مظاهر الفن المعماري المغربي
التأثير الأمازيغي في العمارة المغربية
تأثّرت عمارة المغرب بالفنّ المعماريّ الأمازيغيّ، حيث إنّ الأمازيغ استوطنوا المغرب قديماً، وكان لأعمالهم المعماريّة أوّل تأثير في العمارة المغربية، ومن أهمّ مظاهر الفن المعماريّ الأمازيغيّ البناء ذو المظهر الصلب الرائع، واستخدامهم لمادة طوب اللبن كمادّة أساسية في إنشاء المباني.[١]
التأثير الإسلامي في العمارة المغربية
يُعدّ تأثير الفن المعماريّ الإسلاميّ الأكثر وضوحاً في العمارة المغربيّة، حيثُ وصلت العمارة الإسلاميّة إلى المغرب العربي بحلول القرن السابع الميلاديّ، ومن أهمّ مظاهر التأثير الإسلامي في المباني في المغرب الزخارف الإسلامية التي تظهر على شكل أنماطاً هندسيّة معقدة مثل الخطوط الزخرفيّة أرابيسك، وتمتاز بخلوّها من الصور البشريّة أو الحيوانيّة تقيّداً بالتعاليم الإسلاميّة، وتتميّز هذه الزخارف إلى جانب كونها تُعطي مظهراً جميلاً بأنّها مصمّمة بدقة شديدة، وكانت تُنحت بشكل أساسيّ في الحجر، والجص، والخشب.[١][٢]
تُعتبر الأفنية الواسعة في القصور والمنازل من أهمّ العناصر الموجودة في العمارة الإسلامية، وتتزيّن هذه الأفنية بمداخل ذات أقواس، كما ينعكس الفن المعماريّ الإسلاميّ في الأعمال الخشبيّة، والمساجد ذات القباب، والمآذن، والأبراج الشاهقة، والجدران المرتفعة التي تُحيط بالمدن، ونوافير المياه الجارية التي كانت تُشكّل جزءاً مهمّاً من الثقافة المغربيّة، إلى جانب أهميّتها في طقوس الوضوء قبل الصلاة في الدين الإسلاميّ.[١][٢]
التأثير الأندلسي في العمارة المغربية
انعكس تأثير العمارة الأندلسية في المباني المغربيّة عندما كان الجزء الجنوبي من إسبانيا جزءاً من المملكة الأمازيغية المغربيّة وذلك خلال القرن الحادي عشر الميلادي، حيث بدأت الأقواس تظهر في المباني وأُطلق عليها لاحقاً اسم الأقواس المغربيّة، وكانت تتخذ شكلين رئيسيين هما؛ حدوة الحصان والتصميم المدبب الدائريّ، كما أصبحت الأسقف حينها تُغطّى بالبلاط، وبدأ استخدام البلاط المزجّج يدويّاً كعنصر في الديكور المعماريّ الأندلسي، وفي تلك الفترة انتشرت الحدائق الأندلسيّة في جميع أنحاء المغرب.[٣]
التأثير الفرنسي في العمارة المغربية
استطاعت فرنسا أن تتحكم في العمارة المغربيّة من خلال فرض بعض القيود والقوانين عل البناء أثناء سيطرتها على المغرب، والتي غيّرت بعضاً من ملامح الفن المعماري المغربيّ، حيثُ أصبحت المباني لا تُبنى إلّا بأسقف مستوية، ولا يزيد ارتفاعها عن 4 طوابق، واشتُرط أن تُصمّم شرفات المباني بحيث تكون غير مطلّة على المساكن المجاورة، كما حُدّدت نسبة البناء من مساحة الأرض فأصبحت لا تتجاوز 80% من المساحة الكليّة، بحيثُ تكون المساحة المتبقية من الأرض مخصّصةً للحدائق والساحات الخارجيّة.[٣]
التأثير البرتغالي في العمارة المغربية
حدث التأثير المعماريّ البرتغاليّ في العمارة المغربيّة خلال الفترة الممتدة من عام 1415م حتّى عام 1769م، حيثُ كانت هناك حالة من التعايش والألفة بين المغاربة والبرتغاليين؛ لذا أسّسَ البرتغاليون مدينةً خاصّةً بهم في شمال غرب المغرب أطلقوا عليها اسم مدينة الجديدة؛ صُممت على الطراز المعماري العسكري البرتغالي الذي كان سائداً في عصر النهضة البرتغاليّة، فقد كانت المدينة ذات أسوار مرتفعة، وتحصينات مميزة، واستطاعت أن تدمج ما بينَ المناظر الطبيعيّة والطراز التاريخي.[٤]
الأنماط المعمارية في المباني
