يرتبط مرض السكري بضعف النظر ومشاكل العيون، لكن ما العلاقة بين السكري وأمراض العين؟ إليكم 4 أمراض ومشاكل قد يؤدي لها السكري
كثيرًا ما يرتبط مرض السكري بضعف النظر أو حتى فقدانه، لكن ما العلاقة بين السكري وأمراض العين؟
إليكم فيما يأتي 4 أمراض واعتلالات قد تصيب العين تنجم عن مضاعفات السكري مع التطرق للعلاجات المتاحة:
مضاعفات السكري على العيون
إن أهم المشاكل التي تحدث في العيون وتنجم عن مضاعفات السكري ما يأتي:
1. الرؤية الضبابية
في حال كنت تعاني من الرؤية الضبابية عليك قبل اللجوء إلى تعديل أو اقتناء نظاراتك أن تتأكد من كون الأمر ليس نتيجة لإصابتك بمرض السكري.
إذ أن عدسات العين تتفاعل مع مستوى السكر المرتفع فيها، فتتوسّع تلقائيًا، الأمر الذي يؤدي إلى التشويش في الرؤية، وهذا إحدى مضاعفات السكري.
لذا عليك التحقق من مستوى السكر في دمك والمحافظة عليه بالمستوى المناسب وهو 70 - 130 ملليغرام/ ديسيلتر قبل الوجبات وأقل من 180 ملليغرام/ ديسيلتر حتى ساعة إلى ساعتين بعد الوجبات.
وبعد الحفاظ على مستوى السكر المناسب طيلة 3 شهور تعود قدراتك البصرية إلى طبيعتها فتصبح قادرًا على تقدير حاجتك للنظارة.
بالطبع لا تأخذ هذه المسيرة كلها على عاتقك، بل راجع طبييبك واستشره فقد يتميز تاريخك الطبي بما يتعارض مع ما ذكرناه.
2. إعتام عدسة العين
يحدث إعتام عدسة العين في حال لم تتم معالجة الرؤية الضبابية كما يجب، حيث أن ارتفاع مستوى سكر الدم أو الغلوكوز يؤدي إلى توسع العدسة وارتفاع مستوى سائل العين المدعو بالخلط المائي والذي يحتوي على تركيزات طفيفة من البروتينات.
تحتوي العدسة على إنزيم يقوم بتحليل الغلوكوز إلى مادة تسمى السوربيتول (Sorbitol)، وكثرة إنتاجها يؤدي إلى تجمعها في العدسة، فيؤثر بالتالي على الخلايا والبروتينات، ما يجعلها أقل وضوحًا وأكثر تعتيمًا.
للعلاج ستحتاج في هذه المرحلة إلى جراحة لشفط السوائل، وقد يستبدل الطبيب العدسة المتضررة بواحدة اصطناعية.
3. الغلوكوما أو المياه الزرقاء
تفاقم حالة تعتيم العين تؤدي إلى إفراط إنتاج مادة السوربيتول والسوائل في العين، لدرجة يصعب تصريفها بوتيرة مناسبة، هذا الأمر يؤدي إلى تجمع المياه الزرقاء في العين وارتفاع مستوى الضغط فيها وبالتالي خسارة المزيد من القدرة على الإبصار.
يمكن لأدوية علاج الغلوكوما مفتوحة الزاوية، وهي الحالة الأكثر شيوعًا للغلوكوما أن تقلل من ضغط العين وتسرّع عملية تصريف السوائل، وأيضًا يمكن لها أن تقلل من كمية سائل الخلط المائي الذي تنتجه العين.
وفي حالة مرض السكري، قد يصاب المريض بالغلوكوما الوعائية وهي تتمثل في نمو أوعية دموية جديدة فوق القزحية وهي الجزء الملوّن من العين.
وهذه الأوعية تمنع تدفق الخلط المائي بالشكل المناسب وتساهم في حبسه داخل العين وبالتالي رفع الضغط داخلها.
هذه الحالة من الصعب علاجها، إلا أن الطبيب قد يحاول من خلال جراحة الليزر خفض الأوعية الدموية النامية فوق القزحية أو وضع غرسات من أجل تصريف السوائل من العين.
4. اعتلال الشبكية السكري
شبكية العين هي مجموعة من الخلايا التي تقع على الجزء الخلفي من عينك، وهي تقوم باستقبال الضوء المنعكس من البيئة وتحوّلها إلى صور يرسلها العصب البصري إلى دماغك.
لذا فإن تلف الأوعية الدموية الصغيرة أو الشعيرات الدموية في شبكة العين الناجم عن ارتفاع مستوى الغلوكوز يؤدي إلى اعتلال الشبكية السكري، الذي يعد من أهم مضاعفات السكري.
من الجدير ذكره أن اعتلال شبكية العين تقتضي الاهتمام السريع والعلاج المبكر، حيث أن تقدّمه قد يكون سريعًا وقد يؤدي إلى الإصابة بالعمى.
لكن يبدو أن الاهتمام في أسلوب حياة صحي وخصوصًا الاهتمام بالمحافظة على مستويات مناسبة من السكر والكوليسترول يقي المريض من احتمالات إصابته باعتلالات الشبكية.
متى عليك مراجعة الطبيب؟
بداية يمكن لفحص النظر السنوي أن يساعدك في الكشف المبكر عن مشاكل العيون والبصر الناجمة عن مضاعفات السكري، وبالتالي معالجتها بنجاعة أكبر وتكلفة أقل.
في حال كان الحديث عن امرأة حامل فمن الأفضل أن تقوم بفحص النظر قبل وخلال الحمل للتأكد من عدم تشوّش الرؤية لديها وعدم معاناتها من سكري الحمل.
أما في هذه الحالات سيكون عليك مراجعة طبيبك في الحال دون تأخير:
- ظهور بقع سوداء في مجال الرؤية لديك.
- ملاحظة ومضات من الضوء المتوهج.
- وجود فجوات في مجال الرؤية.
- تشويش وعدم وضوح الرؤية.