مصادر التعلم في المدارس

كتابة:
مصادر التعلم في المدارس

مفهوم التعلم

إنّ التّعلّم الإنسانيّ من المواضيع التي شغلت بال المفكّرين والعلماء منذ القدم، فطُرِحَت التساؤلات عن كيفية تشكل السلوك عند الإنسان، وما هي العوامل التي تجعل من السلوك أن يتغيّر، وكيف يكتسب الإنسان المعرفة، وما هي الطرق التي يكتسب بها هذه المعرفة، ومن هنا جاء مصطلح التّعلم ويعني أي تغيّر ثابت نسبيًا في السلوك والإدراك والبنى المعرفية نتيجة خبرة ما أو نشاط أو تدرّب أو ملاحظة، ويمكن ملاحظة هذه التغيرات عن طريق نواتج التعلم، وهناك عوامل تؤثر على عملية التّعلم وهي: النّضج، والقابلية للتعلّم، والدّافعية، والممارسة، وعلى أساس هذه العوامل يتم اختيار مصادر التعلم في المدارس.[١]

مصادر التعلم في المدارس

يعرّف المصدر في اللّغة بأنّه ما يصدر عنه الشيء، ومصادر التعلم في المدارس هم الأداة التي تحمل الرسالة التعليمية بشكل منظم وهادف ومضبوط ومقنّن، وبطريقة يمكن نقل بها المعلومات إلى المتعلمين بسهولة، وتَضمن التفاعل داخل المؤسسة التعليمية أو خارجها، ويحصل المتعلم من ذلك المصدر على التعلم المقصود بكفاءة وفاعلية، ويمكن أن تكون مصادر التعلم في المدارس فردًا أو وسيلة أو بيئة أو أسلوب من خلاله تتم عملية التعلّم ونقل الخبرات وتغير السلوكيات، ويجب على من يعمل داخل المنظومات أو المؤسسات التعليمية أن يكون على دراية حول مصادر التعلم في المدارس وعمليات التعلم بهدف تقديم المعرفة في الأساليب كافّة ومن المصادر كافّة.[٢]

معايير اختيار مصادر التعلم

إن اختيار مصدر تعليمي من مجموعة كبيرة من مصادر التعلم في المدارس يقوم على أساس خصائص وشرط وإمكانيات والوظائف التعليمية للمصدر التعليمي، وهذا يعني أن ليس أي أداة تصلح لتكون مصدرًا تعليميًا هادفًا، ومن المعايير التي يجب أن تتوفر في المصدر التعليمي الآتي:[٣]

  • الغرض والقصد: ويعني الهدف التعليمي الذي يحققه المصدر، فلا بد أن يكون له هدف يرتبط مباشرة مع بأهداف المقرر والمنهج الدراسي.
  • المحتوى: ويعني أن يكون محتوى الرسالة التعليمية التي يحملها المصدر متناسقة ومناسبة من أجل تحقيق الأهداف والقصد المحدد.
  • التنظيم والسّعة: أي أن يكون المصدر منظم ومتتابع بشكل سليم؛ فيساعد ذلك على إدراك المحتوى، وأن يكون قادرًا على حمل الرسالة التعليمية المطلوبة.
  • الصّدق: أن تكون المعلومات والبيانات التي يحملها المصدر التعليمي في رسالته صادقة علميًا، وأن يكون المصدر أمينًا وصادقًا في نقلها.
  • الجدة والحداثة: وتعني أن تكون المعلومات والبيانات التي يحملها المصدر التعليمي حديثة وتتناسب مع محتوى المقرر الدراسي الجديد.
  • الملاءمة: وتعني أن تكون الرسالة التعليمية التي ينقلها المصدر مناسبة وملاءمة لمستوى وقدرات الطلاب، ومناسبة للظروف البيئية.
  • التوافق مع الثقافة والنظام: أي أن يكون محتوى الرسالة التي يقدمها المصدر متوافقة مع ثقافة المجتمع وأخلاقياته ومتوافقة مع فلسفة نظام التعليم.
  • المرونة: أي أن يكون المصدر مرنًا في الاستخدام، ويتكيّف مع حاجات المتعلمين المختلفين في القدرات والاستعدادات، وحاجات المتعلمين المستجدة.

أنواع مصادر التعلم في المدارس

تتنوع مصادر التعلم في المدارس ويمكن تصنيفها إلى أنواع رئيسة وهي الأفراد، والوسائل التعليمية، والبيئات التعليمية، والأساليب التعليمية، ويتم استخدامها حسب ما توفره المؤسسة التعليمة وما هو مناسب للمتعلمين ويمكن تفصيل أنواع المصادر كالآتي:[٤]

الأفراد

من أهم مصادر التعلم في المدارس الأفراد أو الأشخاص وهم المصادر البشرية للتعلم، فهم جميع البشر الذين يتفاعل معهم المتعلم داخل المؤسسة التعليمية أو خارجها بهدف إكسابه التعلم المقصود، ويتم ذلك التعلم سواء إما بتلقين المعلم المعلومات أو عن طريق الملاحظة، فيلاحظ المتعلم سلوكيات المعلم ويعمل على تقليدها وتتم من خلال هذه العملية عملية التعلم أو عن طريق الإشتراك مع مصادر تعليمية أخرى، وتشمل المصادر البشرية جميع من يعمل داخل المنظومة التعليمية سواء من المعلمين، والمساعدين، ومديري المدارس، والمشرفين والموجهين التربويين والخبراء الزائرين والمتعلمين أنفسهم.[٤]

