علم الحديث
هو العلم الذي من خلاله يُتوصل إلى معرفة الأحاديث المقبولة من الأحاديث المردودة من خلال دراسة سند الحديث ومتنه لحفظ الأحاديث النبويَّة من اختلاطها بالموضوعات[١]، وينقسم علم الحديث إلى قسمين هما: علم الحديث روايةً وعلم الحديث درايةً[٢]، ويعدُّ طلب علم الحديث واجبًا؛ لما في ذلك من حفظ المصدر الثاني من مصادر التشريع وهو السنة النبويَّة[٣]، وقد اهتمَّ العلماء بهذا العلم اهتمامًا بالغًا وبذلوا جهدهم فيه[٤]، فبرز عددًا من العلماء الذين اهتمُّوا بهذا العلم والذي تميَّز بعضهم على بعض[٥]، وسيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن أهم علماء الحديث وفضل تعلُّم الحديث.
أهم علماء الحديث
كان العرب يعتمدون فيما سبق على ذاكرتهم في الحفظ؛ لذلك تأخر تدوين الحديث الشريف حيث كان الصحابة -رضوان الله عليهم جميعًا- يحفظون الحديث فورَ سماعه، فلم يبدأ التدوين إلا في آخر عهد التابعين فصنَّف بعض الأئمة الأحاديث وجمعوها، إلى أن جاء الإمامين البخاري ومسلم فخرجا بأعظم كتابين عرفه المسلمون فتمَّ تلقِّيَهما بالقبول؛ وذلك لدقتهما وصحتهما[٦]، لذلك سيتم تخصيص الحديث في هذه الفقرة عن أهم علماء الحديث.
البخاري
هو محمد بن إسماعيل وُلد سنة مائة وأربعة وتسعون في بخارى، كان ضريرًا إلى أن منَّ الله عليه بعودة نظره بسبب دعاء أمِّه له، بدأ في طلب العلم وهو في السنة العاشرة من عمره فتتلّمذ على يدِّ عددًا من الشيوخ مثل: محمد بن عبدالله الأنصاري ومكي بن إبراهيم وعبيدالله بن موسى وغيرهم الكثير وتتلّمذَ على يديه عددًا لا يُحصى مثل: الإمام مسلم ومحمد الترمذي، وكذلك له مؤلفاتٌ عديدة وأهمُّها كتابه الجامع الصحيح والأدب المفرد وخلق أفعل العباد، تُوفي البخاري سنة مئتين وستة وخمسون ليلة عيد الفطر وكان عمره آنذاك اثنان وستون عامًا.[٧]
مسلم
هو مسلم بن الحجَّاج وُلد سنة مئتين وستة في نيسابور، بدأ في طلب العلم قبل أن يتجاوز السنة الثانية عشر من عمره، تتلمذ على يدِّ مئتين وعشرين شيخًا منهم: أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى الذهلي والبخاري، وكذلك تتلّمذ على يديه عددً كبيرًا مثل: علي بن حسن الهلالي وعلي بن الحسين الرازي وغيرهم كُثر، وللإمام مسلم عددٌ كبير من المؤلفات منها: كتابه الصحيح والذي يعدُّ من أشهر كتبه وكتاب التمييز والعلل والأفراد، وتُوفي سنة مئتين وواحد وستين ودُفن في نيسابور وكان عمره آنذاك خمسة وخمسين عامًا.[٨]
فضل علماء الحديث
يعدُّ علم الحديث من أشرف العلوم وأجلِّها؛ لما في ذلك من اطِّلاع العبد على أحوال نبيِّه -صلى الله عليه وسلم- وشمائله وصفاته، وقيل أنَّ إمضاء السنوات والعمر في طلب علم الحديث أفضل من الإشتغال بالنوافل[٩] وفيما يلي بعض فضائل علماء الحديث:
- نضارة وجه علماء الحديث[٩]، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ منَّا حديثًا فحفِظَهُ حتَّى يبلِّغَهُ غيرَهُ".[١٠]
- إمامهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة[٩]، حيث قال تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}.[١١]
- حافظين لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من التحريف والتبديل[٩]، ودليل ذلك قول رسول الله: "يحمِلُ هذا العِلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الجاهِلينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الغالينَ".[١٢]
المراجع
- ↑ "علم الحديث"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "علم الحديث... رواية ودراية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "التوضيح في دراسة علم مصطلح الحديث"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ ابن مقصد العبدلي، مقدمة ابن المقصد، صفحة 110. بتصرّف.
- ↑ "علوم الحديث - النشأة والأطوار"، www.rwaq.org، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "الإمامان البخاري ومسلم "، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "التعريف بالإمام البخاري"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "الإمام مسلم"، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "شرف الحديث والمدثين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج كتاب السنة، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 94، حديث إسناده صحيج.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 71.
- ↑ رواه الإمام أحمد، في تاريخ دمشق، عن إبراهيم بن عبدالرحمن العذري، الصفحة أو الرقم: 7/39، حديث صحيح.