محتويات
خصائص شعر أبي نواس
كيف ربط أبو نواس بين الوقوف على الأطلال والخمر؟
- التصوير: استطاع أبو نواس أن يُصور الجانب الإنساني في زمنه أصدق تصوير وأدقه، كما استطاع أن ينقل تجاربه عبر أبياته الشعريّة إضافة إلى مجموعة من مشاعره وآرائه، ومنها قوله:[١]
العَبدُ عَبدُكَ حَقًّا وَاِبنُ عَبدَيكَ
- فَكَيفَ يَعصيكَ عَبدٌ طَوعُ كَفَّيكَ
إِن قالَ لَبَّيكَ لَم تَقنَع بِواحِدَةٍ
- حَتّى يُضيفَ إِلى لَبَّيكَ سَعدَيكَ
- الابتداء والاستهلال: كان يبدأ قصيدته بمطلع من الشعر كأن يقف على الأطلال مثلًا، ولكنه تميز بمقدماته ومطالعه أنها كانت في أغلبها مقدمات خمرية وغزلية، ومنها:[٢]
دَع لِباكيها الدِيارا
- وَاِنفِ بِالخَمرِ الخُمارا
وَاِشرَبَنها مِن كُمَيتٍ
- تَدَعُ اللَيلَ نَهارا
- الشاعرية: تميّز بدقته وإبداعه في كتابة النص الشعري، إذ إنّه كان يسترسل بصناعة الشعر بكل دقة، وذلك يدل على شاعريته العميقة، وقدرته بأن يتناغم مع أشعاره فيجعل من حوله يتفاعل معها، ومنها:[٣]
أَدِرها عَلَينا مَزَّةً بابِليَّةً
- تَخَيَّرَها الجاني عَلى عَهدِ قَيصَرا
عِقارٌ أَبوها الماءُ وَالكَرمُ أُمَّها
- وَفي كَأسِها تَحكي المُلاءُ المُزَعفَرا
- الألفاظ والمعاني: تميزت الألفاظ والمعاني بأنّها كانت تتراوح بين ما هو سهل وسلس يوحي بالمعنى مباشرة، وبين الألفاظ الغريبة والخشنة التي تستعصي على الفهم، كما غلبت على معانية التشبيه والإحياء والتصوير، ومنها قوله:[٤]
يا راكِبًا أَقبَلَ مِن ثَهمَدٍ
- كَيفَ تَرَكتَ الإِبلَ وَالشاءَ
وَكَيفَ خَلَّفتَ لَدى قَعنَبٍ
- حَيثُ تَرى التَنَّوُمَ وَالآءَ
- الألفاظ غير العربية والمعربة: تحمل أشعاره بعض الألفاظ غير العربية والفارسية، وذلك يعود إلى امتزاجه بالحضارات والثقافات والعجم، كقوله:[٥]
قد أَغتَدي قَبلَ الصَباحِ الأَبلَجِ
- وَقَبلَ نَقناقِ الدَجاجِ الدُجُجِ
بِسَهرِدازِ اللَونِ أَو إِسبَهرَجِ
- يوفي عَلى الكَفِّ اِنتِصابَ الزُمُّجِ
- الموسيقى الشعرية: تميّز شعره بالجزالة والفصاحة، تلك الفصاحة التي أكسبت شعره خاصية موسيقية صاخبة وقوية وشديدة، من خلال إيراد المعاني القوية والعميقة المُعبرة، كقوله:[٦]
وَجُمِّشَت بِخَفِيِّ اللَحظِ فَاِنجَمَشَت
- وَجَرَّتِ الوَعدَ بَينَ الصِدقِ وَالكَذِبِ
تَمَّت فَلَم يَرَ إِنسانٌ لَها شَبَهًا
- فيمَن بَرى اللَهُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ
