محتويات
3-4 ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين MDMA
والمعروف بإسم مولي أو اكستاسي، هو أحد مشتقات الأمفيتامين، ويرتبط هيكليًا بالميسكالين الذي يسبب الهلوسة ويؤثّر على المشاعر ويحفز الأنشطة الحركية كما قد يكون سامٌ للأعصاب، يعمل MDMA على تثبيط استراداد السيرتونين في النهايات العصبية،[١] بالإضافة إلى تعزيز إطلاق السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين في الدماغ مما يسبب تأثيراتٍ منبهة، ويستمر مفعوله لمدة ثلاث إلى ست ساعات إذ يؤثر على الحالة المزاجية والنوم والشهية، تم تصنيعه مخبريًا واستخدامه في السبعينيات بشكلٍ قانوني في العلاج النفسي فهو يسبب مشاعر نشوة وزيادة في الطاقة والدفء العاطفي وتشويش الإحساس بالوقت والحواس، عادةً ما تحتوي أقراص MDMA على أدوية أخرى غير مشروعة مما يزيد من الأخطار الصحية لتناول هذه الأقراص والتي قد تصل إلى الموت، كما قد يتداخل MDMA مع قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة ومعدّل ضربات القلب، وتستمر آثاره الجانبية لمدة لا تقل عن أسبوع، في هذا المقال سيتم الحديث عن تاريخ MDMA وآثاره الجانبية والإدمان.[٢]
تاريخ إنتاج MDMA
في عام 1912 تم تطوير MDMA كمركب صيدلاني وتم استخدامه مبدئيًا في تحضير أدوية أخرى وحصل على براءة الاختراع عام 1914، ولكن عندما تم اكتشف خصائص الهلوسة في المركّب تم إيقاف تطويره لعدة عقود، فيما بعد تم اختبار MDMA في سياق عسكري من قِبل جوردون أليس ومن بعده ألكسندر شولجين الذي اخبتره على نفسه وزوجته وأصدقاءه وبدأ بتطوير مركباتٍ أخرى ذات خصائص وتأثيرات ومخاطر مختلفة، بما في ذلك PMMA -بولي ميثيل ميثاكريليت أو الأكريليك- وغيرها والتي تم تداولها بين الناس كحبوب نشوة، وبعد سنواتٍ عديدة -الستينات والسبعينات- أصبح MDMA شائعًا كأحد الأدوية الترويحيّة، وفي الثمانينيات أصبح العقار الاختفالي المألوف في الملاهي الليلية والمتداول بين طلاب الجامعات المترفين، وبسبب الآثار والمخاطر الصحية المرتبطة بعقار النشوة تم تسجيله كدواء غير قانوني في بريطانيا عام 1977 وفي أمريكا عام 1985، ووفقًا لقانون المواد الخاضعة للرقابة صنفته إدارة مكافحة المخدرات كأحد أدوية الجدول رقم 1[٣] -يتضمن هذا الجدول العقاقير أو المواد الكيميائية التي ليس لها استخدام طبي مقبول وإنما تمتلك فرصة عالية لسوء الاستخدام ومنها الهيروين والماريجوانا والاكستاسي[٤]-، وفي محاولة للتحايل على القانون تم تصنيع العديد من الأدوية التي كان MDMA أساس تصميمها الحركي وتم حظر هذا الإنتاج بعد بضع سنوات، ولكن عادت هذه المشكلة في الظهور حوالي عام 2000 بسبب انتشار الصناعة البيتية لميثامفيتامين البلوريّ.[٣]
آثار استخدام MDMA
بالإضافة إلى الآثار الجانبية والمخاطر الصحية التي يسببها 3-4 ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين فهو يسبب آثارًا إيجابية يشعر بها الشخص خلال 15 دقيقة من تناول العقار تشمل آثارًا تحفيزية على الذهن ويرفع الشعور بالرفاهية والسعادة كما يرفع قدرة الشخص على منح الدفء العاطفي والتقمص الوجداني ويخفّض الشعور بالقلق ويزيد الطاقة ويعزز الإدراك الحسّي [٥] وفي ما يأتي توضيح الآثاروالمخاطر الصحية التي يسببها MDMA على الجسم:
الآثار الجانبية على الاستخدام قصير الأمد
ييسبب عقار 3-4 ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين آثارًا جانبية عدة يظهر بعضها على الاستخدام قصير المدى تتضمن الرغبة الشديدة في تناول المخدرات ومشاكل في النوم والقلق وغيرها، تشمل ما يأتي:[٦]
- انخفاض القدرة على إعطاء الأحكام.
