محتويات
غزوة الخندق
وقعت غزوة الخندق في العام الخامس من الهجرة، وكان من أسباب الغزوة أن اليهود في المدينة المنورة اجتمعوا لقتال رسول الله، وخرجوا لقريش في مكة يدعونهم للتحالف معهم ضدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه، ثمّ قدّموا لهم الوعد بأنهم سيكونون معه ويقفون بجانبهم ضدّه.[١]
ولما سمع رسول الله بما يخطّط هؤلاء الأحزاب قام بحفر خندق حول المدينة المنورة بناءً على مشورة الصحابي الجليل سلمان الفارسي، وقد كانت هذه الحادثة أول ما يشهده سلمان الفارسي من غزوات مع رسول الله والمسلمين.[١]
وقد كانت فكرة حفر الخندق حول المدينة من منطلق عدم قدرة المسلمين على مواجهة الكفار الذين بلغ عددهم أكثر من عشرة آلاف، أمّا المسلمين فقد كان عددهم ثلاثة آلاف، ثمّ إن الكفار أقدموا إلى المدينة المنورة من كلّ ناحية، فكان الخندق هو أفضل الحلول في سبيل مواجهة الكفار ومنعهم من دخول المدينة،[٢] وقد كانت فكرة حفر الخندق معروفة عند الفرس، يستخدمونها كمكيدة في حروبهم.[٣]
المعجزات التي ظهرت في غزوة الخندق
ظهرت في غزوة الخندق العديد من المعجزات، منها ما يأتي:[٤]
المعجزة الأولى
- كانت صخرةٌ قد اعترضت الحفر وصعُب على المسلمين إزالتها أثناء حفر الخندق، فشكوا أمرها إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فطلب ماءً ثم تفل فيه، ثمّ صبّه فوق الصخرة حتى انهالت كالتراب.
المعجزة الثانية
- كانت أُبيّة بنت بشير بن سعيد الأنصاريّ قد أرسلتها أمّها ببضع تمرات لأبيها وخالها عبد الله بن رواحة، فلمّا مرّت من عند رسول الله دعاها وطلب منها ما بيدها، فوضعت ما بيدها في يديّ رسول الله فلم تملأ كفّيه، فأُتي بثوب ومدّه ثمّ وضع التمرات عليه، ثمّ أمر بالمسلمين أن يحضروا للأكل منه، فجاء أهل الخندق وأخذ التمر يزيد حتى بدأ يسقط من أطراف الثوب الذي وضعه رسول الله عليه.
المعجزة الثالثة
- ذكر جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه كانت له شاة صغيرة نحيلة الجسد، فأمر زوجته أن تصنع له خبزاً من شعير وتقوم بشواء الشاه، فلمّا حلّ المساء وانتهى المسلمون من أعمالهم في الحفر لهذا اليوم ذهب إلى رسول الله ودعاه لتناول طعام العشاء، وإذا برسول الله يدعو الناس جميعاً، وكان قصد جابر أن يدعو رسول الله وحده كون الشاة لا تكفي، فأتى الناس جميعاً، وأطعمهم رسول الله بيده، فأكل جميع أهل الخندق وكفَتهم الشاة كلّهم وزاد منها.
المعجزة الرابعة
- ذكر سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنّه كان بالقرب من موضع رسول الله أثناء حفر الخندق فشقّ عليه المكان الذي يحفر فيه، فانتبه رسول الله فأخذ المعول منه وضرب الصخرة المرة الأولى حتى لمع الصخر موضع الضرب، وكذلك الثانية والثالثة، فتعجّب سلمان من ذلك وسأل رسول الله عن الأمر، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: أمّا الأولى؛ فإن الله فتح عليّ بها اليمن، وأمّا الثانية؛ فإن الله فتح عليّ بها الشام والمغرب، وأمّا الثالثة؛ فإن الله فتح عليّ بها المشرق.
المراجع
- ^ أ ب مجير الدين العليمي (2011)، التاريخ المعتبر في أنباء من غبر (الطبعة 1)، سوريا :دار النوادر، صفحة 130، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أحمد حطيبة ، تفسير الشيخ أحمد حطيبة، صفحة 3، جزء 257. بتصرّف.
- ↑ تقي الدين المقريزي (1999)، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع (الطبعة 1)، بيروت :دار الكتب العلمية، صفحة 372، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ مجير الدين العليمي (2011)، التاريخ المعتبر في أنباء من غبر (الطبعة 1)، سوريا :دار النوادر، صفحة 130-132، جزء 1. بتصرّف.