الأغراض الشعرية في شعر أبي نواس
كيف استطاع أبو نواس أن يُغير في خصائص عمود الشعر العربي؟
- الخمريات: اشتهر أبو نواس بأنّه شاعر الخمر الأول، وذلك لكثرة ما ابتدأ في قصائده بذكر الخمر ووصفها، وكأنه يدعو إلى التخلي والتوقف عن التقليد في الوحدة الموضوعية الطللية للعمود الشعري، في الوقوف على الأطلال والبكاء عليها، ويدعوهم إلى الإنصراف لشرب الخمر ووصفها في الأطلال، ومن أشعاره في ذلك قوله:[٧]
لا تَبكِ لَيلى وَلا تَطرَب إِلى هِندِ
- وَاِشرَب عَلى الوَردِ مِن حَمراءَ كَالوَردِ
كَأسًا إِذا اِنحَدَرَت في حَلقِ شارِبِها
- أَجدَتهُ حُمرَتَها في العَينِ وَالخَدِّ
- الغزل: تغنّى بجمال المرأة وحسنها، كما أظهر الشوق لها من خلال أبياته الشعرية، والوقوف على أطلالها بغرض الغزل العذري، ومنها قوله:[٨]
إِنَّ اِسمَ حُسنٍ لِوَجهِها صِفَةٌ
- وَلا أَرى ذا في غَيرِها اِجتَمَعا
فَهيَ إِذا سُمِّيَت فَقَد وُصِفَت
- فَيَجمَعُ اللَفظُ مَعنَيَينِ مَعا
- الحكمة: أخذ أبو نواس الحكمة من مذهب حكماء الهند، فاكتسبت أشعاره لون البلاغة الصادرة عن صاحب فكر وعقل، ومن أشعاره:[٨]
قل لزُهَير إذا حدَا رشَدًا
- أقللْ أوَ أكثِرْ فأنت مِهْذارُ
سخُنْتَ من شدَّة البرودة حـ
- تَّى صرتَ عندي كأنَّك النارُ
- المديح: حوت قصائد أبي نواس على المدح، فكانت بعض أشعاره تقوم على الثناء، وذكر محاسن الشخص الممدوح والتغني بها، إذ إنّه كان يرفع من شأن ممدوحيه في أشعاره، ومنها قوله:[٩]
إذا نحنُ أثْنينا علَيكَ بصالحٍ
- فأنْتَ كما نُثني وفوْقَ الذي نُثْني
وإنْ جرَتِ الألفاظُ منّا بمِدْحَة
- لغيرِكَ إنْسانًا فأنتَ الذي نَعني
- الهجاء: استطاع أن يعبر عن سخطه واشمئزازه من بعض الأشخاص، وذلك من خلال هجائهم في أشعاره وذمهم، وذكر عيوب صفات وخلقهم، [٩] ومن أشعاره في الهجاء:[١٠]
وَما أبقَيتَ مِن عَيلان إلّا
- كَما أبْقَت مِن البظر المَواسي
وَما حَامَت عن الأحْسابِ إلا
- لِترفع ذِكرها بأبي نواس
- الزهد: عرض في بعض أشعاره جانبًا من زهده في الحياة، وترك ملذات الدنيا الزائلة، وظهر ذلك في بعض أبياته ومنها:[٩]
وما النَّاس إلا هَالِك وابن هاَلِك
- وذُو نَسب فِي الهَالكينَ عَريقُ
إذا امتحَنَ الدُّنيا لَبيب تكشَّفت
- لَهُ عَن عَدوٌّ فِي ثِياب صَديقُ
لقراءة المزيد حول شعر أبي نواس، ننصحك بقراءة هذا المقال:مظاهر التجديد في شعر أبي نواس.
