مضامين آيات سورة النجم

كتابة:
مضامين آيات سورة النجم


مضامين آيات سورة النجم

تعدّ سورة النجم إحدى السور المكية التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة بعد سورة الإخلاص، وعدد آياتها اثنتان وستون آية،[١] وتضمّنت مواضيع عقدية غاية في الأهمية شأنها شأن سائر السور المكية الأخرى.

إثبات ظاهرة الوحي

افتتح الله -تعالى- سورة النجم بأسلوب القسم اللافت للأنظار، فأقسم بمخلوق من مخلوقاته؛ وهو النجم حين يهوي أو يميل للغروب، وأقسم به على أنّ الوحي الذي نزل به على محمد -صلى الله عليه وسلم- حقّ لا كذب فيه، وأنّ نبي الله لا ينطق ولا يتكلم من هواه، بل هو مؤيّد بالوحي والإلهام الرباني.[٢]

وهذا الوحي هو جبريل -عليه السلام- الذي وصفه الله -تعالى- في هذه الآيات بالقوة والشدة، وقد أخبرنا الله -تعالى- أيضاً أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى الوحي على حقيقته وبصورته، فقد رآه مرتين؛ مرة عند بدء نزول الوحي في غار حراء، ومرة أخرى في حادثة الإسراء والمعراج، ووصفه رسول الله بأن له ستمئة جناح، وأنه يسدّ الأفق، فجاءت الآيات من سورة النجم لتثبت نزول الوحي وصدق النبي، وتكذيب ما ادّعاه كفار قريش.[٣]

بيان أن أصنام الجاهلية لا تنفع

ذكرت الآيات بعض أسماء أصنام الجاهلية التي كان كفار قريش يعبدونها، قال -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى* وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى)،[٤] ثم بيّنت مدى جهل من يعبدها، فما هي إلّا أوثان هم من قاموا بتسميتها وتقديسها، فهي لا تنفعهم ولا تضرهم شيئاً، ثمّ أنكر الله -تعالى- على هؤلاء المشركين تسميتهم لملائكة الرحمن بأسماء الإناث، وظنّهم بأنهم بنات الله -تعالى الله عما يقولون-.[٥]

ذكر صفات المحسنين وتوبيخ المشركين

تنتقل الآيات بعد ذلك لتعرض مفاضلة بين المحسنين والمشركين، وتذكر صفات كل منهم، وبيّنت أن المحسنين هم الذين يجتنبون كبائر الإثم، ويجتنبون الفواحش ما صغر منها وما كبر، ومن صفاتهم أنّهم يتوكّلون على الله ويثقون برحمته -تعالى- بهم.[٦]

بينما المشركون أعرضوا وتولّوا عن دعوة النبي، وهم معتمدون على شفاعة الملائكة لهم، وتُخبر الآيات أنّ الله -تعالى- قضى بسنةٍ ثابتة منذ زمن إبراهيم وموسى -عليهما السلام- أنه لا تزر وازرة وِزْر أخرى، وأن كل إنسان مؤاخذ على ما قدم في دنياه وعلى سعيه.[٧]

ذكر بعض مظاهر القدرة الإلهية

تعرض سورة النجم بعض مظاهر قدرة الله -تعالى-، ومنها:[٨]

  • الله -تعالى- هو من خلق الضحك والبكاء، أي هو من يغيّر حال الإنسان بين الحين والآخر.
  • هو -سبحانه- الذي يميت ويُحيي وِفْق إرادته وقدرته.
  • هو من خلق الذكر والأنثى، وهو من جعل بينهما التزاوج لتستمر ديمومة الحياة.
  • هو الذي خلق النجوم بأشكالها وألوانها، ومن بينها نجم الشِّعرى العظيم.
  • أهلك الله كل الأقوام التي كذبت وعاندت؛ مثل قوم عاد وثمود والمؤتفكة وغيرهم.

المراجع

  1. جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 51. بتصرّف.
  2. وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط، صفحة 2524-2527. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط، صفحة 2524-2527. بتصرّف.
  4. سورة النجم، آية:19-20
  5. وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط، صفحة 2527-2529. بتصرّف.
  6. جعفر شرف الدين ، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 51-52. بتصرّف.
  7. جعفر شرف الدين ، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 51-25. بتصرّف.
  8. ابن أبي زمنين، تفسير القرآن العزيز، صفحة 313-315. بتصرّف.
4339 مشاهدة
للأعلى للسفل
×