الوسائل التعليمية

الوسائل التعليمية هي ترجمة لكلمة أجنبية "ميديا" ومفردها وسيلة، والوسائل التعليمية واحدة من أشمل مصادر التعلم في المدارس، والوسيلة التعليمية هي منظومة تعليمية كاملة، تعمل على نقل المعلومات إلى المتعلمين بمفردها أو بالتفاعل مع غيرها من المصادر التعليمية، وتعمل على إكساب المتعلمين التعلم المقصود، وتتكون الوسيلة التعليمية من ثلاثة مكونات وهم كالآتي:[٤]

  • المادة التعليمية: وهي محتوى الرسالة التعليمية المسجلة في وعاء مناسب، مثل: الكتب أو الصور أو شرائط التسجيل الصوتي التعليمية أو شرائط الفيديو التعليمية.
  • الأجهزة أو الأدوات: بعض الوسائل التعليمية لا تحتاج إلى أجهزة لعرضها مثل الكتب أو الصور وتسمى مواد تعليمية ذاتية العرض، ولكن الكثير منها يحتاج إلى ذلك، ومن الأجهزة السبورة الالكترونية، وجهاز الحاسوب.
  • الأسلوب: وهي مجموعة الترتيبات والإجراءات الخاصة بطريقة عرض المواد التعليمية لضمان توظيفها في الموقف التعليمي، وتوجيه أنشطة التعلم نحو تحقيق الأهداف المراد تحقيقها.

البيئات التعليمية

البيئة التعليمية هي نظام ديناميكي حي، يتكون من كافة المكونات والظروف الفيزيائية المادية، والفكرية التعليمية، والنفسية الاجتماعية، التي تحيط بالمتعلم وتؤثر عليه عندما يتفاعل معها، فتساعد على التعلم وتسهّل حدوثه، وتهيّء الموقف التعليمي وتعطيه شخصيته وتفرده، والبيئة التعليمية الجيدة لا بد من توافر بعض الخصائص بها مثل أن تكون حديثة وعصرية وملاءمة للتعليم، ومرنة، واقتصادية، وتفاعلية، وتكاملية، وجاذبة للمتعلم، وقابلة للاستخدام ومن الأمثلة على البيئة التعليمية: مبنى المدرسة التقليدي، والجامعات، والفصول الدراسية، والورشات وقاعات الفنون، والصالات الرياضية.[٤]

الأساليب التعليمية

الأسلوب التعليمي هو مجموعة محددة من الترتيبات والاجراءات التعليمية الخاصة بتوظيف استخدام مصادر التعلم الأخرى من الأفراد والوسائل والبيئات في عرض الرسالة التعليمية ونقل التعلم وتوجيه ادارته لتحقيق الأهداف التعليمية المطلوبة، ومن أساليب التعليمية أوراق العمل، والمناقشات، والألعاب، والتمثيل، واستراتيجية العصف الذهني، والحلقات التعليمية، وحلقات البحث، والقصص، والمحاضرات، والكتيبات، والمواد المبرمجة، ويمكن تصنيف الأساليب التعليمية حسب نمط التعليم إلى أساليب تعليم المجموعات الكبيرة وأساليب التعليم الفردي المستقل.
[٤]

مصادر التعلم الالكترونية

إنّ هناك ثورة هائلة تحدث في نظام التعليم وهي سبب التطور التكنولوجي في القرن الحادي العشرين، فتقدّم الإطار العلمي ألزم النظام التعليمي بالتطور لاستيعاب الكم الهائل من المعلومات والمتعلمين، فاستحدث نظام التعلم عن بعد وأصبح جزء من مصادر التعلم في المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية، ولا يقتصر التعلم الإلكتروني على عرض المعلومات فقط بل يمتد إلى كونه تفاعليًّا، فبوساطة غرف التعلم عن بعد يستطيع المتعلم التفاعل مع المعلم والمتعلمين الآخرين، وتملك هذه الغرف الإلكترونية الكثير من المزايا والقدرات التفاعلية التي يمكن الإستفادة منها.[٥]

المراجع

  1. عماد الزغول (2011)، مبادئ علم النفس التربوي (الطبعة الثالثة)، عمان-الأردن: دار الكتالب الجامعي، صفحة 184،185. بتصرّف.
  2. محمد خميس (2006)، تكنولوجيات إنتاج مصادر التعلم (الطبعة الأولى)، القاهرة-مصر: مكتبة دار السحاب، صفحة 3. بتصرّف.
  3. محمد خميس (2006)، تكنولوجيات إنتاج مصادر التعلم (الطبعة الأولى)، القاهرة-مصر: مكتبة دار السحاب، صفحة 3،4. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج محمد خميس (2006)، تكنولوجيات إنتاج مصادر التعلم (الطبعة الأولى)، القاهرة-مصر: مكتبة دار السحاب ، صفحة 6،7،8،9،20،21. بتصرّف.
  5. د.غاريسون، وتيري أندرسون (2006)، التعلم الالكتروني في القرن الحادي والعشرين (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة 28. بتصرّف.
3818 مشاهدة
للأعلى للسفل
×