الصورة الشعرية في شعر أبي نواس
كيف عكست أشعار أبي نواس اضطرابه النفسي؟
يُعدّ أبو نواس من أعلام العربية في الشعر، إذ تعرّض في بداية مسيرته إلى التشويه والوضع في قصائده، ولكن ذلك جعل منه شخصية أسطورية طغت على قصائده بطابع من الإبداع والتصوير الفني الدقيق[١١]، فكان شاعرًا مطبوعًا، له موهبته الشعرية التي تميزه عن غيره بأسلوبه الأدبي والشعري، وبقدرته الفذة على ابتداع الصور والتشبيهات من رحم الخيال، وبذلك فقد كان شعره مثالًا يُحتذى به، إ كان يستمد صوره الشعريّة من سعة الشعور داخله، فكان يضع كل كلمة في مكانها الصحيح في البيت الشعري، وكل لفظة هي لفظة مستوفاة؛ أي أنّها عبّرت عن المعنى المُراد بأكمله، وذلك يدل على قوة خيال الشاعر من الناحية التصويرية التي تُكسب شعره القيمة الفنية.[١٢]
عُني أبو نواس في شعره بإبراز الصور الفنية اللامعة والمشرقة، فقد كان يصف الخمر وكأنه الشيء المضيء والمتوهج، ويصف الممدوح بأنه كالنور والبدر بالإشراق، ويعود ذلك إلى حياة الترف واللهو آنذاك، وربما أفرط بهذا اللون من الصور الشعرية، ولكنه عُد فيما بعد مذهبًا فنيًا خاصًا اتخذه الشاعر من أجل إيراد الصوة الأدبية التي يسعى لها، كما استطاع أبو نواس أن يأتي بالصور الشعرية التي تضم الاستعارة والتجسيم والتشخيص، فابتكر الصور وابتدع بالأوصاف والتشبيهات التي تُعبّر عن معانيه، وتنقل المشاهد بصورة تعبيرية أدق عن المعنى المراد، فأورد التشبيهات القوية التي تعبر عن مشاعره وأفكاره، وبعض التوظيف لخياله.[١٣]
اكتسبت بعض الصور الشعرية عند أبي نواس لونًا من الاضطراب والحركة، وربما يعود ذلك إلى الاضطراب النفسي الذي صاحبه وعانى منه برفقة الخمر، واستطاع أن يُعبّر في هذه الصور المضطربة عن أشواقه الدفينة، وعن محاولته باكتساب السكينة والهدوء، ولكن هذا الاضطراب لا ينكر قوة صوره الشعرية، والتي تدل على فحولته ومقدرته البيانية في الوصف، وفي إبراز الإيحاءات الفنية الجديدة وغير المسبوقة من غيره من الشعراء، فقد كان خياله قويًا ملائمًا لمظاهر الحياة التي عاشها في أعتاب الملوك والأمراء، وهي حياة مليئة بالترف واللهو.[١٤]
أشعار أبي نواس في الخمر
من أشعار أبي نواس أشعاره في الخمر، فأبو نواس شاعر الخمر، فقد خبرها عندما شربها وعرف حسناتها وسيّئاتها، فقال فيها أشعارًا لم يقل أحدٌ مثلها، ويعدّ شعر الخمرة أحسن شعره، لم يُجد في فنّ إجادته فيها، فقد سبق إلى معان في الخمر لم يأت بها أحدٌ قبله؛ فوصفها عن معرفة صحيحة، وجعل أبو نواس من الخمريّات موضوعات تامّة ذات تفاصيل:[١٥]
- وممّا قاله في الخمر:
يا شقيقَ النّفْسِ من حَكَمِ
- نمْتَ عَن لَيلي، ولمْ أنَمِ
فاسقني البكرَ التي اختمَرَتْ
- بخمارِ الشّيبِ في الرّحمِ
عُتّقَتْ حَتّى لَوِ اتّصَلَتْ
- بلسانِ ناطِقٍ، وَفَمِ
- ومن مغامراته الخمريّة يقول:
وفتيانِ صِدْقٍ قد صَرَفْتُ مَطيّهُمْ
- إلى بيْتِ خمّـارِ نَزَلْنا بهِ ظُـهْـرَا
فلمّا حكَى الزُّنَّارُ: أنْ ليس مسلماً،
- ظَنَنّـا به خيْراً؛ فظـنّ بنا شَرّا
