محتويات
ما هو مرض مرض مينيير؟
يعدّ التوازن والثبات على الأرض أثناء المشي ضروريًّا للإنسان، وباختلاله يشعر الشخص بالضيق، وقد يتطور الأمر ليبدأ بالتعرُّض للإصابات نتيجة سقوطه على الأرض، لذا يجب على الفرد التوجه لزيارة الطبيب بمجرِّد شعوره بهذه الأعراض للوقوف على أسباب حدوثها، والذي قد يكون مرض مينيير أحدها، ففي عام 1861 اكتشف الطبيب الفرنسي بروسبر مينيير اضطراب يُصيب الأذن الداخلية المسؤولة عن توازن جسم الإنسان، ويُسبِّب ظهور مجموعة من الأعراض التي تأتي على شكل نوبات أو هجمات أهمُّها؛ الدوار، وطنين الأذن، والشعور بضغط وامتلاء داخل الأذن، وفقدان السمع، وقد سُمِّي هذا الاضطراب باسم مرض مينيير (Meniere's disease) تيمنًا باسم العالم الذي اكتشفه،[١] وهو من الأمراض التي غالبًا ما تُصيب الأفراد خلال الفترة العمريَّة الواقعة بين 40-60 سنة، كما أنَّه يؤثر في الرجال والنساء على حدٍّ سواء تقريبًا، وعادةً ما يظهر في إحدى الأذنين فقط، إلا أنّه قد يمتدّ ليشمل الأذن الأخرى أيضًا مع مرور الوقت.[١][٢]
كيف يُعالج مرض مرض مينيير؟
مازالت آلية الإصابة بمرض مينيير مجهولة حتى الآن، لذا لم يُكتَشف علاج شافٍ له، وإنَّما يستعين الأطباء في علاج المرض بمجموعة من الخيارات العلاجيَّة المُختلفة، التي تهدف جميعها إلى تخفيف حدة النوبات التي يتعرض لها المصاب وعدد مرَّات حدوثها، وتحسين حاسة السمع لديه، ولأن هذه الأعراض والنوبات تختلف طبيعتها من مصابٍ لآخر، يختلف العلاج أيضًا باختلاف حالة المصاب.[٣]
وقبل التعرف على خيارات علاج المرض، يجب التعرف على الأعراض وطبيعة النوبات التي يتعرَّض لها المُصاب، فعند بدء النوبة يُعاني المُصاب من أعراض مُختلفة كالإصابة بالدوار، والشعور بعدم الثبات، واحتماليَّة السقوط المفاجيء دون سابق إنذار، والمُعاناه من الغثيان، أو التقيؤ، وسماع صوت طنين أو أزيز أو هدير في الأذن، وحدوث نقصان مُفاجيء في السمع، وتظهر هذه الأعراض مُجتمعة، وبصورة مفاجئة، لتستمر غالبًا بين 2-3 ساعات، وربما يبقى تأثيرها ليومٍ أو يومين قبل اختفائها تمامًا.[٤][١]
وبعد انتهاء النوبة، قد يُعاني المصاب من الإرهاق والتعب، أو حتى الحاجة للنوم ساعاتٍ عِدة، وقد تتكرَّر نوبات مرض مينيير عِدة مرات خلال فترة زمنيَّة قصيرة، أو أنَّها تأتي متباعدة، يفصل بين كل نوبة وأخرى أسابيع، أو شهور، أو حتى سنوات، وخلال الفترة بين النوبات لا يُعاني معظم المصابين من أيَّة أعراض، إلا أنَّ القليل منهم قد يشكو من بعض الدوار والطنين.[١][٤] وبعد معرفة طبيعة أعراض الإصابة بمرض مينيير، نوضِّح في الآتي الطرق المُستخدمة في علاجه:
العلاج الدوائي
كما ذكرنا سابقًا، فإن علاج النوبات الحادَّة من مرض مينيير يتضمَّن استخدام أنواع مختلفة من الأدوية التي تهدف جميعها إلى السيطرة على الأعراض، ومن هذه الأدوية:[١]
- ميكليزين (Meclizine): الذي يمكن صرفة دون الحاجة لوصفة طبية لعلاج الدوخة، ويُؤخَذ بجرعة تعادل 12.5 ملغرام مرتين يوميًا، أو 50 ملغرام تؤخذ ثلاث مرات خلال اليوم.
