قد تتعرض بعض النساء الحوامل أثناء فترة حملهنّ للتسمم، وذلك ناجم عن أسباب عديدة، فما مضاعفات تسمم الحمل التي من المحتمل أن تعاني منها؟
قد تعاني بعض النساء الحوامل من تسمم الحمل خاصةً خلال النصف الثاني من فترة الحمل، أو قد تعاني بعض الحوامل الأخريات من هذا التسمم بعد وقت قصير من فترة ولادتهنّ في بعض الأحيان.
من الجدير بالعلم أن حالة تسمم الحمل (Preeclampsia)، تُعد من الاضطرابات واسعة الانتشار في الأوعية الدموية البطانية، وعادةً ما يتم تعريف هذه الحالة سريريًا من خلال ارتفاع ضغط الدم، والبيلة البروتينية (أي وجود فائض من بروتينات الدم في البول)، سواء مع أو بدون وذمة مرضية.
مضاعفات تسمم الحمل
إن في حال زيادة شدة التسمم عند بعض النساء الحوامل، وفي حال حدوث هذا التسمم مبكرًا من المحتمل عندها أن تزداد المخاطر التي من الممكن أن تعاني منها الحامل هي وجنينها، أيّ أنها قد تعاني من بعض مضاعفات تسمم الحمل في مثل هذه الحالات.
من الممكن أن تتسبب حالة تسمم الحمل بتحفيز المخاض والولادة لبعض النساء الحوامل المصابات بهذا النوع من التسمم، ففي مثل هذه الحالات يجب مراجعة الطبيب المختص من أجل تحديد نوع وموعد الولادة التي قد تناسب المرأة الحامل المصابة بالتسمم.
من مضاعفات تسمم الحمل التي قد تعاني منها بعض النساء هي عدم حصول المشيمة على الكمية الكافية من الدم مما يؤدي ذلك إلى ولادة الطفل صغير جدًا، وهذا ما يُعرف بحالة تقييد نمو الحمل (Growth restriction)، والمعاناة من الصرع، والشلل الدماغي، ومشاكل في السمع والبصر، ومشاكل في التعلم أيضًا.
من أبرز مضاعفات تسمم الحمل الأخرى التي قد تصيب بعض النساء الحوامل خلال فترة حملهنّ أو حتى بعد الولادة هي الآتي:
- الإصابة بالسكتات الدماغية.
- تراكم بعض السوائل في منطقة الصدر.
- حدوث النزيف في الكبد في بعض الحالات.
- النزيف ما بعد الخضوع للولادة.
- المعاناة من النوبات القلبية.
- الإصابة بالعمى العكسي.
- تعرض بعض النساء الحوامل لبعض أنواع النوبات.
- حدوث بعض المشاكل في عملية التنفس عند الأطفال الذين تمت ولادتهم بشكل مبكر.
- انفصال المشيمة، وهي الحالة التي تنفصل فيها المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة، وقد ينجم عن هذه الحالة حدوث نزيف حاد يُعرض حياة كل من الأم وطفلها للخطر.
- متلازمة هيلب، والتي تُعرف بحالة انحلال الدم، وارتفاع إنزيمات الكبد، وانخفاض عدد الصفائح الدموية، وهي من أخطر المضاعفات التي قد تعاني منها الحامل.
- قد يؤدي تسمم الحمل في بعض الحالات إلى التسبب بتلف وتدمير بعض أعضاء الجسم مثل؛ الكلى، والكبد، والعينين، والرئة، والقلب، كما أن مقدار إصابة هذه الأعضاء يعتمد بشكل كامل على شدة خطورة التسمم التي تعاني منه الحامل.
تشخيص تسمم الحمل
عادةً ما يلجأ الطبيب المختص إلى القيام بقياس مزود ضغط الدم الخاص بالحامل المصابة، والقيام باختبارات البول من أجل البحث عن وجود البروتين في البول، ويجب القيام بذلك في كل زيارة ومراجعة للطبيب المختص.
من الممكن التأكد من صحة وسلامة الطفل في مثل هذه الحالات من خلال الآتي:
- القيام بالتصوير بالموجات فوق الصوتية لتأكد من نمو الجنين بشكل طبيعي.
- اختبار عدم الإجهاد، والذي يساعد في فحص معدلات ضربات القلب للجنين.
علاج تسمم الحمل
إن من أهم العلاجات التي عادةً ما يجب اتباعها من أجل الحد من مضاعفات تسمم الحمل هي الآتية:
- استخدام بعض أنواع الأدوية مثل؛ أدوية خفض ضغط الدم، والكورتيكوستيرويدات، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للاختلاج.
- أخد القسط الكافي من الراحة في الفراش.
- الذهاب إلى المستشفيات في بعض الحالات من أجل التأكد من صحة وسلامة الجنين من خلال القيام ببعض الاختبارات والفحوصات.
- الخضوع للولادة المبكرة في حال تم تشخيص الحامل بتسمم الحمل في نهاية فترة حملها أيّ عند قرب موعد المخاض والولادة.
معلومات أخرى عن تسمم الحمل
يُعد تسمم الحمل من الحالات المرضية التي تندرج تحت حالة ارتفاع الدم بصورة خطيرة، ففي أغلب الحالات يتم التعرف على هذا التسمم عند معاناة المرأة الحامل من ارتفاع ضغط الدم وبعض العلامات الأخرى التي تدل على أن بعض أعضاء الجسم لا تعمل بطريقة طبيعية مثل؛ الكلى، والكبد، وغيرها.
الجدير بالذكر أن أغلب الحالات المصابة بتسمم الحمل من الممكن جدًا أن ينجبنّ أولادهنّ بصحة كاملة، ولكن في حال عدم القيام بالعلاجات اللازمة عندها قد تشكل هذه الحالة المرضية خطورةً على الأم وجنينها سواء خلال فترة حملها أو بعد الإنجاب.