الالتهاب
يحدث الالتهاب عادةً عندما تقوم خلايا الدم البيضاء في الجسم والمواد التي تُنتجها برد فعل لحماية الجسم من العدوى؛ بمهاجمة البكتيريا والفيروسات الغريبة عن الجسم مُحدثة سلسلة من التفاعلات الدفاعية ضدّها، وفي بعض الأمراض مثل أمراض المناعة الذاتية يُسبّب دفاع جهاز المناعة عن الجسم إتلافًا لأنسجته؛ حيث يستجيب الجسم كما لو أن الأنسجة الطبيعية مصابة أو غير طبيعية، وفي بعض حالات الالتهاب يظهر احمرار في المنطقة المُصابة وتكون دافئة؛ وذلك بسبب تدفّق الدم إلى المنطقة المُصابة نتيجة إطلاق خلايا الدم البيضاء مواد كيميائية لحماية الجسم والدّفاع عنه.[١]
يُعدّ حدوث الالتهابات ضروريًا لشفاء الجروح، والعدوى، وأي ضرر تتعرض له أنسجة الجسم، وتحدث الالتهابات على مراحل؛ أولها الالتهابات الحادّة التي تبدأ سريعًا، وتُصبح مزمنةً خلال فترة قصيرة من الوقت، وتستمر أعراضها لبضعة أيام فقط مع احتمالية استمرارها لفترات أطول، ومن أمثلتها: التهاب القصبات الهوئاية الحاد، والتهاب الحلق النّاتج عن نزلات البرد، والتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب اللوزتين، والتهاب السّحايا، والإصابات، وتلك النّاتجة عن ممارسة التمارين الرياضية العنيفة. وينتقل الالتهاب إلى مرحلة الالتهاب المزمن عند وجود فرط في النّشاط المناعي مع عدم قدرته على محاربة العدوى أو الأجسام الغريبة في الجسم، ويحدث النوع المزمن بمعدل بطيء، ويُسبب موت الأنسجة وتندبها وزيادة سُمكها، كما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: السرطانات، والتهاب المفاصل الروماتويدي.[٢]
مضادات التهاب طبيعية
لعلاج الالتهاب يُعطى المريض في العادة مضادّات حيوية، ولكن كثيرًا من الناس يتجنبون العلاجات الدوائية، ويلجأون إلى العلاجات الطبيعية في السّيطرة على آلام الالتهاب، ولهذا نعرض فيما يأتي بعض المضادات الطبيعية للالتهاب[٣]:
- زيت السّمك: يُعدّ زيت السمك من المكمّلات المهمة التي تحوي على أوميجا 3، وهي مادة مهمة لصحة الإنسان وتُقلل من الالتهابات المرتبطة بمرض السّكري وأمراض السّرطان والقلب، وهناك نوعان من الأحماض المفيدة والموجودة في زيت السمك، وهي حمض ايكوسابنتانويك وحمض الدوكوساهيكسانويك، ومن خلال دراسات وأبحاث على زيت السمك تبين أن حمض الدوكوساهيكسانويك يُقلل من مستويات السّيتوكينات، ويعزز من صحة الأمعاء، ويعمل كمضادّ قوي للالتهابات، ولا يُنصح بأخذ هذا الزيت عند المرضى الذين يتناولون الأسبرين لأنه قد يضرّهم.
- الكركمين: وهو مادة موجودة في بهارات الكركم، المستخدمة بشكلٍ واسع كنوع من توابل الطّعام، ويُعدّ الكركمين من أفضل أنواع مضادات الالتهاب الطبيعية، حيث يُقلل من التهابات مرض السّكري والسّرطانات، وأمراض التهابات الأمعاء، وأمراض القلب، بالإضافة إلى فعاليته في السيطرة على أعراض التهابات المفاصل وهشاشة العظام، ولتعزيز امتصاص الجسم للكركمين يُفضّل أخذ الكركم مع الفلفل الأسود؛ لاحتوائه على مادة البيبيرين التي تُعزز من عمل الكركمين.
- الزنجبيل: يستخدم مسحوق الزنجبيل كمنكّه طبيعي للأطباق في كل دول العالم، بالإضافة إلى استخدامه بشكله الطازج لعلاج عسر الهضم والغثيان، والتهابات القولون، وتلف الكلى، والتهابات العضلات، وغيرها الكثير.
- الفواكه ذات اللون الأرجواني كالعنب: تحتوي الفاكهة الأرجوانية اللون على مادة الريسفيراترول، التي تُعدّ مضاد أكسدة قوي جدًا، وبالتالي يُقلل من الالتهاب عند مرضى القلب، ويُعالج التهاب القولون والمعدة والأمعاء، وبالرّغم من فوائده الكبيرة في علاج الالتهابات إلا أنه يضرّ الجسم عند زيادة الجرعات عن الحدّ الموصى به.
- الشاي الأخضر: يُستخدَم الشاي الأخضر منذ القدم في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية، وخاصةً استُخدم في علاج التهابات المفاصل، والتهابات الجهاز الهضمي (كالتهاب المعدة والتهاب القولون)، وذلك بشرب ثلاثة إلى أربعة أكواب من منقوعه يوميًا.[٤]
- شجرة الصّفصاف: يُستخدم لحاء الصفصاف في علاج الالتهاب منذ القدم، خاصةً في الحضارة الرومانية القديمة والحضارة المصرية.
- لحاء الصنوبر البحري : يساعد لحاء الصنوبر البحري في علاج الالتهاب الوعائي، بسبب احتوائه على الكثير من مضادات الأكسدة، وعلى مادة البيكنوغول الفعّالة في التخلص من الجذور الحرة في الجسم.
- الفلفل الأسود: يُعدّ الفلفل الأسود من مضادات الالتهاب الطبيعية القوية والفعّالة، بسبب مادة البيبيرين الموجودة فيه، والتي تُقلل من الالتهابات؛ خاصةً التهابات المفاصل.
- الروزماري (إكليل الجبل): يساعد تناول شاي الروزماري في الوقاية من إصابة الجسم بالالتهابات بأنواعها، بالإضافة إلى إمكانية استعمال أوراقه كمنكّه في الطعام.
استعمال مضادات الالتهاب الطبيعية
قبل أخذ أي نوع من أنواع مضادات الالتهاب الطبيعية، يجب استشارة الطبيب؛ لأن البعض قد يعاني من حساسية من نوع من هذه المضادات، أو قد يكون مُصابًا بأمراض تمنعه من استعمالها، وفي حال أخذ المضادات الطبيعية الموجودة على شكل مكمّلات غذائية، يجب اختيار نوع موثوق، والتزام الكميات المحددة، دون تجاوزها، لأن ذلك سيكون له آثار جانبية على الصّحة.[٣]
المراجع
- ↑ "What Is Inflammation?", www.webmd.com, Retrieved 6-12-2018. Edited.
- ↑ Adam Felman (24-11-2017), "Everything you need to know about inflammation"، medicalnewstoday, Retrieved 17-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Franziska Spritzler, RD, CDE (29-2-2016), "6 Supplements That Fight Inflammation"، www.healthline.com, Retrieved 9-12-2018. Edited.
- ↑ "13 Herbs and Spices That Will Reduce Inflammation in Your Body", www.ecowatch.com, Retrieved 9-12-2018. Edited.