فقلنا: على دينِ المسيحِ بن مرْيمٍ؟
- فأعْرَضَ مُزْوَرّاً، وقال لنا هُجرَا
ولكنّ يهـوديّ ، يحبّك ظـاهـراً،
- ويُضْمِرُ في المكْنونِ منه لكَ الخترَا
- ومن روائع أشعار أبي نواس وداوني بالتي كانت هي الدّاء:
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ
- ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها
- لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
َقامْت بِإبْريقِها ، والليلُ مُعْتَكِرٌ
- فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة ً
- كأنَّما أخذَها بالعينِ إغفاءُ
- ومن مجاهراته واستهتاره:
أَلا فَاسقِني خَمراً وَقُل لي هِيَ الخَمرُ
- وَلا تَسقِني سِرّاً إِذا أَمكَنَ الجَهرُ
فَما العَيشُ إِلّا سَكرَةٌ بَعدَ سَكرَةٍ
- فَإِن طالَ هَذا عِندَهُ قَصُرَ الدَهرُ
وَما الغَبنُ إِلّا أَن تَرانِيَ صاحِياً
- وَما الغُنمُ إِلّا أَن يُتَعتِعُني السُكرُ
أشعار أبي نواس في الغزل
- غزل أبي نواس وهو حدث: لأبي نواس أخبار وأشعار رائقة في الغزل والخمور وحظوة في أيّام الرّشيد والأمين ومن غزله وهو حَدَثٌ:[١٦]
حامِلُ الهوى تَعِبُ
- يَسْتَخِفّهُ الطّرَبُ
تضحكينَ لاهيةً
- والمحبّ ينتحِبُ
- المجون: وبسبب مجون أبي نواس، لم يكن قريبًا من نفسِ المرأة، فقد كانت تزدري فيه شذوذه وغلاميّاته، وكانت أوّل امرأة قد تعلّق قلبه بها تعلّقًا شديدًا في البصرة "جنان" جارية الثّقفيين، ولكنّها لم تبادله الحبّ بالحبّ، فكان يرسلُ إليها بغزليّاته العفيفة، وترسل إليه بشتمها وسبّها، وممّا أرسله إليها ويعدّ من أشعار أبي نواس العفيفة:[١٧]
أتاني عنك سبّك لي فسبّي
- أليسَ حريٌّ بفيك اسمي فحسبي
وقولي ما بدا لكِ أنْ تقولي
- فمــا ذا كلّــه إلّا لحبّـي
- الغزل الصريح: وإذا كان أبو نواس قال شعرًا عفيفًا، أيضًا كان غالبيّة شعره صريحًا وماجنًا بسبب معاقرته الخمر ولهوه وعبثه، ومن شعره في وصف جارية:[١٨]
نضَتْ عنها القميصَ لصَبّ ماءٍ
- فورّدَ وجهَها فرطُ الحياءِ
فلمّا أن قضَتْ وطراً وهمّتْ
- على عَجلٍ إلى أخذِ الرّداءِ
رأت شخصَ الرّقيبِ على التّداني
- فأسبلتِ الظّلامَ على الضّياءِ
فغابَ الصّبحُ منها تحتَ ليلٍ
- وظلّ الماءُ يقطرُ فوقَ ماءِ
- الغزل بالغلمان: ولعلّ ردّة فعل أبي نواس بسبب عدم تجاوب أوّل محبوبة، قد تعلّق قلبه بها، وهي "جنان" جعلته يميل إلى الجنس الآخر ليتّغزل به، وخصوصًا عند تناوله لكؤوس الخمرة، ومفارقته لواقعه الذي يعيشه، فيرى في الغلمان أجمل من ملكات الجمال وأقرب إلى نفسه منهنّ، ومن غزليّاته في غزال مذكّر:[١٩]
قُل لِذي الطَرفِ الخَلوبِ
- وَلِذي الوَجهِ الغَضوبِ
وَلِمَن يَثني إِلَيهِ الـ
- ـحُسنُ أَعناقَ القُلوبِ
قَد رَضينا بِسَلامٍ
- أَو كَلامٍ مِن قَريبِ
قِف إِذا جِئتَ إِلَينا
- ثُمَّ سَلِّم يا حَبيبي
نوادر أبي نواس