- إحساس كاذب بالتودّد.
- الالتباس.
- الاكتئاب.
- جنون العظمة.
- شدّ عضلي.
- الإغماء والقشعريرة.
- التورّم.
- عدم وضوح الرؤية.
- تقشير الأسنان لا إراديًا.
- الغثيان.
الآثار الجانبية على الاستخدام طويل الأمد
يسبب استخدام 3-4 ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين على المدى الطويل آثارًا جانبية ومخاطر صحية أكثر خطورة وأشدّ تأثيرًا بالضرورة، بداية من التسبب بتلف بعض أجزاء الدماغ التي تنظم وظائف أساسية مثل التعلّم والعاطفة والنوم وتنتهي بخطر الموت، وفيما بينها ما يأتي من الآثار:[٦]
- تلف الدماغ مما يؤثر على الفكر والذاكرة.
- انحلال فروع الأعصاب والنهايات العصبية.
- الاكتئاب والقلق.
- فقدان الذاكرة.
- الفشل الكلوي.
- النزيف.
- الأعراضال ذهانية.
- التأثير بشكل سلبي على القلب والأوعية الدموية.
- حدوث التشنجات.
آثار MDMA الأخرى
يحدّ MDMA من قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة ونظرًا للميل إلى استخدامه أثناء النشاط عالي الطاقة يصبح الشخص معرّضًا لخطر الإصابة بفرط الحرارة، ولحسن الحظ هذه الحالة نادرة الحدوث لكنها يجب أن تعالج على الفور لاجتناب خطر انهيار العضلات الذي يؤدي إلى الفشل الكلوي واضطراب القلب، كما أن الاستخدام المنتظم لعقار MDMA يؤثر على كفاءة عمل القلب ويضعف القدرات العقلية. [٥]
طرق استخدام MDMA
يمكن استخدام عدة طرق لإدخال العقار إلى جسم الإنسان، ويعدّ ابتلاع حبة MDMA عن طريق الفم هو الاستخدام الأنسب، ويسري مفعولها بشكلٍ ملحوظ في خلال 30-45 دقيقة، في بعض الحالات قد يستغرق الأمر 60 دقيقة أو أكثر ليسري المفعول وخاصةً عند الاستخدام الأول وذلك يرجع إلى القلق، الطرق الأخرى لاستخدام MDMA فيما يأتي: [٧]
- الاستخدام الفموي: بالإضافة إلى ابتلاع الحبة يمكن استخدام أساليب أخرى لتناول العقار فمويًا، فمثلًا يقوم البعض بسحق الحبة ولفّها في قطعة من المناديل وابتلاعها، إذ أن الحبة المسحوقة تذوب بسرعة أكبر من الحبة الكاملة أي أنها تعطي مفعولًا أسرع وأقوى، كما يمكن حلّ مسحوق لعقار في السائل ثم شربه، وللتخلص من طعم MDMA المُر يوضع في عصير برتقال أو مياه الصودا، البعض الآخر يقوم بمضغ الحبة أو الحفاظ عليها تحت اللسان.
- الشَّم: تتمتع هذه الطريقة ببعض الشعبية رغم تأثيرها الحارق على الجيوب الأنفية لكون MDMA في الواقع عبارة عن ملح، بالإضافة لكونها تسبب سيلان الأنف والطعم السيء في الجزء الخلفي من الحلق، وتستخدم لتسريع ظهور فعالية العقار.
- الحقن: التقارير حول استخدام الحقن نادرة جدًا، وصف البعض قوة تأثير العقار بالحقن على أنه قاسيًا وسريعًا وغامرًا، ولكنه ينطوي على خطر انتقال العدوى بالإضافة إلى أن حقن الحبوب المسحوقة قد يسبب انسداد الأوعية الدموية الصغيرة بسبب أغلفة الحبوب غير القابلة للذوبان مما يؤدي إلى موت الأنسجة الموضعية، كما قد تسبب غرغرينا في اليد أو الموت.
- الاستخدام الشرجي: لصق حبة أو تحميلة MDMA في النهاية الخلفي -الشرج- أحد خيارات الاستخدام التي تعطي فعالية وتمنع اضطراب المعدة ولكن هذا الاستخدام ليس شائعًا منزليًا.
