محتويات
مرض الروماتويد
توجد أنواع عديدة من الالتهابات التي تصيب مفاصل الجسم المختلفة، وتؤثّر في شكل المفصل ووظيفته، ومنها ما يمكن أن يؤدّي إلى تعطيل المفصل بالكامل، كمرض الروماتويد، أو مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو واحد من أخطر أنواع هذه الالتهابات المفصلية التي قد تصيب جسم الإنسان.
مرض الروماتويد هو اضطراب التهابي مزمن يصيب مفاصل الجسم، ويختلف عن باقي أنواع التهابات المفاصل في أنّه يصيب بطانة المفصل الداخلية، مما يؤدّي إلى تورّم المفصل ويسبّب ألمًا شديدًا للمريض، وقد يتطوّر المرض ويسبّب تآكلًا وتشوّهاتٍ عديدةً، وعادة ما يحدث التلف الناتج عنه في جانبَي جسد المريض، أي عند إصابة مفصل في إحدى الساقين أو الذراعين فإنّ المفصل نفسه في الساق أو الذراع في الجهة الأخرى قد يتأثّر بالطريقة نفسها، ويعتمد الأطباء هذا العَرَض عند تشخيص الالتهاب وتمييزه عن باقي أنواع الالتهابات المفصلية.
يُعدّ مرض الروماتويد واحدًا من أمراض المناعة الذاتية، التي تحدث عندما ينتج جهاز المناعة أجسامًا مضادةً تهاجم أجزاءً من الجسم نفسه عن طريق الخطأ، وينتج عندما تهاجم أجسام مضادة ذاتية الغشاء الباطني للمفصل الذي يسمى غشاء الزليلي، وينتج عن ذلك التهاب الغشاء وزيادة سماكته، فيؤدي إلى تلف الغضروف والعظام والأوتار والأربطة في المفصل المصاب، فيفقد شكله الطبيعي، ويُشوّه شكل المفصل المصاب كليًا[١].
مضاعفات مرض الروماتويد
لا يقتصر تأثيره على المفاصل فقط، وإنّما قد يتطوّر ويؤثّر في أجزاء أخرى من الجسم، وفي بعض الأحيان قد تشكّل مضاعفاته خطرًا على حياة المريض، فيُعدّ الروماتويد عاملًا مساهمًا في بعض الأمراض ومنها [٢]:
- هشاشة العظام: قد يؤدي إلى جانب تأثير بعض الأدوية المستخدمة في علاجه إلى زيادة خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام.
- العقيدات الروماتويدية: هي كتل صلبة تتكون من مجموعة من الأنسجة، عادةً ما تظهر في نقاط الضغط، مثل المرفقين، وقد تظهر في أي مكان في الجسم بما في ذلك الرئتين.
- العدوى والالتهابات: قد يتسبّب المرض نفسه وبعض الأدوية المستخدمة لمكافحة التهاب المفاصل الروماتويدي في إضعاف جهاز المناعة لدى المريض، مما يؤدي إلى زيادة فرص حدوث العدوى.
- مشكلات قلبية: يمكن أن يزيد المرض خطر الإصابة ببعض الأمراض القلبية، مثل: التهاب الشرايين المتصلبة، والتهاب الغشاء المحيط بالقلب.
- أمراض الرئة: يكون المصابون بمرض الروماتويد أكثر عرضةً لخطر التهاب أنسجة الرئة وتندّبها، مما قد يؤدي إلى ضيق التنفس.
- جفاف الفم والعينين: يمتلك المصابون به فرصة أكبر للإصابة بمتلازمة سجوجرن، وهي اضطراب يقلّل معدل رطوبة الفم والعينين.
- الضغط على أعصاب اليد: عندما يؤثّر الالتهاب الروماتويدي في المعصم فقد يضغط على العصب الذي يخدم معظم اليد والأصابع، ويسبب ألمًا شديدًا.
- سرطان الغدد الليمفاوية: يزيد خطر الإصابة بالليمفوما، وهي مجموعة من سرطانات الدم التي تتطوّر في الجهاز الليمفاوي وتنتشر فيه.
أسباب مرض الروماتويد
هو مرض مناعي ذاتي، يحدث عند مهاجمة الجسم للمفاصل دون سبب معروف، لكن بعض العوامل قد تساهم في حدوثه، ومنها[١]:
- الجنس، يحدث هذا المرض عند النساء بنسب أعلى منه عند الرجال.
- وجود تاريخ عائلي للمرض.
- العمر، إذ تزيد نسب حدوث المرض عند الأشخاص فوق عمر الستين.
- التدخين.
- السمنة.
- التعرض لأنواع معينة من البكتيريا، مثل: البكتيريا المسببة لالتهابات اللثة، وكذلك التعرّض لبعض العدوات الفيروسية.
علاج مرض الروماتويد
تختلف طرق التعامل مع هذا الالتهاب باختلاف حالة المريض، فقد يكون العلاج الطبيعي كافيًا في بعض الحالات، وفي حالات أخرى قد تكون العملية الجراحية هي الحل الأمثل، وتوجد مجموعة من الأدوية التي تستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وتخفيف شدة أعراضه، وقد يحتاج المصاب إلى استخدام أكثر من نوع واحد من الأدوية، ذلك لأنّها تعمل بطرق مختلفة، ويمكن تغيير أنواعها وجرعاتها المستخدمة تبعًا لحالة المريض واستجابته للدواء، ومن هذه الأدوية[٣]:
- العقاقير المسكنة: تستخدم للتخفيف من الألم الناجم عن الالتهاب الروماتيدي، لكنّها لا تُعدّ علاجًا للحالة، ويجب أن تؤخذ إلى جانب العقاقير الأخرى.
- العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات: تستخدم للسيطرة على أعراض الألم والتورّم والتصلّب، وتُستَعمَل مع المسكنات.
- أدوية مضادة للالتهابات الروماتيدية: تؤخذ هذه العقاقير تحت إشراف الطبيب وإجراء الفحوصات الدورية، وذلك لأنّها قد تؤثّر في الكبد.
- الكورتيزون: يخفف الألم والتصلب والالتهاب الناجم عن التهاب المفاصل الروماتويدي.
المراجع
- ^ أ ب "Everything You Want to Know About Rheumatoid Arthritis"، healthline،2017-9-22، Retrieved 2019-1-20. Edited.
- ↑ "Rheumatoid arthritis"، mayoclinic، Retrieved 2019-1-20. Edited.
- ↑ "Rheumatoid arthritis (RA)"، versusarthritis، Retrieved 2019-1-20. Edited.