بحث عن مرض التوحد لدى الاطفال

كتابة:
بحث عن مرض التوحد لدى الاطفال

مرض التوحد لدى الأطفال

التوحد اضطراب عصبي سلوكي مُعقّد يتضمن ضعفًا في التفاعل الاجتماعي والتواصل والمهارات اللغوية، بالإضافة إلى معاناة بعض المصابين من حركات نمطية متكررة، ويُطلَق عليه اسم اضطراب طيف التوحد (Autism spectrum disorder)؛ بسبب نطاق أعراضه الواسع، وتفاوت حدتها من الدرجة الطفيفة التي تُشكّل عائقًا أمام ممارسة حياة الطبيعية إلى عجز كبير قد يتطلب الوجود في مؤسسات الرعاية الصحية باستمرار، كما يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من صعوبة في فهم ما يفكّر فيه الأشخاص الآخرون وما يشعرون به، وهذا يجعل من الصعب للغاية عليهم التعبير عن أنفسهم بالكلمات أو الإيماءات وتعبيرات الوجه أو اللمس، وفي الحقيقة أنَّهم يرون العالم ويشعرون به بطريقة مختلفة عن الآخرين.[١] ويحدث التوحد عند مختلف الأجناس والأعراق، وفي الحقيقة فإنَّ نسبة حدوثه في الذكور أعلى منها في الإناث، وغالبًا ما تصبح أعراض التوحد واضحة عند الأطفال ما بين عمرَي السنة إلى السنتين، غير أنَّها قد تظهر مبكّرة أو متأخرة عند بعضهم.[٢]


أعراض مرض التوحد لدى الأطفال

يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من صعوبة في التواصل والتفاعل مع المجتمع، إضافةً إلى تكرار أنماط معينة من الحركة، كما ذُكرَ سابقًا، فقد تظهر بعض الأعراض في مراحل الطفولة المبكرة؛ مثل: ضعف التواصل البصري أو عدم الاستجابة للنداء على أسمائهم، أو قد ينمو الطفل بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات الأولى القليلة من العمر، ثم يصبح انطوائيًا أو عدائيًا، أو يفقد القدرات اللغوية التي اكتسبها في ما قبل، ويتفاوت مستوى ذكاء الأطفال المصابين بالتوحد؛ فبعضهم لديه صعوبة التعلم فيبدو مستوى ذكائه أقلّ من أقرانه، وآخرون قد يتراوح مستوى ذكائهم من طبيعي إلى مرتفع، إذ إنّهم يتعلمون بسرعة، لكنهم يجدون مشاكل في التواصل مع الآخرين، ومن العلامات الشائعة التي تظهر على مريض التوحد ما يأتي:[٣]

  • مشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي، ومن علاماتها ما يأتي:
  • عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه، أو يظهر كما لو أنّه لم يسمع النداء في بعض الأوقات.
  • رفض أن يلمسه أي شخص أو يعانقه، ورفض اللعب مع الأطفال، وتفضيل اللعب بمفرده وكأنّه ينعزل بعالمه الخاص.
  • ضعف استخدام تعبيرات الوجه والتواصل البصري.
  • عدم القدرة على الكلام أو تأخر الكلام، كما يفقد الطفل قدرته على الكلام بعد أن يبدو قد تعلّمها.
  • التكلم بنبرة صوت غير طبيعية أو كما لو أنّه إنسان آلي.
  • عدم قدرته على بدء محادثة أو الاستمرار فيها.
  • تكرار كلمات أو عبارات معينة، وقد لا يفهم الهدف من استخدامها ومعناها.
  • عدم فهم الأسئلة والتعليمات الموجهة له.
  • عدم التعبير عن مشاعره وعواطفه، ولا يفهم مشاعر الآخرين تجاهه.
  • تفاعله الاجتماعي غير ملائم، إذ قد يصبح عدوانيًا أو بليدًا.
  • لديه صعوبة في فهم تعابير الوجه أو لغة الجسد.
  • أنماط سلوكية: ومن علاماتها ما يأتي:
  • تنفيذ حركات متكررة؛ مثل: الدوران، أو التأرجح، أو رفرفة اليدين.
  • ممارسة أنشطة تسبب له الأذى؛ مثل: ضرب الرأس أو العض.
  • إجراء طقوس معينة، وشعوره بالانزعاج في حالة مقاطعته عنها.
  • وجود مشاكل في تنسيق حركات الجسد أو تنفيذ حركات غريبة؛ مثل: السير غير المتزن على رؤوس أصابع القدم، أو التصلب المبالغ فيه.
  • احتمال التعرّض لحساسية تجاه الضوء، أو الصوت، أو اللمس، على الرغم من عدم تمييزه أحيانًا للألم أو الحرارة.
  • عدم الانشغال بألعاب التخيل أو التقليد.
  • إبداء اهتمام مبالغ فيه بتفاصيل غريبة؛ مثل: دوران عجلات سيارة اللعب من دون فهم وظيفتها.
  • التركيز على أنشطة أو أمور بشكل مبالغ به للغاية.
  • تفضيل نوع معين الطعام، ورفض تناول الأنواع الأخرى.

