مظاهر رحمة الله بعباده في سورة النحل

كتابة:
مظاهر رحمة الله بعباده في سورة النحل

الوحي

قال الله تعالى-: (يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرّوحِ مِن أَمرِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ)،[١] الله -سبحانه وتعالى- لا يترك الناس دون إرشاد وهداية، فينزل الوحي على من اختارهم للرسالة من الرسل ليدل الناس على الطريق الصحيح، وقد عبر عن الوحي بالروح إشارة إلى أن الوحي المنزل هو كالروح التي تحي القلوب الميتة، ووظيفة الرسل إنذار الناس ودعوتهم إلى توحيد الله -سبحانه وتعالى-.[٢]

تسخير الأنعام

قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَالأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فيها دِفءٌ وَمَنافِعُ وَمِنها تَأكُلونَ)،[٣] من مظاهر قدرة الله -سبحانه وتعالى- ومظاهر إنعامه وفضله على عباده أنه خلق لهم الأنعام، والأنعام هي الإبل والبقر والغنم، وفي هذه الأنعام منافع كثيرة كلها مسخرة للناس؛ من جمال المنظر في سوقها لمراعيها، واستخدام صوفها وجلودها كملابس وأمتعة للتدفئة، ولحومها وألبانها للأكل.[٤]

ومن مظاهر إنعامه أن جعل هذه الأنعام مسخرة للناس لحمل أمتعتهم في سفرهم، والتي يكون حملها شاقاً عليهم، فينقلون عليها أمتعتهم من مكان لآخر، فيحصل التيسر وتتحقق المصلحة، وهذا من رأفة الله -سبحانه وتعالى- أن جعلها باباً للخير ومصدراً للرزق.

إنزال المطر وإنبات الشجر

قال الله -سبحانه وتعالى-: (هُوَ الَّذي أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُم مِنهُ شَرابٌ وَمِنهُ شَجَرٌ فيهِ تُسيمونَ)،[٥]من نعم الله -سبحانه وتعالى- الظاهرة إنزال المطر العذب الذي يروي ضما الإنسان فيشرب منه، والذي يسقي الأرض فتنبت بهذا الماء الواحد أصناف الزروع والأشجار على اختلاف أنواعها وألوانها وأطعمتها، فمنه ما ترعى به الناس أنعامها ومنه ما تأكل منه.[٦]

إن هذه النعمة العظيمة والظاهرة للعيان لهي نعمة عظيمة، ودليل واضح على قدرة الله -سبحانه وتعالى-، ووحدانيته وتفرده في الخلق والإبداع، ولكنها تحتاج إلى من يتفكر في عظيم صنعها وإبداعها، لذلك ختمت الآيات بقوله -سبحانه-: (إنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ).[٧]

تسخير البحر وما فيه من خيرات

قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَهُوَ الَّذي سَخَّرَ البَحرَ لِتَأكُلوا مِنهُ لَحمًا طَرِيًّا وَتَستَخرِجوا مِنهُ حِليَةً تَلبَسونَها وَتَرَى الفُلكَ مَواخِرَ فيهِ وَلِتَبتَغوا مِن فَضلِهِ وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ )،[٨] وفي هذه الآية الكريمة بيان لأربع نعم أنعم الله بها على عباده، وهي كما يأتي:[٩]

  • تسخير البحر للناس ليتمكنوا من الانتفاع به؛ والركوب عليه بالسفن، والغوص داخله، والصيد منه، فيأكلون أسماكه ذات اللحم الطري.
  • استخراج كنوزه وخيراته؛ فقد مكنهم الله -سبحانه وتعالى- من الغوص داخله فيخرجون ما في داخله من لؤلؤ ومرجان وحلي تتزين به النساء، وهذا باب للرزق والخير الكثير.
  • تسخير البحر لتجري به السفن وتشق به البحار، وهذه نعمة ظاهرة، فقد مكن الله -سبحانه وتعالى- السفن من التحرك والانتقال من مكان إلى آخر، لا تحرسها إلا رعاية الله -سبحانه وتعالى-.
  • تسخير الإنسان لطلب الخير، والفضل من الله -سبحانه وتعالى- من خلال التجارة والسفر بين البلدان سعياً وراء طلب الرزق.

المراجع

  1. سورة النحل، آية:2
  2. وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 85-86، جزء 14. بتصرّف.
  3. سورة النحل، آية:5
  4. وهبة الزحيلي (1422)، التفسير المنير (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 245، جزء 2. بتصرّف.
  5. سورة النحل، آية:10
  6. محمد الصابوني (1997)، صفوة التفاسير (الطبعة 1)، القاهرة:دار الصابوني للنشر والطباعة والتوزيع، صفحة 112، جزء 2. بتصرّف.
  7. سورة النحل، آية:11
  8. سورة النحل، آية:14
  9. محمد سيد الطنطاوي (1998)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 117-120، جزء 8. بتصرّف.
4592 مشاهدة
للأعلى للسفل
×