مصادر الشريعة الإسلامية

كتابة:
مصادر الشريعة الإسلامية

الشريعة الإسلامية

الشريعة الإسلامية جاءت كاملةً، فلا يعتيرها نقصٌ، ولا يرد إليها الخلل، ولا يتبادر إلى بعض جزئياتها القصور، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}،[١] ومن أكبر ما تُعاني منه المجتمعات المعاصرة الابتعاد عن تطبيق الشريعة الإسلامية، بل إنَّ ذلك ربما يصل إلى درجة الإقصاء لاعتقاد البعض أن الدين الإسلامي لا يصلح للإعمال في ظل التطورات المعاصرة ولا يمكنه مجاراة التقدم الغربي، وذلك من باب الانبهار بالحضارة الغربية، مع أن الواقع العملي للشريعة الإسلامية أثبت أنها تمتاز عن باقي الشرائع والحضارات بشمولها وصلاحيتها لكل زمانٍ ومكان، وقد عاصر أصحاب تلك الحضارات ازدهار التشريع الإسلامي ولمسوا تفوق الشريعة الإسلامية، وفي هذا المقال بيان مصادر الشريعة الإسلامية.[٢]

مصادر الشريعة الإسلامية

مصادر الشريعة الإسلامية عديدة، وقد اتفق العلماء على بعضها إجماعًا، واختلفوا في بعضها الآخر، في كونها مصادر أصليةً للتشريع أم أنها تندرج تحت المصادر الأصلية، أما أبرز مصادر الشريعة الإسلامية فهي على النحو الآتي:[٣]

  • القرآن الكريم: فالقرآن الكريم هو دستورٌ للمسلمين عامةً، وفيه منهاجٌ متكاملٌ لحياتهم، وهو محفوظٌ بأمر الله عن التبديل أو التحريف، وقد حوى القرآن الكريم جميع ما يحتاجه المسلم في حياته وفيه بيان الحلال والحرام وما يجب على المسلم فعله وما يجب عليه تركه، قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ *يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.[٤]
  • السنة النبوية: وهي الأصل الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، وهي كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم سواءً كان ذلك من خلال قوله عليه السلام أو فعله أو تقريره، والسنة النبوية لها دورٌ مهمٌ في مصادر الشريعة فهي التي تُبين القرآن وتكمله، وتوضح المقصود من آياته وجزئياته.
  • إجماع الصحابة: ويُقصد به اتفاق علماء الأمة الثقات على مسألةٍ معينة، والإجماع لا يكون إلا بناءً على دليلٍ من القرآن أو السنة، ويُشترط في الإجماع كذلك أن لا يخالفه أيٌ من أهل العلم.
  • القياس: وهو أن يُرجَع في تحديد حكم مسألةٍ إلى مسألةٍ أخرى لاتفاقهما في ذات سبب الحكم، فيكون القياس بناءً على مسألةٍ جاء في تحليلها أو تحريمها نصٌ صريح، فيؤخذ حكم الأولى للثانية، ومثال القياس ما جاء في قول الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ}،[٥] فقد نصت الآية على النهي عن قول أف للوالدين، أما القياس فهو تحريم كل قولٍ يؤذي الوالدين لأنَّ قول أف هو أقل ما يمكن أن يؤذي الوالدين فما زاد عنه كان في حكمه.

خصائص الشريعة الإسلامية

تمتاز الشريعة الإسلامية بالعديد من الخصائص، فهي شريعة ربانية تامة وهي خالية عن صنع البشر أو تدخلهم كغيرها من الشرائع مما يدلل على تمامها وكمالها وخلوها من الهوى والنقص والخلل، ولكونها شريعةٌ ربانية فهي معصومةٌ من الخطأ والخلل والنسيان، كما أن في نصوصها خطابٌ للعقل البشري، فليست الشريعة مجرد نصوص جامدة خاليةٌ عن المنطق، وهي شريعةٌ عالميةٌ تخاطب جميع الناس على اختلاف أطيافهم وألوانهم، كما أنها تشمل جميع ما يحتاجه الناس، فهي شمولية وعامة، وتقوم في أساسها الأول على التيسير ورفع الحرج عن أصحابها من خلال مراعاة حوائج الناس.[٦]

المراجع

  1. سورة المائدة، آية: 3.
  2. "عدم تطبيق الشريعة الإسلامية"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-2-2020. بتصرّف.
  3. "المصادر التي تؤخذ منها شرائع الإسلام وأحكامه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-2-2020. بتصرّف.
  4. سورة المائدة، آية: 15.
  5. سورة الإسراء، آية: 23.
  6. "خصائص الشريعة الإسلامية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-2-2020. بتصرّف.
6106 مشاهدة
للأعلى للسفل
×