مظاهر النزعة العقلية في العصرالعباسي

كتابة:
مظاهر النزعة العقلية في العصرالعباسي


مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي

استمرت الخلافة العباسية من عام 750م حتى عام 1258م، وتميزت بكونها الفترة الذهبية للمسلمين،[١]كما تميّزت بنزعتها العقلية في العصرين العباسي الأول والثاني، وفيما يلي نبين أبرز مظاهر هذه النزعة:[١]

العصر العباسي الأول

تتمثل مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي الأول بالتالي:

  • إن أهم ما تميزت به الدولة العباسية هو سماحها للشعوب الأخرى غير العربية للعيش في البلاد، فضلاً عن أخذ حقوقهم وقدرتهم في تولّي مناصب عالية وفق التعاليم السمحة للشريعة الإسلامية، الأمر الذي أدّى إلى اختلاط الأجناس العديدة المختلفة وكأنهم جنس واحد، كما رغبوا طواعية بتعلم اللغة العربية والثقافة الخاصة بها من أدب، وعلوم، وأمور أخرى، حتى غدت اللغة العربية هي اللغة السائدة في فترة الخلافة العباسية.
  • اشتهرت في هذه الفترة عمليات التعلم والتعليم بناء على الأوامر الإسلامية في هذه الناحية، فغدا الناس يتعلمون العلوم المختصة باللغة، والدين، وغيرها الكثير، حيث عاشروا الثقافات الأخرى وتعلموا منهم، عدا عن نقلهم لهذه العلوم إلى اللغة العربية، ومن الجدير بالذكر أن المساجد أصبحت مكاناً للتعلم بحلقات مختلفة لشتى العلوم، فضلاً عن تنوع المعارف واتساعها لدى العالم الواحد، إذ ساهم في هذه النهضة العلمية الكبيرة ما يلي:
    • اعتناء الخلفاء وبلاطهم بهذا الأمر وتخصيص عطايا جزلة له.
    • استعمال الورق، وكثرة المكتبات، وانتشار الكتب.
    • عمل مجالس علمية في البلاط الخاص بالخلفاء، والوزراء، بالإضافة إلى الأمراء.
  • ضمان الحرية العقلية لجميع السكان بمختلف الأصول والأديان، والسماح بعرض الآراء والمسائل دونما تعصب للمناقشة والجدال، كما كانت مجالس العلم متاحة لكل الناس لمن رغب منهم في التعلم، وقد بلغ انتشار العلم والمجالس في كل مكان وزاوية.


العصر العباسي الثاني

لم تختلف النزعة العقلية في العصر العباسي الأول عنه في العصرالعباسي الثاني، بل نجد أن الإقبال على العلم والتعلم ازداد بنهم أكبر، وفيما يلي نبين أبرز مظاهر هذه النزعة:[٢]

  • ازداد الإقبال على العلم في هذه الفترة، وقد تعلم العرب شتى العلوم التي وجدت في الدول الأخرى، كما تعربت المعارف والكتب، فضلاً ما ضافته اللغة العربية على هذه العلوم، واستمرت المساجد بكونها حلقات تعليمية ذات طابع حر لكل من أراد التعلم، وكان المعلمون رغم زهد أجورهم مستمرين في تعليم الناس بمختلف الأعمار.
  • اشترك الولاة في إعطاء المال والعطاءات الأخرى لعلمائهم، ولم يقتصر الأمر على كون العالم من هذه الولاية، بل كان يشمل أي عالم ينزل بها، عدا عن الخلفاء العباسيين والوزراء الذين خصصوا عطايا سخية، ورواتب عالية للقضاة والعلماء، وكانت هذه الجهود في سبيل نشر العلم وحث الناس على التعلم.
  • ازداد ازدهار الترجمة في هذه الفترة، وطوروا أساليب مختلفة في الترجمة، مثل؛ الابتعاد عن الترجمة الحرفية والقيام بترجمة فقرة تلو أخرى بناءً على المعنى، كما لم يكتفوا بترجمة العلوم المختلفة من رياضيات، وفلك، عدا عن العلوم الطبيعية، والتشريح، بل كان العلماء العرب يسافرون لبلدان بعيدة بغية التعلم؛ مما سمح لهم بإضافة إضافات على الكتب التي ترجموها، فضلاً عن دمج مختلف العلوم وتطويرها.

المراجع

  1. ^ أ ب "Abbasid caliphate", britannica, Retrieved 12/5/2022. Edited.
  2. شوقي ضيف، العصر العباسي الثاني، صفحة 115-130. بتصرّف.
5221 مشاهدة
للأعلى للسفل
×