الحروف في القرآن
افتتحت عدد من السور في القرآن الكريم بأحرف تقرأ مقطعة بأسمائها فيقال ألم، لام، ميم، وقد وردت تلك الحروف في تسع وعشرين سورة من سور القرآن الكريم، منها ما افتتح بحرف واحد مثل "ق"، "ن"، ومنها ما افتتح بحرفين مثل طه، يس، ومنها ما افتتح بثلاثة أحرف مثل ألم، ومنها ما كان أكثر من ثلاثة مثل كهيعص، وإنّ هذه الحروف ليست لها معانٍ سواء مسمايتها التي تنطق بها، ولم يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام في معناها حديث، لذلك وقع الاختلاف بين العلماء في معنى هذه الحروف.[١]
معاني الحروف في القرآن
تمحور خلاف العلماء حول معنى حروف القرآن على رأيين هما:[١]
- أنّ هذه الحروف لها معانٍ ذكرها العلماء في كتب التفسير، ومن أقوى هذه الآراء أنّ هذه الحروف دلالة على إعجاز القرآن الكريم الذي تحدّى الله فيه الناس على أن يأتوا بسورة من مثله، على الرغم من أنّ هذه الأحرف تتألف من مادة أو لهجة ليست بغريبة عن الناس، قال تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً).[٢]
- أنّ هذه الحروف من العلم الذي استأثر الله به نفسه العليّة، وبالتالي لا يعلم معنى هذه الحروف سوى الله تعالى، وهذا الرأي هو ما تبناه عامة سلف الأمة،[١] ويرى العلّامة ابن باز رحمه الله أنّ هذه الحروف دلالة على إعجاز القرآن المركب من هذه الحروف، وأنّ هذا القرآن الذي ركب من هذه الحروف وافتتحت بها بعض سوره ليدل ويدعو إلى كلّ خير وينهى عن كلّ شر.[٣]
معنى حروف القرآن عند الصحابة
إنّ موقف الصحابة والتابعين من هذه الحروف أنّها سر من أسرار القرآن الكريم والمتشابه التي لا يعلم معناها إلا الله، إنّما يجب الإيمان بها، وقراءتها كما جاءت، ولقد ذكر القرطبي هذا القول نقلاً عن التابعين، ومنهم سفيان الثوري، وعامر الشعبي، وقد نقل هذا القول أيضاً عن الصحابة مثل عمر بن الخطاب، وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهما.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف، "معنى الأحرف المفردة في القرآن الكريم "، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-6. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 88.
- ↑ "معنى الحروف المقطعة في بداية كل سورة "، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-6. بتصرّف.
- ↑ "أسرار الحروف المقطعة في أوائل السور وأسباب امتناع الصحابة عن سؤال النبي تفسيرها"، إسلام ويب، 2014-11-10، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-6. بتصرّف.