محتويات
المصادر المباشرة للثقافة الإسلامية
للثقافة الإسلامية العديد من المصادر المباشرة التي جاءت تبين قيم الإسلام بشكل مباشر، ومنها:[١]
القرآن الكريم
يعتبر القرآن الكريم الكتاب الجامع المانع الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو الكتاب الخاتم المُنزَّل على قلب رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-.
يحتوي القرآن الكريم على العديد من المواضيع الهامة والتي ترفع من شأن الإنسان لتوصله إلى أعلى المراتب وأرقاها في الدنيا والآخرة، وقد شكلت هذه الموضوعات المهمّة وعلى رأسها التشريعات الإسلامية، والقصص القرآنية، والنواحي الإيمانية والعقدية والقيمية والأخلاقية جزءًا كبيرًا ومهمّاً من الثقافة الإسلامية.
ومن أبرز الأدلّة على هذا الأمر دخول المصطلحات القرآنية إلى مصطلحات اللغة اليوميّة المحكيّة لتصير جزءًا مهمّاً منها، عدا عن أنّ بعض القصص القرآنية صارت قصصًا أيقونية تحكى للعبرة والعظة.
السنة النبوية الشريفة
تعتبر السنة النبويّة الشريفة ثاني أهم مصادر الثقافة الإسلامية، فهي حاضنة الإرث النبوي العظيم، وقد أسهمت السنة النبوية في إعادة تشكيل الوعي الإسلامي بطريقة رائعة، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة لا نظير لها.
وهو مثال المسلمين الأعلى، ومن هنا فقد حرص المسلمون على تتبع أخباره، ومعرفة أقواله وآرائه، طمعًا منهم في السير على نهجه الكريم الجليل.
وقد يجد الزائر للبلاد الإسلاميّة أن هناك تأثيرًا واضحًا للسنة النبوية الكريمة في الثقافة السائدة بين الناس؛ إذ يظهر ذلك من خلال ترديد بعض الأحاديث النبويّة بشكل دائم ومستمر.
حتى أنّ البعض صار يُردّد أقوال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو لا يدري أن ما يقوله ينسب لشخص الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام-.
منقولات الصحابة والتابعين
يعتبر الصحابة -رضوان الله عليهم- حملة الدين من بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فهم الذين تحمّلوا المشقة والتعب في سبيل إيصال هذه الرسالة السمحة إلى كافة بقاع الدنيا.
نحن كمسلمين نعيش اليوم في القرن الرابع عشر الهجري نشهد الله أنّ هذا الجيل العظيم قد أدى الأمانة على أتم وجه وصورة، ولشدّة تعلق المسلمين بالصحابة الكرام، فقد صارت مواقفهم وأقوالهم جزءاً أصيلاً من أجزاء الثقافة الإسلامية.
ما ينطبق على الصحابة ينطبق أيضًا وبدرجات متفاوتة على كلّ من تلاهم من التابعين، والعلماء الكرام، والمجاهدين، والصالحين، والمفكّرين، وغيرهم ممّن أسهموا في خدمة الدين الإسلامي الحنيف وتقديمه للعالم بأبهى حلة وصورة مهما كان مجال تفوّقه وبروزه.
المصادر غير المباشرة للثقافة الإسلامية
أخذت القافة الإسلامية من العديد من المصادر غير المباشرة التي لم تأت من طريق الوحي، ومن أهم هذه المصادر، العلوم العقلية، إذ يلحظ الناظر في العلوم العقلية كيف كانت نتائج العلوم العقلية متسقة مع ما جاءت به الثقافة الإسلامية.
وتعد اللغة العريبة أحد المصادر الغير مباشرة للثقافة الإسلامية، فاللغة أحد الأدوات التي تستخدم في نشر الثقافة وتعين على التعرف عليها، ومعلوم أن الثقافة الإسلامية في أصلها جاءت من الكتاب والسنة الذين قد جاءا باللغة العربية.[٢]
ويعتبر التاريخ أحد مصادر الثقافة الإسلامية غير المباشرة، فالتاريخ يمثل مرآة الأمم، ويحفظ ذاكرة الشعوب، وتاريخ الإسلام عظيم مليء بالدروس، امتلأت صفحاته بسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، وبمواقف الرجال العظام فيه.
وتاريخ الإسلام يشمل تاريخ البشرية، إذ مثل لرسالات الأنبياء، ووضح ما يتعلق بوحي السماء، وبين أنباء الأمم، وساق القصص، وسرد الوقائع، قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)[٣].[٤]
المراجع
- ↑ حسن أيوب، تبسيط العقائد الإسلامية، صفحة 12-14. بتصرّف.
- ↑ عزمي طه السيد وآخرون، الثقافة الإسلامية، صفحة 67-75. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:3
- ↑ مجموعة مؤلفين، أصول الدعوة وطرقها 2، صفحة 125. بتصرّف.