المساجد
تنتشر المساجد في كلّ مدينةٍ وقريةٍ مغربيّةٍ، فهي واحدة من المباني التي تشتهر بها العمارة المغربيّة، وتتميّز المساجد في المغرب بأنّها تحتوي على مآذن شاهقة الارتفاع، بالإضافة إلى المحراب الذي يُشير إلى اتجاه مكة المكرّمة والذي يكونُ عادةً مُزيّناً بالجصّ والرخام، ومن أشهر المساجد في المغرب؛ مسجد القرويين الموجود في مدينة فاس التاريخية، ومسجد الحسن الثاني الموجود في الدار البيضاء، ومسجد تينمل الموجود في جبال الأطلس الكبير.[٥]
المدارس
تُعدّ المدارس المغربيّة القديمة إلى جانب كونها مكاناً لتلقّي التعاليم الدينيّة مركزاً لتعلّم الفلسفة، والقانون، وعلم التنجيم أيضاً؛ لذلك فقد صُمّمت أماكنها الداخليّة لتكون كثيرة التقسيمات، كما اعتُنيَ بمساحاتها الخارجيّة لتكون ملاذاً للراحة والاسترخاء، حيث أُضيف إلى الأفنية الخارجيّة التابعة لها أقواس الزينة ذات الديكورات الجصيّة، وزُيّنت الجدران بالخطّ الإسلاميّ المكتوب باللون الأبيض، والأخضر، والأزرق، بالإضافة إلى زراعة الأشجار المثمرة المزروعة فيها، وعادةً ما كان يُصمّم في المدرسة مساكن مخصّصة لإقامة الطلبة، ومسجد مُصمّم بطريقة رائعة.[٦]
القصبات
يوجدُ في المغرب نوع من المدن التي يُطلق عليها اسم القصبات، وهي مدن مصمّمة بنمطٍ معماريٍّ تحصينيّ دفاعيّ؛ لذا فإنّها تتميّزُ بحجمها الكبير، أمّا بالنسبة إلى تصميمها الداخليّ فتتميّز مبانيها باللون البنيّ، وقد شُيّدت هذه المدن بمواد بنائيّةٍ بسيطةٍ تُساهمُ في حفظ درجات الحرارة الداخليّة صيفاً وشتاءً، ممّا يجعلُ منها مباني موفّرةً للطاقةِ، كما يوجد في كلّ قصبة مسجد خاص، وحمّام عام، ومدرسة، ونافورة، وفرن خبز مشترك، ومن أشهر القصبات الموجودة في المغرب قصبة الوداية الموجودة في مدينة الرباط.[٥][٦]
الرياض
تُعدّ الرياض واحدةً من أشكال المباني المعماريّة المشهورة في المغرب، وهي قصور ومنازل تقليديّة بُنيت بتصميم معماريّ خاص يوفّر فيها الخصوصيّة والعزلة، فمن أهمّ عناصر هذه المباني الفناء الداخليّ الذي يتوسّط المنزل حيثُ تفتحُ جميع الغرف عليه، ولكلّ غرفة فيه نافذة مُطلّة على هذا الفناء، كما تتمّ زراعة هذه المساحة بالأشجار المثمرة ذات الرائحة العطرة، ويُعدّ الفناء عنصراً رئيسيّاً في هذا النوع من المنازل لأنّه يُعطي الخصوصيّة لأفراد العائلة، بالإضافة إلى كونه يوفّر الحماية من ظروف الطقس المختلفة، وفي الوقت الحاضر استُغلّت معظم هذه المنازل القديمة في المغرب لتُصبح فنادق ومطاعم حديثة على الطراز المغربيّ القديم.[٧]
المراجع
- ^ أ ب ت Christopher Muscato, "Moroccan Architecture: Style & Elements"، study.com, Retrieved 19-1-2021. Edited.
- ^ أ ب "Moroccan Architecture", www.hisour.com, Retrieved 19-1-2021. Edited.
- ^ أ ب "The Rich and Vibrant History of Moroccan Architecture", zellijgallery.com,21-6-2017، Retrieved 19-1-2021. Edited.
- ↑ Emma Di Gesaro (23-9-2019), "Moroccan architecture in 5 points"، www.villasmarrakech.com, Retrieved 19-1-2021. Edited.
- ^ أ ب "Moroccan Architecture: In-Depth Review of Styles in Morocco", www.journeybeyondtravel.com, Retrieved 21-1-2021. Edited.
- ^ أ ب "Moroccan Architecture", planetmarrakech.com, Retrieved 21-1-2021. Edited.
- ↑ "Moroccan Architecture", www.moroccoprivatetours.net, Retrieved 21-1-2021. Edited.