مسائل في الصيام في ضوء المذاهب الأربعة

كتابة:
مسائل في الصيام في ضوء المذاهب الأربعة

مسألة رؤية الهلال منفردًا

ما رأي المذاهب الفقهيّة في رؤية العدل الواحد للهلال؟

تثبت رؤية هلال شهر رمضان برؤية الجم الغفير الّذين يستحيل تواطؤهم على الكذب، أو برؤية عدليْن اثنين للهلال، أمّا فيما يتعلّق برؤية عدْل واحد للهلال،[١] فذهبت المذاهب الأربعة إلى عدّة أقوال، وهي كالتالي:[٢]

  • المذهب الحنفي: قبل الحنفيّة رؤية العدل الواحد لرؤية الهلال، حتى وإن كانت السماء مغبرّة، أو فيها غيْم، ووضعوا ضابطًا للعدالة؛ وهو ترجيح حسناته على سيّئاته، دون النظر للذكورية والإسلام، واستدلّوا على قولهم بما ورد عن الصحابي الجليل ابن عبّاس رضي الله عنه: "جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: أَبْصَرْتُ الْهِلاَل اللَّيْلَةَ، قَال: أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ قَال: نَعَمْ، قَال: يَا بِلاَل أَذِّنْ فِي النَّاسِ فَلْيَصُومُوا غَدًا"
  • المذهب الحنبلي: قبل الحنابلة رؤية الهلال من قِبَل المسلم العدل الواحد، ولم يشترطوا شرطي الذكورية والحرّية، إلّا أنّهم لم يقبلوا شهادة مستور الحال، في حالة الصحو والغيم.
  • المذهب المالكي: لم يعتدّ المالكيّة برؤية العدل الواحد للهلال، فلم يوجبوا بذلك الصيام على النّاس، فأوجبوا على الفرد العدل إذا ما رأى الهلال بأن يخبر الإمام، لعلّ أحد غيره قد رأى الهلال وأخبر الإمام، فتجوز حينئذ شهادتهما، وما يترتب على الفرد العدل إذا رأى الهلال، وجوب الصيام في حقّه، وإلّا يترتب عليه القضاء والكفّارة، أمّا في حال كون المسلم في بلد لا يُعتنى فيه برؤية الهلال قبول خبر رؤية العدل للهلال.
  • المذهب الشافعي: قبلوا خبر رؤية المسلم العدل للهلال، عليه، يلزم جميع المسلمين بالصّيام، إلّا أنّهم لا يقبلون شهادة المرأة والعبد، وقالوا بوجوب الصيام في حقّ الرائي، حتى لو لم يكن عدلًا.


لمعرفة كافة التفصيلات المتعلقة برؤية الهلاك منفردًا ورؤيته من شخص أو أكثر يمكنك الاطلاع على هذا المقال: حكم الاستناد على علم الفلك الحديث في رؤيةالهلال


مسألة الإفطار من إرهاق الجوع والعطش

ما الضابط في الإرهاق المجيز للإفطار؟

اختلف الفقهاء في ضوابط الإرهاق والعطش المجيزان للمسلم الصائم الإفطار في نهار شهر رمضان، على الاقوال التالية:[٣]

  • المذهب الحنفي: أجازوا بإفطار من أصابه إرهاق أو عطش في نهار شهر رمضان، ويترتب عليْه القضاء، بشرط أن يغلب على ظن المسلم الخوف على نفسه الهلاك، أو ذهاب بعض الحواس، أو نقصان العقل، كذلك في كل من الحامل والمرضع إذا ما خافتا على نفسيْهما.
  • المذهب المالكي: حرّموا الصوْم على من خاف على نفسه الضرر، وذلك لوجوب حفظ النفس -الضروريات الخمس- ويترتب عليْه قضاء ذلك اليوم.


