا أكثر من ذلك.

يعد هذا المرض أحد الأمراض الخطيرة، فمرض كيشان هو نوع قاتل من الأنواع المختلفة لحالة اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy).

تم اكتشاف هذا المرض وتوثيقه لأول مرة في مقاطعة كيشان الصينية عام 1935، والتي لوحظ أن نسب السيلينيوم الموجودة في تربتها كانت متدنية، ولكن من الوارد كذلك أن يصيب هذا المرض أشخاصًا يعيشون في مناطق أخرى من العالم مستويات السيلينيوم في تربتها قليلة كذلك، مثل بعض المناطق في روسيا.

أنواع مرض كيشان 

لمرض كيشان عدة أنواع مختلفة، هذه أبرزها:

1. مرض كيشان الحاد (Acute KD)

ينشأ ويتطور بشكل مفاجئ وسريع لتظهر على المريض أعراض، مثل: الصدمة القلبية (Cardiogenic shock)، واضطراب النظم الحاد (Severe arrhythmia).

2. مرض كيشان دون الحاد (Subacute KD)

ينشأ بوتيرة بطيئة نسبيًّا مقارنة بالنوع السابق، وغالبًا ما تظهر على المريض أعراض، مثل: تسارع نبض القلب، ووذمة الوجه (Facial edema).

3. مرض كيشان المزمن (Chronic KD)

يعد أكثر شيوعًا من بعض أنواع مرض كيشان الأخرى وينشأ ويتطور بشكل بطيء، يؤدي هذا النوع لظهور أعراض، مثل: فشل القلب، وترقق جدار القلب.

4. مرض كيشان الخافي (Latent KD)

كما يوحي الاسم، قد لا تظهر على المريض أية أعراض واضحة، وقد تكون وظائف القلب سليمة ولا خلل فيها.

أعراض مرض كيشان 

هذه أبرز الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بهذا المرض:

  • اضطرابات في الدورة الدموية.
  • مشكلات أو خلل في شغاف القلب (Endocardium).
  • نخر العضلة القلبية (Myocardium necrosis). 
  • التليف (Fibrosis).
  • تضخم عضلة القلب وتناقص كفاءتها. 
  • فشل القلب الاحتقاني (Congestive heart failure).
  • الوذمة الرئوية (Pulmonary edema).
  • اضطراب النظم.

أسباب مرض كيشان وعوامل الخطر

لم يتمكن العلماء بعد من حسم الأمر بخصوص أسباب هذا المرض الدقيقة، وعلى الرغم من أن السبب الرئيس الذي عادة ما يتم ربطه بهذا المرض هو نقص السيلينيوم، إلا أن الأمر قد لا يكون متعلقًا بنقص السيلينيوم فحسب، بل قد يرتبط بعوامل أخرى، مثل الفيروسات.

إذ لوحظ وجود أجسام مضادة خاصة بفيروس كوكساكي (Coxsackie virus) في أجسام المصابين بمرض كيشان بأعداد تفوق تلك المتواجدة في أجسام أشخاص غير مصابين بالمرض.

ويعتقد العلماء أن تواجد هذا الفيروس في جسم شخص مصاب من الأصل بنقص السيلينيوم قد يحفز تحول الفيروس لالتهاب حاد وخطير قد يتجسد على هيئة الأعراض والمضاعفات الخطيرة المرتبطة بمرض كيشان .

وهذه بعض الأسباب الأخرى التي يعتقد أن لها علاقة بنشأة هذا المرض، مثل: سوء التغذية، وانخفاض مستويات الدم في الجسم.

عوامل الخطر 

هذه بعض العوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة بمرض كيشان:  

  • العيش في مناطق معينة من الصين يشيع فيها هذا المرض، إذ يعد مرض كيشان من الأمراض المتوطنة (Endemic) في بعض مناطق الصين.
  • الانتماء إلى الفئات الآتية: الذكور الذين لم يبلغوا عمر 15 عامًا، والإناث في عمر الإنجاب. 

تشخيص مرض كيشان 

من الممكن تشخيص المرض من خلال اللجوء لبعض الإجراءات الطبية، مثل إخضاع المريض لفحص مخطط كهربية القلب (Electrocardiogram)، فالتخطيط الكهربائي للقلب للمصابين بمرض كيشان قد يظهر حصول تغييرات معينة قد تعني الإصابة بالمرض. 

يجب التنويه إلى أن بعض الأعراض الظاهرة على المرضى المصابين بهذا المرض تشبه إلى درجة كبيرة أعراض أمراض أخرى، مثل مرض اتساع وتضخم عضلة القلب مجهول الأسباب (Idiopathic dilatation myocardial disease).

علاج مرض كيشان 

لا يوجد علاج محدد لهذا المرض، ولكن قد تساعد بعض الطرق العلاجية على احتواء الحالة وخفض فرص الوفاة، لا سيما إذا ما تم البدء بالعلاج مبكرًا، كما قد تساعد بعض العلاجات على خفض فرص تحول الحالات الحادة من مرض كيشان لحالات مزمنة. 

وهذه بعض الطرق العلاجية التي قد يتم اتباعها مع المرضى: 

  • استخدام مكملات سيلينيت الصوديوم (Sodium selenite).
  • العلاج بفيتامين ج أو ما يسمى بحمض الأسكوربيك (Ascorbic acid) في الوريد.
  • استخدام مدرات البول التي قد تساعد بشكل خاص على احتواء حالات فشل القلب واحتباس السوائل التي قد ترافق هذا المرض.
  • مراقبة المريض باستمرار والتأكد من تبنيه نمط حياة صحي في الحالات التي يكون فيها المرضى مصابين بمرض كيشان الخافي.

على الرغم من أن تناول كميات كافية من السيلينيوم قد يكون كافيًا للحماية من الإصابة بهذا المرض، إلا أنه من الصعب عكس التلف الحاصل في عضلة القلب بمجرد نشأة أعراض مرض كيشان وبدء المرض بالتأثير على القلب.

يجب التنويه إلى أن هذا المرض تمت السيطرة عليه تقريبًا في في المناطق التي كان يشيع انتشاره فيها من الصين، وذلك بعد أن قامت الحكومة باستخدام مكملات السيلينيوم في المناطق المتأثرة.

4328 مشاهدة
للأعلى للسفل
×