عندما يكبر الأطفال الذين يعانون من التوحد تتحسن حالتهم، فتصبح قدرتهم الاجتماعية أفضل كما تقل الاضطرابات السلوكية نوعًا ما، وبعضهم يعيشون حياة طبيعية أو شبه طبيعية، لكن قد يستمر بعضهم الآخر بمعاناة بعض المشاكل اللغوية والاجتماعية والاضطرابات السلوكية.[٣]


عوامل خطر الإصابة بالتوحد لدى الأطفال

حتى الآن لا يعرف العلماء السبب الرئيس للإصابة بمرض التوحد، غير أنّ الدراسات ما زالت مستمرة في هذا المجال، وتقترح العديد من الدراسات أنّه ينتج من العوامل الجينية والعوامل البيئية، ومن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة التوحد عند الأطفال:[٢]

  • وجود أقارب من الدرجة الأولى يعانون من التوحد.
  • إنجاب الطفل من والدين كبيرَي السن.
  • الإصابة ببعض الأمراض الوراثية؛ مثل: متلازمة كرموسوم X الهشة.
  • ولادة الطفل بـوزن منخفض.
  • طفرات جينية.
  • التعرض للمعادن الثقيلة أو السموم الموجودة في البيئة.
  • بعض الاختلالات الأيضية.
  • تعرُّض الجنين لبعض الأدوية؛ مثل: حمض الفالبوريك (Valproic acid)، والثاليدوميد (Thalidomide).


تشخيص التوحد عن الأطفال

طُوّرت إرشادات قياسية للمساعدة في تشخيص مرض التوحد لدى الأطفال قبل عمر 24 شهرًا، وتساعد الإرشادات في التعرف إلى الأطفال المصابين بالتوحد مبكرًا، والعلاج المبكر أكثر فاعلية، ووفقًا للمبادئ التوجيهية يُنصَح بإجراء فحص كشفي للأطفال جميعهم قبل سن السنتين للكشف عن الإصابة بالتوحد أو غيره من الاضطرابات التطويرية، ويجب إجراء اختبارات إضافية للأطفال الذين يُظهِرون تأخيرات في النمو واضطرابات سلوكية أخرى للتأكد من سلامتهم من التوحد. وخلال هذه الفحوصات الكشفية يبحث الأطباء عن علامات محددة، ومنها:[٤]

  • عدم الإشارة إلى الأشياء، أو ظهور أي تمتمة قبل 12 شهرًا.
  • تأخر النطق بأي كلمات حتى عمر 16 شهرًا.
  • عدم تكوين أيّ جملة مكوّنة من كلمتين فقط حتى عمر 24 شهرًا، أو أنَّ الطفل يكرر الكلمات والأصوات فقط دون فهم معناها.
  • فقدان المهارات اللغوية والاجتماعية في أي عمر.
  • عدم وجود تواصل بالعين في عمر 3 إلى 4 أشهر.

في حال وجود أيّ عرض من الأعراض السابقة يجب إخضاع الطفل للمزيد من الفحوصات الكشفية، وفيه يحدث تشخيص وتقييم أكثر عمقًا يُميّز إذا كان الطفل مصابًا باضطراب طيف التوحّد أو الاضطرابات التطورية الأخرى، وقد يشمل هذا إجراءات تشخيصية عبر أطباء اختصاصيين في التوحد، ويتضمن ذلك التقييم العصبي، والاختبارات التشخيصية التصويرية؛ كالتصوير بـالرنين المغناطيسي والاختبارات النفسية.[٤]


علاج مرض التوحد لدى الأطفال

لم يُكتشف علاج شافٍ من مرض التوحد حتى الآن، ولا توجد طريقة واحدة لعلاج المصابين بحالات التوحد جميعها، ويكمن الهدف من العلاج في زيادة قدرة الطفل على أداء الأعمال اليومية، والتحسين من قدرته على التواصل الاجتماعي، والتقليل من الاضطربات السلوكية، وتشمل طرق العلاج ما يأتي:[٣]

  • العلاجات السلوكية والتواصلية: في العلاج السلوكي التواصلي تُعالج الصعوبات اللغوية والسلوكية المرتبطة بالتوحد من خلال الحدّ من السلوكات المؤذية، وتعليم مهارات جديدة طرق التواصل وكيفية التصرف في المواقف الاجتماعية.
  • العلاج التعليمي غالبًا ما يستجب الأطفال لهذا العلاج، ويتضمن البرنامج فريقًا من الاختصاصيين، ومجموعة من الأنشطة لتحسين المهارات الاجتماعية، ومهارات السلوك، والاتصال.
  • العلاج الأسري: ذلك من خلال تعليم الآباء وأفراد الأسرة طريقة التعامل واللعب مع أطفالهم؛ بهدف تعليمهم مهارات الحياة اليومية.
  • العلاج الدوائي: لا يوجد دواء يستطيع تحسين العلامات الأساسية للتوحد، لكن توجد مجموعة من الأدوية التي تُستخدَم بهدف السيطرة على الأعراض؛ مثل: أدوية فرط الحركة، ومضادات الذهان، ومضادات الاكتئاب.
  • العلاجات الأخرى: اعتمادًا على حالة الطفل فقد يحتاج علاجًا لمشاكل النطق، مما قد يُحسّن من تواصله مع المجتمع، أو علاجًا مهنيًا لتعليمه أنشطة الحياة المختلفة، أو علاجًا طبيعيًا لتحسين التوازن عنده.


المراجع

  1. Smitha Bhandari, MD (8-1-2017), "Understanding Autism -- the Basics"، webmed, Retrieved 11-11-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Kristeen Cherney and Jill Seladi-Schulman, PhD (18-9-2018), "Everything You Need to Know About Autism"، healthline, Retrieved 11-11-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت mayoclinic staff (6-6-2018), "Autism spectrum disorder"، mayoclinic, Retrieved 11-11-2018. Edited.
  4. ^ أ ب stanford children health team، "Autism Spectrum Disorder"، stanfordchildrens.org، Retrieved 6-1-2019. Edited.
8001 مشاهدة
للأعلى للسفل
×