مسألة الإكراه على الفطر

ماذا قال الفقهاء في حكم من أُجبر على الإفطار في رمضان؟

للمذاهب الفقهيّة الأربعة آراء في حكم من أجبر وأُكره على الإفطار في نهار شهر رمضان، وهي كالتالي:[٤]

  • المذهب الشافعي: في الصحيح من مذهبهم، وهو عدم فساد صوم المُكره على الإفطار، وذلك لعدم وجود الاختيار، فهو قد أُجبر على الإفطار في نهار رمضان.
  • المذهب الحنبلي: اتّفقوا على عدم فساد صوم المجبر على الإفطار في نهار شهر رمضان، وذلك استنادًا على قولٍ وارد عن الصحابي الجليل عبدالله بن عباس، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فيما يتعلّق بالإكراه، وهو: "إنَّ اللَّهَ وضعَ عن أمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكْرِهوا عليهِ".[٥]
  • المذهب الحنفي والمذهب المالكي: ذهبوا إلى فساد صوم من أُجبر على الإفطار في نهار شهر رمضان، ويترتب عليه بناءً على ذلك قضاء ذلك اليوم.


مسألة إفساد صيام التطوع

ماذا يترتب على من يفسد صيامه في حالة التطوّع؟

اختلفت المذاهب الفقهيّة الأربعة في حكم من يفسد صيام التطوع، وما يترتب عليه من أحكام، وتفصيل ذلك كالتالي:[٦]

  • المذهب المالكي والمذهب الحنفي: قالوا بحرمة إفساد المسلم لصوْم التطوّع، بغير وجود عذر مقبول يجيز له نقض صيامه، وهذا ما يُفهم من قول المذهب الحنفي، بأنّهم اشترطوا وجود عذر لإفسادصوْم التطوّع، إلّا أن الحنفيّة قاموا بوضع قيد للحرمة وهو أنّه يجوز للمسلم الإفطار قبل حلول منتصف النهار، أما إذا حلّ بعد منتصف النهار، فيحرم عليه حينئد نقض صيام التطوّع، ومن الأعذار المقبولة عندهم لجواز الإفطار في صوْم التطوّع هو الحلف على الصائم بطلاق زوجته إن لم يفطر، وأضاف الحنفيّة عذر الضيافة للضيْف الصائم، إن لم يقبل المستضيف بمجرّد الحضور، بشرط أن يقضي الصائم لذلك اليوم.
  • المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي: قالوا بكراهة إفساد المسلم لصوْم التطوع بلا عذر مقبول شرعًا يجيز له نقض صيام التطوّع، واستحبوا إكمال المسلم لصيامه، وذهبوا إلى عدم وجوب القضاء لذلك اليوم، إلّا أنّه من المستحب له أن يقضيه.


مسألة من أكل أو شرب ظانًا بقاء الليل ثم تبين خلاف ذلك

ماذا يترتب على من دخل لجوفه شيء ظانًّا أنّ الفجر لم يطلع؟

ذهبت المذاهب الفقهيّة الأربعة في حكم من تسحّر ظانًّا عدم طلوع الفجر، وتبيّن له خلاف ذلك، إلى أنه: يفطر في ذلك اليوم، ويترتب عليه القضاء دون وجوب الكفارة في حقّه، ولا يعدّ آثمًا.[٧]


مسألة إفطار من يعمل بالأعمال الشاقة

ما الضابط المجيز للإفطار؟

في مسألة الأعمال الشاقة، تم تمثيله لأصحاب المهن الشاقة، بمسألة الخوف من الضرر بسبب الإرهاق، فأجازوا له الإفطار، ويترتب عليه بناءً على ذلك قضاء اليوم الّذي أفطره، إلّا أن بعض المذاهب الفقهيّة وضعت ضوابط فيما يتعلق بإفطار أصحاب المهن الشاقّة، هي كالتالي:[٨]


  • المذهب الحنفي: قالوا بأنّه إذا كان صاحب المهنة محتاجًا لحرفته ومهنته، مثل النفقة على أهله، وخاف على نفسه الضرر، فله أن يفطر، ويحرم عليه أن يفطر قبل أن تحصل له المشقة المجلبة للضرر.


  • المذهب الحنبلي: قال الإمام الآجري من المذهب الحنبلي بأنّه إذا لم يترتب على صاحب المهنة بترك مهنته الضرر، يتوجب عليْه في هذه الحالة تركها، وإلّا فهو آثم بالفطر، وإن لا يستطيع أن يترك مهنته، ولحقته مشقّة شديدة جرّاء صيامه، يجوز له في هذه الحالة أن يفطر، ويترتب عليه حينئذ قضاء ذلك اليوم، ولا يكون حينها آثمًا، لتعذّره من ترك مهنته.