- إعطاء الدواء الجلد: طريقة نادرة جدا إذ أفاد مستخدم واحد عن استخدام مذيب مذيب غير عادي لتوصيل MDMA عبر الجلد، بدون تفاصيل أخرى.
- التدخين: الشكل القاعدي الحرّ ملائِمًا للتدخين.
مخاطر استخدام MDMA
يتعرّض مستخدموا MDMA لمواجهة بعض المخاطر الصحية المماثلة لتلك التي يسببها الأمفيتامين والكوكايين، بما في ذلك الإدمان، بالإضافة لخطر تلف الخلايا العصبية المسؤولة عن السيرتونين في الدماغ والذي يلعب دورًا هامًا في تنظيم المزاج والذاكرة والنوم والشهية، وإن الاستخدام المعتدل للدواء على مدار أسبوع يسبب آثارًا انسحابية نفسية وجسدية تشمل ما يأتي: [٨]
- حدة الطبع.
- العدوانية والاندفاع.
- الاكتئاب والقلق.
- شد عضلي.
- فقدان الانتباه.
- مشاكل في النوم والذاكرة.
- الغثيان وانخفاض الشهيّة.
- فقدان الاهتمام بالجنس.
- طفح جلدي، وتشير الأدلة إلى أن الأشخاص الذين يصابون بالطفح الجلدي معرضون لخطر تلف الكبد.
مدى استخدام MDMA
يقوم المعهد الوطني لتعاطي المخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية بالنظر بشكلٍ منتظم في اتجاهات الاستخدام غير المشروع للمخدرات لدى الأطفال في سن المدرسة المتوسطة والثانوية والمراهقين والبالغين، في عام 2017 قامت دراسة لمعرفة اتجاهات انتشار MDMA بين طلاب الصف الثامن والصف العاشر والصف الثاني عشر، وكانت النتائج على النحو الآتي:[٨]
- أقل من 1% من طلبة الصف الثامن استخدموا عقار اكستاسي في العام السابق.
- 1.7% من الصف العاشر جربوا العقار خلال العام السابق .
- 2.6% من طلبة الثاني عشر جربوه خلال العام السابق.
- 3.5% من البالغين -18 إلى 25 عامًا- استخدموا العقار.
علاج إدمان MDMA
يفيد المعهد الوطني لتعاطي المخدرات إلى عدم وجود أبحاثٍ طبية تحسم الأمر المتعلق فيما إذا كان MDMA يسبب الأدمان أم لا، وذلك لكون MDMA يؤثر على العديد من مواقع النواقل العصبية وهي نفسها التي تؤثر عليها المواد الإدمانية الأخرى، وجدت أحد الدراسات أن الحيوانات تقوم بأخذ الجرعة الدوائية بذاتها -الإدارة الذاتية للدواء- ولكن هذا يحدث بشكلٍ أقل وضوحًا مما هي عليه مع المواد الإدمانية الأخرى مثل الكوكايين، مع ذلك فيجب على الشخص الذي يشعر بوجود مشكلة ما بسبب استخدام العقار أن يطلب الرعاية الطبية للمساعدة في التوقف عن تناول MDMA وتجنّب استبداله بأدوية أخرى، يقع الاختيار الأول في علاج إدمان MDMA على العلاجات السلوكية التي من شأنها أن تساعد الأشخاص في تغيير أنماط التفكير الأساسية التي تساهم في تعاطي المخدرات،كما يمكن اللجوء للعلاج السلوكي المعرفي والاستشارات الفردية ومجموعات الدعم في العيادات الخارجية ومراكز الإقامة العلاجية.[٥]
المراجع
- ↑ "3,4-Methylenedioxymethamphetamine", pubchem.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-05-28. Edited.
- ↑ "MDMA: What you need to know about Molly", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-05-28. Edited.
- ^ أ ب "What Is Ecstasy?", www.verywellmind.com, Retrieved 2020-05-29. Edited.
- ↑ "Drug Scheduling", www.dea.gov, Retrieved 2020-05-29. Edited.
- ^ أ ب ت "What to Know About Ecstasy Use", www.verywellmind.com, Retrieved 2020-05-29. Edited.
- ^ أ ب " THE TRUTH ABOUT ECSTASY", www.drugfreeworld.org, Retrieved 2020-05-29. Edited.
- ↑ "The Art of Rolling", thedea.org, Retrieved 2020-05-29. Edited.
- ^ أ ب "MDMA", www.drugs.com, Retrieved 2020-05-29. Edited.