بالاضافة إلى أشعار أبي نواس، لديه نوادر كثيرة غالبيّتها مرصّعة بأشعاره، خاصّة مع الخلفاء الذين كان يسامرهم وينادمهم، ومن نوادره: خروجه يومًا مع الخليفة هارون الرّشيد، وكان الخليفة قد تنكّر، فصادفا رجلًا كان السّكر قد أفقده اتّزانه، وهو يترنّح في مشيته، فوقف الخليفة ينظر إليه، وأبو نواس ينظر إلى الرّجل ويضحك ضحكًا شديدًا، فأخذ الخليفة يضحك على الاثنين، ثمّ قال الخليفة لأبي نواس: أتضحك عليه، وأنت على هذه الهيئة في كلّ يوم، فأجابه أبو نواس: والله يا أمير المؤمنين هذه أوّل مرّة أرى سكرانًا، فتعجّب الخليفة، ثمّ قال له: وكيف ذلك: فقال له أبو نواس: لأنّني يا أمير المؤمنين أسكر قبل النّاس، ولا أصحو إلّا بعدهم، ولذلك لا أعرف حالة السّكارى، ثمّ أنشده:[٢٠]وَلَمّا شَرِبناها وَدَبَّ دَبيبُها
- وَأَطمَعَني السّاقي بِوَعدٍ بِهِ يَفي
خافَةَ أَن يَسطو عَلَيَّ شُعاعُها
- وَيَبعَثُني أُنسي لِبَعضِ التَطَرُّفِ
وَاِذكُر شَيئاً مِن تباريحِ لَوعَتي
- فَتَظهَرُ نَدماني عَلى سِرّي الخَفي
آراء الرواة في شعر أبي نواس
ما الفرق بين آراء النقاد القدامى والمحدثين حول أبي نواس؟
اهتم النقاد بدراسة حياة أبي نواس وشعره، لكن النقاد القدامى اهتموا بجمع أخباره الدالة على عِلمه وثقافته ومجونه وتهتكه، أما المعاصرون فقد اكتفوا بالروايات والقصص المتناقضة حول أصله، ومن ثم أوردوا بعض الأراء في أشعاره وقصائده[٢١]، كما أجمع الكثير من النقاد العرب على أنّه أشعر الشعراء المحدثين، فهذا الرأي من الرواة هو الأعم[٢٢]، ومن الآراء الأخرى ما يأتي:
- قال عبدالله بن المعتز: إنّ فضل أبي نواس على جميع الشعراء بما كان يأتي به من بديع.[٢٣]
- قال الجاحظ: لا أعرف بعد بشار بن برد مولدًا أشعر من أبي نواس.[٢٣]
- قال أبو عمرو الشيباني: لولا مما أخذ فيه أبو نواس من الإرفاث، لاحتججنا بشعره، لأنه كان يحكم القول ولا يخلطه.[٢٣]
- قال طه حسين: أفتظن أن شاعرًا كأبي نواس يبلغ ما بلغ من الشهرة حتى يفتن به الناس في بغداد، وغيرها من مدن العراق، بل في الشام ومصر، فيحفظون شعره ويتناشدونه، ثم يضيفون إليه كل ما أعجبهم من شعر فيه هزل ومجون وليس له قائل معروف، أفتظن أن الناس يتخذون أبا نواس مثالًا للذة ونعيم الحياة، إذا لم يكن أبو نواس لسانهم الصادق ومرآتهم الصافية؟[٢٤]
- قال الغزالي عن خمريات أبي نواس: وإذا كان أبو نواس قد وصل في حبه للخمر إلى هذا الحد لا نسميه عشقًا فحسب، بل نسميه عبادة وتقديسًا، فالذي نعتقده أن وراء هذا الشعر روحًا قلقة معذبة تبحث عن سعادتها في فرح الحياة، وتبعتد جهد طاقتها عن الألم، وتستقبل الدنيا بالضحك والسرور، بعد أن استقبلتها بالتجهم والعبوس.[٢٥]
- قال عبد الحليم عباس عن علاقة أبي نواس بوالبة: إنّ اللّقيا وإن كانت في سن الصبا، فقد أثرت في شعر أبي نواس تأثيرًا كبيرًا ولا سيما فيما يتعلق من شعر أحدثه في اللهو والمجون.[٢٦]
- قال طه حسين: إنّ عصر أبي نواس هو عصر شك وريبة ونفاق ورياء، بيد أن شعره يحمل تمثيلًا صادقًا لمضامين هذا العصر، فقد جاءت الألفاظ سهلة بسيطة، متلائمة مع لغة الحضرالبعيدة عن حوشي الكلام وغريبه.[٢٦]
لقراءة المزيد حول الشّاعر، ننصحك بقراءة هذا المقال: معلومات عن الشاعر أبو نواس.