مسألة أخذ دواء تأخير الحيض للنساء

ماذا يترتب على المرأة بأخذها دواء تاخير الحيض؟

اختلفت آراء المذاهب الفقهيّة في حكم أخذ المسلمة الصائمة دواء يقوم بتأخير الحيض، وما يترتب عليها إن نزل عليها دم في حالة أخذها للدواء، وفق الأقوال الآتية:[٩]


  • المذهب الحنبلي: ذهبوا إلى جواز شرب المرأة لدواء يقوم بقطع الحيض، إن لم يكن في ذلك أيّ ضرر عليْها، ويشترط قبول الزوج لأخذها للدواء.
  • المذهب المالكي: ذهبوا إلى كراهة تناول المرأة دواء يقوم بتأخير الحيض، مخافة أن تلحق بنفسها الضرر، وإذا ما أخذت الدواء وارتفع حيضها، فيحكم بطهارتها، أمّا إن جاءها الحيض، قبل وقته المعتاد، فنفوا بأن يكون حيضًا، وحكموا بطهارتها، ويترتب عليها وجوب الصلاة والصيام، وذلك لاحتمال أن يكون ليس حيضًا، وتقوم بقضاء الصوم دون الصلاة، وذلك لاحتمال آخر؛ وهو كون الدم النازل دم حيض.
  • المذهب الحنفي: صرّحوا بأنه إذا ما أخذت المرأة دواء تأخير الحيض، ونزل دم في أيّام الحيض، فيكون حيضًا.

مسألة الاستياك في نهار رمضان

هل فرّق العلماء بين السواك الجاف والسوالك المبلول؟

لا يرى الفقهاء في استعمال المسلم الصائم للسواك اليابس في أول نهار رمضان أيّ حرج، أمّا استعماله بعد الزوال، فذهب كل من الحنفيّة والمالكيّة -وقول عند الشافعية في صوم التطوع- بأنّه غير مكروه، إلّا أنّ الشافعيّة ذهبوا لسنيّة ترك السواك بعد الزوال، دون النظر لكوْن السواك جاف أم رطب، وزاد الحنابلة على عدم كراهة استعماله في آخر النهار، وقالوا بسنّية استعماله في آخر النهار.[١٠]


أمّا في حال كون السواك رطبًا، فرأى الفقهاء عدم الحرج فيه، إلّا في قول عند الإمام أحمد بن حنبل وأبي يوسف من الحنفيّة، فقد قالوا بكراهته، ذلك لاحتمال أن يتحلل جزء منه -السواك- فيصل إلى حلقه، فيفطر في هذه الحالة، وفي قول آخر عند الإمام أحمد بن حنبل بعدم كراهة استعمال الصائم السواك المبلول، وذهب الماليكة لوضع شرط لجواز استعمال السواك الرطب، وهو أن لا يتحلل شيء منه، فأن وصل شيء منه إلى الحلق، أفطر في هذه الحالة.[١٠]


متى يكره استعمال السواك؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: ما هو حكم الاستياك في نهار رمضان


مسألة وصول غبار الطريق أو الدقيق إلى حلق الصائم

ماذا يترتب على المسلم بوصول الغبار لحلقه وهو ذاكر لصومه؟

أجمع الفقهاء على صحّة صيام من دخل لحلقه غبار أو دقيق، حتى إذا كان ذاكرًا لصومه، وذلك لعدم قدرته من الاحتراز عنه.[١١]


مسألة سباحة الصائم نهارًا

ماذا قال العلماء في حكم من يسبح في نهار رمضان؟

أجاز العلماء للصائم السباحة في نهار رمضان، ذلك لاعتبار أنّ السباحة تعين المسلم على التنشّط، وفي ذلك التخفيف والتيسير عليْه، وعليه أن يراعي الّا يتسرب شيء من الماء لجوفه.[١٢]


مسألة ابتلاع النخامة للصائم

ما هي النخامة؟

النخامة هي البلغ الخارج من حلق الإنسان، وللمذاهب في بلع النخامة أقوال، وهي كالتالي:[١٣]

