مظاهر الفن المعماري اليمني

كتابة:
مظاهر الفن المعماري اليمني
تشتهر الحضارة اليمنية بالفن المعماري الذي يعبر عن تفرد وأصالة المجتمع اليمني، فالعمارة اليمنية هي الشاهد على المستوى الرفيع الذي بلغه البناؤون اليمنيون، فقد أبدعوا في إنشاء مجموعة من المباني المتكررة، يشهد لها التاريخ من خلال بقائها مئات السنين،[١] وتتسم العمارة اليمنية بعدة مظاهر، نذكر منها الآتي:


الفكرة التصميمية المتميزة في المباني

تتميز المباني في مناطق إقليم السهول الساحلية بوحدة الفكرة التصميمية الأساسية، وهي وجود نواة التصميم، كالفناء الداخلي، أو الصحن، وهو الجزء المكشوف الذي يتوسط كتلة المبنى وتلتف حوله بقية الوحدات المعمارية، ونمط البناء في هذا الإقليم هو النمط المنخفض المفتوح على فناء داخلي بارتفاع دور واحد، والإطلالة إلى الداخل.[١]

استعمال المواد بطريقة فنية متميزة

في إقليم المرتفعات الغربية والوسطى تستعمل الأحجار كمادة البناء الأساسية، وقد يكون البناء كاملاً بالأحجار مع مونة الطين، وتكون الزخرفة بسيطة لصعوبة تشكيل الأحجار، والنمط السائد في هذه المناطق هو النمط البرجي المغلق، والإطلالة تكون إلى الخارج.[١]

في إقليم الهضبة الشرقية يستعمل الطين المجفف (المدر) كمادة أساسية للبناء، وهذه المادة ذات قدرة عالية على العزل والتحكم بالحرارة المكتسبة، وتظهر المباني باللون الطبيعي الترابي مع اللون الأبيض (الجير)، والنمط السائد في هذا الإقليم هو النمط البرجي المغلق، وقد يصل عدد الطوابق من 3 - 8 طوابق، والإطلالة إلى الخارج.[١]

اللمسة الدينية المميزة في المباني

تتأثر العمارة اليمنية بالجانب الديني، حيث تكثر المعابد في الممالك اليمنية القديمة، مع وجود اختلافات في عناصر العمارة من معبد إلى آخر ومن مملكة إلى أخرى، إلا أن هناك عناصر مشتركة في أغلب المعابد تقدم صوراً واضحة عن فن العمارة في اليمن، وتبين مراحل تطور العمارة من القديم إلى ما قبل العصر الحديث.[٢]

وفيما يأتي العناصر الأساسية الموجودة في أغلب المعابد:[٢]

  • البوابة، اتخذت بوابة المعابد اليمنية القديمة، منذ بداية الألف الأول ق. م نموذجاً متشابهاً انتشر في أغلب الممالك اليمنية القديمة، ويقوم ذلك النموذج على بناء صف أو أكثر من الأعمدة المربعة أو المستطيلة، لتكون ما يشبه الرواق، الذي يرتكز سقفه على أعتاب تمتد بين رؤوس الأعمدة، ثم عوارض تمتد فوق الأعتاب إلى جدار المعبد.
  • الفناء، وهو المساحة التي ليس لها سقف (البهو)، وهو يتوسط جميع العناصر المعمارية في أغلب الأحيان، ويأخذ شكل تصميم المعبد.
  • الرواق، وهو عبارة عن صف من الأعمدة تحمل سقفاً يرتكز من جهة على أعتاب تمتد فوق الأعمدة، وعلى جدار المعبد من جهة أخرى.
  • قدس الأقداس، وهو أهم جزء في المعبد، وهو الذي تقام فيه الطقوس الدينية، ولا يجوز لعامة المتعبدين الدخول إليه، ولأهمية هذا العنصر كان موقعه في مؤخرة المعبد ويجب أن يكون مسقوفاً وتتقدمه شرفة.

الزخرفة المتميزة للأسقف والجدران

تأتي بعد الانتهاء من البناء مرحلة الزخرفة، حيث تتم زخرفة الأسقف والجدران والأبواب، كما تطعم بالأحجار الكريمة، وتزخرف الأعمدة بصفائح المعادن النفيسة، وتكون تلك الزخارف على شكل رسومات نباتية وحيوانية وأشكال هندسية تبرز دقة الفنان ومهارته في الرسم والنحت.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث غير محدد، الباب الأول العمارة اليمنية، صفحة 3 -6 - 7. بتصرّف.
  2. ^ أ ب منير عبد الجليل العريقي، الفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم، صفحة 211 - 237. بتصرّف.
  3. أسمهان سعيد الجرو، نماذج من فن العمارة في اليمن القديم، صفحة 22. بتصرّف.
9183 مشاهدة
للأعلى للسفل
×