- لورازيبام (Lorazepam): بجرعة 0.5 ملغرام تؤخذ مرتين يوميًا بواسطة الفم، يُمكن بلعها أو الاكتفاء بمصها، ويلجأ الطبيب لصرف هذا الدواء في حالة عدم فعالية الميكليزين لتخفيف الدوخة، أو لكثرة التقيؤ.
- أوندانوستيرون (Ondansetron): فعلى الرغم من انخفاض فعاليَّته مقارنةً بالبروميثازين، إلَّا أنَّ الأعراض التي تُصاحبه خفيفة جدًّا، إذْ يُستخدم هذا الدواء لعلاج التقيؤ، ويؤخذ بجرعة تعادل 8 ملغرام مرتين يوميًّا، كما يمكن تناوله عن طريق الفم، أو وضعه تحت اللسان،
- بروميثازين (Promethazine): يُستَخدم لعلاج القيء، بجرعة 12.5 ملغرام مرتين يوميًا، أو يؤخذ كتحاميل شرجية بجرعة 25 ملغرام.
- ديكساميثازون (Dexamethasone): يُعطى بجرعة فموية تعادل 4 ملغرام، لمدة 4-7 أيام، أو يُعطى كحقن مباشرةً في طبلة الأذن عند استمرار الأعراض.
وبالإضافة إلى هذه الأدوية، توجد بعض التعليمات التي يجب اتِّباعها أثناء حدوث النوبة الحادة، لتجنب التعرض للإصابات، كالجلوس على سطح ثابت دون حركة مع بقاء العينين مفتوحة، وتركيز النظر على شيء ثابت، كما يوصَى بتجنب شرب الماء أو أيَّة سوائل لتجنب التقيؤ، ويلتزم المُصاب هذه الوضعية إلى حين انتهاء نوبة الدوار الشديدة، ليبدء الحركة ببطء، بينما يجب التواصل مع الطبيب فورًا في حالة استمرار التقيؤ، وعدم القدرة على شرب السوائل لمدَّة تتجاوز 24 ساعة.[١]
أما عن خطة العلاج التي توصف للمصاب لاعتمادها في الفترات الفاصلة بين النوبات، والتي تخلو من ظهور أيَّة أعراض، فهي تتضمن أنواع مُختلفة من الأدوية، منها:[١]
- مزيج من مدرات البول التي تنتمي لعائلة الثيازيد، مثل هيدروكلوروثيازيد، مع أحد الأدوية التي تنتمي لحاصرات قنوات الصوديوم.
- الأدوية المثبطة الدهليزية (Vestibular Suppressants)، مثل أدوية البينزوديازيبين (Benzodiazepines)، ومضادت الهيستامين، مثل: الميكليزين (Meclizine)، ودايفينهيدرامين (Diphenhydramine).
- حاصرات قنوات الكالسيوم لكنها لا تستخدم كثيرًا لعلاج مرض مينيير.
- مثبطات المناعة، غير أنَّها نادرًا ما تُستخدم في حالات مرض مينيير، ومنها؛ الستيرويدات.
- أنواع أخرى من الأدوية التي مازالت بحاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات لتأكيد فعاليتها، مثل بعض الأدوية المضادة للفطريات، والأدوية المضادة للفيروسات، وحقن الهستامين.
العلاج الجراحي
قد يلجأ الطبيب في الحالات الشديدة من مرض مينيير إلى الحلول الجراحيَّة، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:[٥]
- جراحات الكيس اللمفاوي (Endolymphatic sac procedures): وهي الجراحة التي تهدف إلى علاج الدوار عن طريق الحدّ من إنتاج السائل، أو زيادة امتصاصه داخل الكيس اللمفي الباطن، لتنظيم كميَّة السوائل داخل الأذن الداخلية، وقد يُضيف الطبيب أيضًا تحويلة لتصريف السوائل الزائدة خلال هذه الجراحة.