  • المذهب الحنفي والمذهب المالكي: قالوا بأنّ النخامة إذا كانت مخاطًا من الأنف، أو بلغمًا -وكان يسيرًا- صاعدًا نتيجة السعال، لا يفطر به المسلم مطلقًا، إلّا أنّ المالكيّة لم يقيدوا البلغم بكونه يسيرًا، فقالوا بأطلاق عدم نقضه للصيام.
  • المذهب الحنبلي: روي عن الإمام أحمد بن حنبل أن ابتلاعها -النخامة- غير منقض للوضوء، لشبهها بالريق، ولانّها غير واصلة من الخارج، وللحنابلة نص بأنّه يحرم على الصائم ابتلاعها إذا وصلت لفمه، وينقض صيامه، إذا ما وصلت لفمه، لإمكانه التحرّز عنها.
  • المذهب الشافعي: فصّلوا في ذلك، فقالوا بأنّه إذا ما اقتلعها المسلم بنفسه، ولفظها فلا حرج في ذلك، وفي قول عندهم أنّه يفطر بذلك لشهبها بالاستقاءة، إمّا إذا صعدت بنفسها، ووصلت لطرف فمه فقام بلفظها فلا يفطر بها، وإن ابتلعها بعد وصولها لظاهر فمه فيفطر جزمًا، فيجب على المسلم قطع مجراها للحلق، فإن استطاع ذلك ولم يفعل ووصلت للجوف، يفطر لتقصيره في ردّها، وفي قول عندهم بأنّه لا يفطر، لأنّه لم يفعل شيئا سوى إمساكها عن الصعود، وللخروج من الخلاف، يتوجب على المسلم إلقاء النخامة، ليكن صومه صحيحًا.

مسألة الفحص الداخلي للمرأة

هل الفحص الداخلي ينقض الوضوء؟

لم يعدّ العلماء الفحص الداخلي سببًا لنقض الوضوء للمرأة المسلمة، إلّا أنّه يعدّ ناقضًا لصيامها، فتحاول المرأة تجنب الخضوع لهذا الفحص في نهار شهر رمضان.[١٤]


مسألة استعمال الكريم للصائم

هل استعمال الكريم الجلدي ينقض وضوء الصائم؟

ذهب جمهور أهل العلم إلى أن استعمال الصائم للكريم الجلدي لا يفسد وضوءه، لأنّه لم يقم بإدخاله إلى جسده، ولم يدخل عن طريق المداخل الطبيعيّة -الأنف، الأذن، الفم- وإنما قام فقط بوضعه على جلده.[١٥]


هل الكريم يفطر الصائم؟ لمعرفة ذلك تفصيلًا قم بالاطلاع على هذا المقال: حكم استعمال الكريم المرطب في رمضان


مسألة استئذان المرأة زوجها في صيام القضاء

هل يجب على المرأة استئذان زوجها لقضاء ما عليها من شهر رمضان؟

في مسألة استئذان المرأة زوجها في صيام التطوع، قالوا:

  • المذهب المالكي: ذهبوا على أنّه ليس على المرأة أن تستأذن زوجها في قضاء ما عليها من أيّام رمضان.[١٦]
  • المذهب الشافعي: ذهب ابن حجر العسقلاني من الشافعيّة على أنّه لا يجب أن تستأذن المرأة زوجها في قضاء ما يجب عليها من رمضان، ولا يحق للزوج منعها من ذلك.[١٧]


مسألة اعتكاف المرأة في بيتها

ما قول الجمهور في مسألة اعتكاف المرأة في البيت؟

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يصح اعتكاف المرأة إلّا في المسجد، وهو قول المذهب الشافعي في الجديد، وذهب كل من المذهب الحنفي والمذهب الشافعي في القديم على صحة اعتكاف المرأة في مسجد بيتها، وزاد المذهب الحنفي على أنّ الأفضليّة للمرأة اعتكافها في بيتها، وبالأخص في مسجد بيتها، وهو مكان صلاتها في بيتها.[١٨]


مسألة رؤية الهلال بالمنظار

هل يوجب الصيام برؤية الهلال بالمنظار؟

رؤية الهلال تعد شرطًا لوجوب الصيام على المسلمين، فإن كانت رؤيته عن طريق المراصد الفلكيّة، صحّت رؤيته، ولا يجوز الاعتماد على حساب المراصد إذا لم يكم هناك رؤية، وذلك لعموم القول الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأن رؤية الهلال توجب الصيام، دون التقييد بكيفية رؤية الهلال.[١٩]


