ابن القيم
يُلقّب ابن القيّم بشمس الدين ويُكنّى بأبي عبد الله وابن قيّم الجوزية، أمّا عن اسمه كاملًا فهو: "محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زين الدين الزُّرعي الدمشقي"، كان والد ابن القيّم مسؤولًا عن المدرسة الجوزيّة في دمشق، ويُطلق عليه قيّم الجوزيّة فأخذ ابنه عنه هذه الكنية فعُرف بابن قيّم الجوزيّة وابن القيّم اختصارًا، المذهب الحنبلي هو مذهب ابن القيّم وقد عُرِف عنه حرصه على التمسّك بالأدلّة الشرعية مع الابتعاد عن التعصّب المذموم، ولد ابن القيّم سنة 691 للهجرة في دمشق، وسيّبيّن هذا المقال جانبًا من مسيرة ابن القيّم العلمية وثناء العلماء عليه.[١]
مسيرة ابن القيم العلمية
تتلمذ ابن قيّم الجوزيّة على أيدي جملة من العلماء الفضلاء؛ ومن أشهرهم تقي الدين ابن تيمية، فقد أكثر ابن القيّم من ملازمته، كما تفقّه على يديه، وتبنّى آراءه في بعض المسائل، وحرّر فتاويه وحامى عن علم ابن تيمية واجتهاداته، كما أنّ ابن القيّم قد شغل مجموعة من الأعمال والمناصب، ومنها: الإمامة في الجوزيّة، والتدريس في الصدريّة، وأخذ عنه خلقٌ كثير ومنهم ابن رجب وابن كثير وبعض أبنائه، وقد تولّى ولده عبد الله التدريس في الصدرية بعد وفاة والده.[٢]
أكثر ابن القيّم من التأليف والكتابة وقد وصل عدد مؤلفاته إلى 98 مؤلف،[٣] واتسمّ أسلوب تأليفه بحسن العبارة وجودة الترتيب، مع الابتعاد عن الجدل، كما أنّه أكثر من الاستشهاد بأقوال السلف، وقد ترك ابن القيّم مكتبة علميّة ضخمة تزخر بالفوائد المتنوعة، حيث إنّه كان عالمًا بالفقه والتفسير وعلم الحديث والعقيدة وغيرها من العلوم التي برع فيها، وألّف كتبًا في موضوعاتها، كما أنّ ابن القيّم قد مزج هذا العلم الجم بكثرة العبادة وحسن الخلق كما وصفه بذلك تلامذته وأصدقاؤه رحمه الله.[٢]
ثناء العلماء على ابن القيم
كان ابن القيّم صلبًا في دينه لا تأخذه في الله لومة لائم، وقد اشتُهر بجملة من الصفات والمحامد، فكان عالمًا عاملًا محبًا لرسول الله ذا عبادةٍ وزهد، كما أنّه اهتم بمعالجة أمراض القلوب وبيّن طريق الخلاص منها والعودة إلى جادّة الصواب من خلال الإنابة والخضوع والافتقار إلى الله العظيم؛ وهو ما تمّت ملاحظته في الكثير من مؤلفاته، وقد كان -رحمه الله- جديرًا بما وصفه به علماء الإسلام من الثناء والمديح، وفيما يأتي جملة من هذه المحامد:[٢]
- قال ابن كثير: "كان حسن القراءة والخُلق، كثير التودد لا يحسد أحدًا ولا يؤذيه ولا يستعيبه، ولايحقد على أحد، وبالجملة كان قليل النظر في مجموعه وأموره وأحواله، والغالب عليه الخير والأخلاق الفاضلة".[١]
- قال ابن رجب: "كان -رحمه الله- ذا عبادةٍ وتهجد وطولِ صلاة إلى الغاية القصوى، وتألُّهٍ ولَهْجٍ بالذْكر، وشغفٍ بالمحبة والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له، والإطِّراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله في ذلك".[١]
- قال ابن حجر: "كان جريء الجنان، واسع العلم، عارفًا بالخلاف ومذاهب السلف".[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "روائع - تعرف على ابن القيم"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-02-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "ابن قـيم الجــوزية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "ترجمة الإمام ابن القيم"، www.saaid.net. بتصرّف.