- قطع العصب الدهليزي (Vestibular nerve sectio): تقوم آلية عمل هذه الجراحة على قطع العصب الموجود في الأذن الداخلية، وهو العصب الذي يربط مستشعرات التوازن والحركة بالدماغ، وذلك بهدف علاج الدوار والألم، والحفاظ على ما تبقى من حاسة السمع.
- استئصال التيه (Labyrinthectomy): هو استئصال للجزء المسؤول عن التوازن والسمع بالأذن مما يفقد المصاب حاسة السمع والقدرة على التوازن تمامًا بالأذن المصابة، لذا لا يلجأ الطبيب لهذه الجراحة إلا في الحالات التي وشك المصاب فيها على فقد السمع أو فقده بالفعل.
نصائح خاصة بمرض مينيير
فإلى جانب العلاج، يوجد بعض النصائح التي يوصي بها الطبيب لتخفيف حِدة نوبات مرض مينيير، وتقليل فرصة حدوث هذه النوبات قدر الإمكان، ومن هذه النصائح، نذكر الآتي:[٥]
- الحد من تناول الأملاح لتجنب حدوث احتباس السوائل في الجسم، فالحد الأقصى المسموح به من الأملاح لمريض مينير هو 1500 ملغرام يوميًّا.
- تجنب الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين مثل؛ الشاي، والقهوة، والشوكولاته، وبعض المشروبات الغازية.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على غلوتاميت أحادي الصوديوم (MSG)، كالأطعمة المحفوظة والجاهزة، التي تسبب احتباس السوائل أيضًا لاحتوائها على الصوديوم.
- تنظيم حجم ومواعيد الوجبات المتناولة على مدار اليوم.
- السيطرة على الضغط العصبي والقلق، الذي يتعرض له المصاب.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب التعرض لمثيرات الحساسية قدر الإمكان.
- تجنب الإصابة بنوبات الصداع النصفي.
أمراض تُشابه أعراضها مرض مينيير؟
ثمَّة مجموعه من الأمراض الأخرى التي قد يصاحبها أعراض مشابهة لأعراض الإصابة بمرض مينيير، منها؛ نوبات الصداع النصفي، ودوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV)، وبعض الحالات النادرة، كالأورام التي تنمو في القناة السمعيَّة الداخليَّة، وهنا تكمن أهمية التشخيص السليم للوقوف على أسباب ظهور هذه الأعراض، وعلاجها بالطريقة الصحيحة.[٦]
ولتأكيد الإصابة بمرض مينيير يُجري الطبيب فحص السمع لإثبات ضعف السمع أو فقدانه عند المُصاب، كما يُقيَّم التوازن لدى المصاب بواسطة تخطيط كهربية الرأرأة (Electronystagmogram) أو اختبار الكرسي الدوار، وغيرها من الاختبارات.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Timothy C. Hain (2020-08-19), "Meniere's Disease", dizziness-and-balance, Retrieved 2020-09-30. Edited.
- ↑ "Meniere's affects", nidcd, Retrieved 2020-10-03. Edited.
- ↑ Yetkin Zeki Yilmaz (2019-12-12), "Meniere Disease Nonsurgical Treatment", intechopen, Retrieved 2020-09-30. Edited.
- ^ أ ب "Meniere disease", nhs, 2020-03-22, Retrieved 2020-09-30. Edited.
- ^ أ ب Manouchehr Saljoughian (2015-03-17), "Menieres Disease: Treatment Strategies", uspharmacist, Retrieved 2020-10-01. Edited.
- ^ أ ب C. Matthew Stewart, "Meniere's Disease", cancertherapyadvisor, Retrieved 2020-10-01. Edited.