مسألة التتابع في القضاء

هل يشترط أن يتابع المسلم قضاء ما عليه من أيّام؟

اتفقت المذاهب الأربعة على أنه يجوز للمسلم ألّا يتابع في صوم ما عليه من قضاء من أيّام رمضان، واستدلوا في ذلك، بقول الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}،[٢٠] فوجه الدلالة في هذا الآية الكريمة أن الله تعالى أطلق وجوب القضاء دون التطرق للتتابع في القضاء، على ألّا يؤخر القضاء حتى يأت رمضان الّذي يليه.[٢١]


مسألة من مات وعليه صيام

ماذا يترتب على من مات وعليه صيام، وكان قد تمكّن من القضاء؟

فرّق العلماء فيمن مات وعليه قضاء إلى حالتيْن:[٢٢]

  • الحالة الاولى: أن يكون موته قبل تمكّنه من الصيام، وذلك لضيق وقت أو لعذر مرض أو عجز، فأكثر أهل العلم ذهبوا على أنّه لا يترتب عليْه في هذه الحالة أيّ شيء، ويسقط عنه الصيام، وذهب الإمام أحمد في رواية عنه أنّه يجب الإطعام عنه.
  • الحالة الثانية: وهي أن يكون قد تمكّن من القضاء قبل موته، فيجب الإطعام عنه، ويكون مقدارها إطعام عن كل يوم مسكين، وهذا مذهب كل من الحنفيّة والمالكية والشافعيّة في الجديد -عندهم في القديم أنّه يُصام عنه- والحنابلة.


مسألة من عليه قضاء عن سنوات كثيرة

ماذا يترتب على المسلم إن أخّر قضاء ما عليه دون عذر؟

ذهب المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي إلى أنّ من يؤخّر قضاء ما عليه من شهر رمضان إلى بعد أن يأتِ رمضان الّذي يليه، أنّه آثم، إذا كان تأخيره بلا عذر، إلّا أنّ المذهب الحنفي أجاز أن يؤخّر المسلم ما عليه من قضاء دون وجود عذر يجيز التأخير، إلّا أن المستحبّ عندهم المسارع في القضاء، لإسقاط ما على المسلم من واجب، وما يترتب على المسلم في هذه الالحالة عند الجمهور قضاء كل الأيّام الّتي أفطر فيها مع وجوب دفع الكفّارة، وتكون الكفارة بإطعام عن كل يوم مسكينًا، وذلك لما روى عن ابن عباس وابن عمر وأبو هريره بأنّهم قالوا بإطعام عن كل يوم مسكينًا.[٢٣]


وذهب الحنفّية بأنّه يترتب عليه أن يقضي كل ما عليْه من الأيّام دون وجوب دفع الكفّارة، وذلك لعموم دلالة قول الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.[٢٤][٢٣]


ما هي الأحاديث النبوية التي تحدثت عن فضل الصيام؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: أحاديث عن فضل الصيام

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 22-26. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 25-29. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 56. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 31-32. بتصرّف.
  5. رواه ابن كثير، في تحفة الطيب، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم:232، اسناده جيد.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 97-100. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة الكويتية، صفحة 41-42. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 56-58. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 327. بتصرّف.
  10. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 73-74. بتصرّف.
  11. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 135. بتصرّف.
  12. عبدالله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 64. بتصرّف.
  13. مجموعة من المؤلفين ، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 65-66. بتصرّف.
  14. "الفحص الداخلي"، دار الإفتاء. بتصرّف.
  15. محمد المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 43. بتصرّف.
  16. محمد عليش، كتاب منح الجليل شرح مختصر خليل، صفحة 162. بتصرّف.
  17. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 16868. بتصرّف.
  18. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 211-212. بتصرّف.
  19. محمد المنجد، الاسلام سؤال وجواب، صفحة 2779. بتصرّف.
  20. سورة البقرة، آية:184
  21. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 452. بتصرّف.
  22. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 84. بتصرّف.
  23. ^ أ ب [مجموعة من المؤلفين]، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 10-11. بتصرّف.
  24. سورة البقرة، آية:184
4713 مشاهدة
للأعلى للسفل
×