إن من خلال اطلاعكم ومعرفتكم بأهم الأطعمة التي تدفئ الجسم قد يساعدكم ذلك في السيطرة على الالتهاب أحيانًا.
يعد الالتهاب رد فعل طبيعي للجسم، حيث يعمل على تحفيز الجهاز المناعي على نقل خلايا الدم البيضاء لمكان الالتهاب لمعالجة الجسم أو الدفاع عنه، وخاصةً عند تعرض الجسم للعدوى، أو لإصابة، أو حتى لبعض المواد السامة.
لكن المشكلة الأساسية تكمن عند الإصابة بالالتهاب المزمن، وذلك لأن تحفيز الجهاز المناعي وتركيز خلايا الدم البيضاء في مكان الإصابة لفترة طويلة قد يلحق الضرر بالجسم ويسبب تلف الخلايا والأعضاء، إلى جانب التقليل من فعالية الجهاز المناعي مع الوقت. فحسب معاهد الصحة الوطنية تعد الأمراض المزمنة، مثل: مرض السكري، وأمراض القلب، ومرض الانسداد الرئوي من أهم مسببات الوفاة في العالم. كما قد تبين أن الالتهاب مرتبط بمعظم الأمراض المزمنة التي تسبب الوفاة لحوالي 70% من وفيات الولايات المتحدة الأمريكية.
أشار الدكتور لورانس تاو مدير مركز UCLA لطب الشرق والغرب في تورانس: أنه قد يكون للتغذية السليمة دور في التخفيف من الالتهاب مما قد يساعد ذلك في علاج الأمراض المزمنة وتحسين الصحة العامة للفرد.
وأضاف قائلًا: "يمكن الوقاية من الإصابة بأغلب هذه الأمراض المزمنة من خلال اتباع نمط حياة صحي؛ حيث إن السيطرة على الإصابة بالالتهاب يساعد بشكل كبير في تقليل معدل الوفيات الناتجة عن الإصابة بالأمراض المزمنة، بل ويساعد الأفراد على العيش وهم يتمتعون بصحة أفضل".
يُعد الإجهاد أو التوتر المساهم أو العامل الأول في الإصابة بالالتهاب، وذلك وفقًا لدكتور تاو،وغالبًا ما قد تُعزى الإصابة بالتوتر إلى العوامل المؤثرة الآتية:
- ضغوطات الحياة اليومية مثل حركة المرور، والفواتير وضغط العمل.
- تناول الأطعمة غير الصحية.
- عدم الحصول على القسط الكافي من النوم.
قد أشار الدكتور تاو أيضًا إلى: أن تكرار تعرض الجسم للضغوطات قد يجعله أكثر عرضةً للإصابة بالإجهاد المزمن والذي يتسبب في إجهاد الجسم بشكل أكبر، ليزيد بذلك من حرارة الجسم والعمل على تدفئته بصورة أعلى من الطبيعي. وأضاف الدكتور تاو:"من أبرز الأمور المستفادة من الطب الصيني هي تصنيفهم للأطعمة بناءً على خصائصها الحرارية؛ وذلك لأن معرفة الأطعمة التي تساعد على تدفئة الجسم، أو تبريده يساعد بشكل كبير في التقليل من الالتهاب والحرارة الزائدة التي يولدها الجسم عند تعرضه للإجهاد!
ما المقصود بالأطعمة المبردة والمدفئة للجسم؟
وفقًا للدكتور تاو فإن الأطعمة تُصنف حسب تأثيرها على الجسم من ناحية تدفئته أو تبريده، وليس وفقًا لدرجة حرارة الطعام.
إن الطب الصيني يعد امتدادًا لطب الأعشاب، لذلك يمكنك أن تجد العديد من الأعشاب التي لها دور في علاج الالتهاب، لكن الذي يجب التنبيه له أن الالتهابات التي قد تصيب الجسم مختلفة، لهذا يوصى عادةً باتباع نظام غذائي مبرد أو مدفئ للجسم بناءً على نوع الالتهاب.
هذا يعني أنه ومن أجل تقليل الحرارة في الجسم يوصى بتجنب الأطعمة المدفئة، والتي تشمل:
- الكحول.
- الكافيين.
- الشوكولاتة.
- اللحم الأحمر.
- المكسرات.
كما يقول الدكتور تاو: "إذا لاحظت من قبل احمرار وجنتي شخص ما أو عينيه بمجرد شرب الكحول، فهذا مؤشر ودليل على ارتفاع حرارة الجسم."
لا يقتصر الأمر على الأطعمة، فمن الممكن لبعض أنواع التوابل أو البهارات أن يكون لا دور في تدفئة الجسم أيضًا، منها:
- القرفة.
- القرنفل.
- الزنجبيل.
- إكليل الجبل.
- الفلفل.
- الكركم.
بالرغم من أن للكركم خصائص مضادة للالتهاب، إلا أنه من الممكن أن يكون سببًا في زيادة حرارة الجسم أحيانًا.
وأضاف الدكتور تاو: "في الطب الصيني، لا بدّ من التمييز ما بين الحرارة الناتجة عن البرودة، والحرارة الناتجة عن الحرارة."
ومن الأمثلة على الحرارة الناتجة عن البرودة زيادة سوء الأعراض الالتهابية عندما يكون الطقس باردًا، حيث إن هذا الأمر شائعًا في حالات خشونة المفاصل، أو التهاب المفاصل الروماتويدي. وقال الدكتور تاو: "هؤلاء المرضى الذين يعانون من هذه الحالات بإمكانهم استخدام الكركم أو الزنجبيل التي تساعدهم على الشعور بالدفء، وبالتالي التخفيف من الأعراض الالتهابية."
كما يقول: "إن أفضل طريقة لمعرفة إن كانت الأعراض الالتهابية ناتجة عن السخونة أو البرودة، هي ملاحظة ما إذا كانت هذه الأعراض الالتهابية تزداد سوءًا خلال فصل الشتاء أو الصيف."
من ناحية أخرى، قد يختار الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في حرارة أجسامهم، نظامًا غذائيًا يتضمن الأطعمة والتوابل المبردة للجسم، والتي تشمل:
- البطيخ.
- التوت.
- الخيار.
- السبانخ.
- الخس.
- الكوسا.
- فول الصويا.
- الشعير.
- الكرفس.
- النعناع.
- الكزبرة.
- البذور، مثل: الكتان، واليقطين، وعباد الشمس.
- شاي الأعشاب مثل: البابونج، والأقحوان، بالإضافة إلى زهرة الآلام (passion flower).
أشار الدكتور تاو: "يجب الأخذ بالاعتبار أنه لا يوجد نظام غذائي يناسب الجميع. هذا يعني أن ما أصفه لك اليوم قد يختلف عما أصفه لك بعد 6 أشهر، وهذا يعتمد بشكل أساسي على تغير الفصول، أو الأعراض الالتهابية المختلفة التي ستعاني منها." لذلك لا بدّ من الحرص على تعديل أو تغيير النظام الغذائي من أجل تحقيق التوازن في الجسم.
إلى جانب هذا قد يكون لبعض الممارسات اليومية دور في التقليل من حرارة الجسم الزائدة، مثل: ترطيب الجسم بالشكل الكافي، والإقلاع عن التدخين، والحصول على القسط الكافي من النوم، وممارسة بعض التمارين الهوائية.
إن التعرق الناتج عن ممارسة بعض التمارين كالمشي قد يساهم في التخلص من الحرارة الزائدة بحسب ما قاله الدكتور تاو.
مصدر المحتوى من: