محتويات
اليسر في العبادات
اليُسر في العبادات هو روح الشريعة الإسلاميّة الساميّة؛ فالإسلام جاء ديناً عاماً لجميع البشر في كل عصر وكل مكان، لذا فإنَّ هذا النظام الذي يتّسم بالشموليّة والسَعة الكبيرة كان لا بُّد من أن يكون يسيراً خفيفاً على جميع الناس.
كما أن اليُسر ورفع الحرج بُنية مُهمة في رعاية الإنسان، وجعله لا يتثاقل في تأدية العبادات، وخاصة في بعض الظروف التي تواجهه، ومن مظاهر هذا اليُّسر ما سنذكره في هذا المقال.
بعض مظاهر اليسر في العبادات
بلغ اليُّسر في الشريعة الإسلاميّة إلى درجة التخفيف من الواجبات المفروضة على المسلم؛ عند الحرج والضرورة، ومن هذه التيسيرات التي وضعها الإسلام في العبادات المختلفة ما يأتي:[١]
اليسر في الصلاة
ومن مظاهر اليسر في الصلاة:
- التيمم
المسلم الذي لا يستطيع استعمال الماء لعدم قدرته على ذلك؛ قد أُبيح له التيمم.
- إذا كان مريضاً يُصلي بالكيفيّة التي يقدر عليها؛ فيُصلي قائماً، وإن لم يستطع فقاعداً.
- قصر الصلاة في السفر وعند الخوف
لأن الصلاة فُرضت ركعتين ركعتين، ثم أُقرّت في السفر على هذا العدد من الركعات، وزيدت في الحضر إلى أربع.
- رخَّص الإسلام جمع الصلوات
بجمع التقديم أو جمع التأخير، في حالات عديدة لرفع المشقة.
اليسر في الصيام
صوم رمضان فرض على كل مسلم بالغ عاقل، ولكن هناك بعض الحالات الخاصة التي رخّصت الشريعة الإسلامية الإفطار فيها وهي:
- في المرض والسفر
قال الله -تعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)،[٢]فالمريض والمسافر لهم الرخصة في الصوم أو الإفطار، ثم القضاء بعد الشفاء، أو بعد الوصول من السفر.
- رخَّص الإسلام للحامل والمرضع الإفطار في رمضان؛ إذا خافتا على صحتهما أو على ولدهما.
اليسر في الزكاة
ومن أوجه اليسر في الزكاة ما يأتي:[٣]
- دفع الزكاة مرة واحدة في السنة؛ وذلك بعد أن يحول على المال حول.
- لم تُفرض الزكاة على جميع الممتلكات
والعقارات، والأموال، وإنَّما اقتصرت على أصناف معيّنة مثل: بهيمة الأنعام، والأثمان، والزروع، وعروض التجارة.
- يُشترط في الأصناف المفروضة فيها الزكاة بلوغ النصاب
وقد أوضحت الآيات القرآنيّة، والأحاديث النبويّة المقدار المحدد من الزكاة لكل صنف.
اليسر في الحج
كما أن الشريعة الإسلامية لم تنس فريضة الحج من التيسير؛ لذلك خففت على الناس ما قد يستثقل منه، ومن ذلك:
- التيسير في رمي الجمرات
فقد حدد النبي -صلى الله عليه وسلم- بداية وقت رمي جمرة العقبة، فأول وقت رمي الجمار في اليوم الحادي عشر وما بعده، ويكون الرمي بعد زوال الشمس، حيثُ يجوز أن يرمي ليلة الثاني عشر عن اليوم الحادي عشر، ويرمي ليلة الثالث عشر عن اليوم الثاني عشر، أمَّا اليوم الثالث عشر فآخر وقت الرمي فيه عند غروب شمس يومه.
- رخصة تقديم بعض أعمال التي يقوم بها الحجاج يوم العيد
فالأصلُ بها أنَّ يوم العيد يكون فيه رمي جمرة العقبة أولاً، ثم ذبح الهدي، ثم الحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة، لكن مَن قدَّمَ بعض هذه الأعمال على بعض فلا حرج عليه.
- فريضة الحج لا تجب إلا بشروط للاستطاعة؛ كما أنها لا تجب إلا مرة واحدة في العمر.[٤]
المراجع
- ↑ [فالح بن محمد الصغير]، اليسر والسماحة في الإسلام، صفحة 23-34. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:184
- ↑ [أحمد بن عبد الله الزهراني]، التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ونماذج منه، صفحة 105-106. بتصرّف.
- ↑ [عبد القادر شيبة الحمد]، فقه الإسلام شرح بلوغ المرام، صفحة 26. بتصرّف.