المراجع
- ↑ عمر بن الخطاب ادم، صورة المجتمع في العصر العباسي الأول من خلال شعر أبي نواس، صفحة 238-239. بتصرّف.
- ↑ عمر بن الخطاب ادم، صورة المجتمع في العصر العباسي الأول من خلال شعر أبي نواس، صفحة 241-242. بتصرّف.
- ↑ عمر بن الخطاب ادم، صورة المجتمع في العصر العباسي الألو من خلال شعر أبي نواس، صفحة 247. بتصرّف.
- ↑ عمر بن الخطاب ادم، صورة المجتمع في العصر العباسي الأول من خلال شعر أبي نواس، صفحة 265-266. بتصرّف.
- ↑ عمر بن الخطاب ادم، صورة المجتمع في العصر العباسي الأول من خلال شعر أبي نواس، صفحة 268. بتصرّف.
- ↑ عمر بن الخطاب ادم، صورة المجتمع في العصر العباسي الأول من خلال شعر أبي نواس، صفحة 274. بتصرّف.
- ↑ عمر بن الخطاب ادم، صورة المجتمع في العصر العباسي الأول من خلال شعر أبي نواس، صفحة 242. بتصرّف.
- ^ أ ب عيسى عبد الشافي إبراهيم المصري، أبو نواس في أنظار الدارسين العرب المحدثين، صفحة 15. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عيسى عبد الشافي إبراهيم المصري، أبو نواس في أنظار الدارسين العرب المحدثين، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ "ألم تربع على الطلل الطماس"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 08/02/2021م. بتصرّف.
- ↑ بهجت عبد الغفور الحديثي، ديوان أبي نواس برواية الصولي، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ عمر بن الخطاب ادم، صورة المجتمع في العصر العباسي الأول من خلال شعر أبي نواس، صفحة 278-279. بتصرّف.
- ↑ عمر بن الخطاب ادم ، صورة المجتمع في العصر العباسي الأول من خلال شعر أبي نواس، صفحة 285-289. بتصرّف.
- ↑ عمر بن الخطاب ادم، صورة المجتمع في العصر العباسي الأول من خلال شعر أبي نواس، صفحة 292-300. بتصرّف.
- ↑ د: عمر فرّوخ (1401هـ-1981م)، تااريخ الأدب العربي (الطبعة الرّابعة)، بيروت-لبنان: دار العلم للملايين، صفحة 160-164، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ "أبو نواس"، www.al-hakawati.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "أبو نواس"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019م. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي (1405هـ-1985م )، سير أعلام النبلاء (الطبعة الثالثة)، بيروت-لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 295، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ الدكتور عزّ الدّين إسماعيل (1994)، في الشّعر العبّاسيّ الرؤية والفنّ، القاهرة: المكتبة الأكاديميّة، صفحة 376-377. بتصرّف.
- ↑ سالم شمس الدين (1431هـ-2010م)، أبو نواس في نوادره وبعض قصائده (الطبعة الأولى)، صيدا-بيروت: المكتبة العصريّة، صفحة 40. بتصرّف.
- ↑ يوسف هادي بور نهزمى، نقد آراء النقاد المعاصرين في أبي نواس وخمرياته، صفحة 10-11. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن صدقي، أبو نواس قصة حياته وشعره، صفحة 13. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سالم شمس الدين، أبو نواس في نوادره وبعض قصائده، صفحة 10-16. بتصرّف.
- ↑ عيسى عبد الشافي إبراهيم المصري، أبو نواس في أنظار الدارسين العرب المحدثين، صفحة 31-32. بتصرّف.
- ↑ يوسف هادي بور نهزمى، نقد آراء لنقاد المعاصرين في أبي نواس وخمرياته، صفحة 18. بتصرّف.
- ^ أ ب عيسى عبد الشافي إبراهيم المصري، أبو نواس في أنظار الدارسين العرب والمحدثين، صفحة 30-36. بتصرّف.