محتويات
ارتفاع البوتاسيوم في الدم
حالة ارتفاع البوتاسيوم في الدم هي المصطلح الطبي الذي يُطلق ليصف الحالة التي وصل إليها مستوى البوتاسيوم في الدم، بحيث يكون مستوى البوتاسيوم أعلى من المعدل الطبيعي، فالبوتاسيوم هو مادة كيميائية مهمة في الجسم، تؤثر على عمل الخلايا المكوّنة للأعصاب والعضلات، بالإضافة لخلايا القلب، وفي الوضع الطبيعي يكون مستوى البوتاسيوم في الدم ما بين 3.6 إلى 5.2 ملليمول لكل لتر، وأي زيادة ضئيلة في هذا المستوى تشكّل خطرًا على حياة الإنسان، الأمر الذي يتطلّب العلاج الفوري لتجنّب حصول مضاعفات في عدّة وظائف وأجهزة حيوية في الجسم.
أعراض ارتفاع البوتاسيوم في الدم
يمكن أن يؤثر ارتفاع البوتاسيوم في الدم على الجسم بشكل عام، تبعًا لدرجة ارتفاعه ولكن من أهم الأمور التي من الممكن جدًا أن تتأثر بشكل خاص بهذا الارتفاع، هي كيفية عمل القلب، لتشمل أعراض ارتفاع البوتاسيوم ما يأتي: [١]
- عدم انتظام ضربات القلب، الأمر الذي من شأنه أن يهدد حياة الشخص.
- تباطؤ في معدل ضربات القلب.
- ضعف عام في الجسم.
أسباب ارتفاع البوتاسيوم في الدم
قد يظهر في التقرير الطبي حالة ارتفاع البوتاسيوم في الدم، ولكن ذلك في كثير من الأحيان لا يكون ناجمًا عن ارتفاع مباشر في البوتاسيوم في الجسم، بل قد ينتج أحيانًا جراء حدوث تمزّق لعدد من خلايا الدم أثناء عملية سحب عينة من الدم، أو بعدها بفترة قصيرة، فهذه الخلايا تتحلل ليتسرّب البوتاسيوم الموجود فيها إلى عينة الدم، مما يؤدّي لظهور حالة ارتفاع البوتاسيوم في عينة الدم، على الرغم من كون مستوى البوتاسيوم في الجسم طبيعي، لذلك في هذه الحالة يكون ارتفاع البوتاسيوم كاذب أو غير صحيح، ولتأكيد الأمر يتم سحب عينة دم أخرى لفحصها. [٢]
وفي المقابل قد تحدث حالة حقيقية غير كاذبة من ارتفاع البوتاسيوم في الدم، ليكون السبب المباشر والأكثر شيوعًا لحدوث هذه الحالة هو وجود مشكلة ما مرتبطة بالكليتين، حيث يشمل ذلك ما يأتي: [٢]
- الإصابة بحالة الفشل الكلوي الحاد.
- الإصابة بمرض الكلى المزمن.
وبالإضافة للإصابة بمشاكل الكلى، من الممكن للأسباب الآتية الأخرى أن تؤدّي لحدوث ارتفاع البوتاسيوم في الدم: [٢]
- الإصابة بمرض أديسون: وهو مرض قصور في الغدة الكظرية.
- تناول الأدوية الحاصرة لمستقبلات النوع الثاني من الأنجيوتنسين.
- تناول الأدوية المُثبّطة للإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين.
- تناول الأدوية الحاصرة من النوع بيتا.
- الإصابة بالجفاف في الجسم.
- حدوث تدمير لجزء كبير من خلايا الدم الحمراء: الذي من الممكن أن يحدث بسبب الإصابة بالحروق أو الضربات العنيفة.
- التناول المُفرط للمكمّلات المحتوية على البوتاسيوم.
- الإصابة بمرض السُكّري من النوع الأول.
تشخيص ارتفاع البوتاسيوم في الدم
تبدأ مرحلة التشخيص الأولي لحالة ارتفاع البوتاسيوم في الدم بالتحقيق في التاريخ المَرَضي السريري للشخص المُصاب، الأدوية التي يتناولها بالإضافة للفحص الجسدي، فيبحث الطبيب عن الأﻋﺮاض واﻟﻌﻼﻣﺎت المُصاحبة لحالة ارتفاع البوتاسيوم في الدم، كاﻟﻀﻌﻒ في العضلات وحدوث ﺗﻐﻴُّﺮات في تخطيط القلب، لذلك يتم إجراء بعض الفحوصات المخبرية بالاعتماد على الأسباب المُحتملة بناءً على نتائج الفحص الجسدي والتاريخ المَرَضي، حيث قد يشمل ذلك فحص الكرياتينين، نيتروجين اليوريا وجزيئات المعادن الأخرى في الدم. [٣]
كما من الضروري إجراء فحص لمستوى البوتاسيوم والكرياتينين في البول، ليتم حساب بعض المُعاملات الخاصة بالبوتاسيوم كقيمة البوتاسيوم الجزئي، ونسبة تدرُّج البوتاسيوم في الكلى الذي تتراوح قيمه الطبيعية ما بين الثمانية والتسعة، ليرتفع في بعض الأحيان إلى 11 عند حدوث حالة ارتفاع البوتاسيوم في الجسم، أو الدم بشكل خاص، ولكن في حالة انخفاض هذه القيمة لما هو دون الخمسة يدل ذلك على وجود خلل في الاستجابة الطبيعية للكلى، لمواجهة هذه الحالة من ارتفاع البوتاسيوم، فالقيمة المنخفضة جدًا لمُعامل تدرّج البوتاسيوم في الكلى قد تشير إلى قصور في هرمون الألدوستيرون. [٣]
علاج ارتفاع البوتاسيوم في الدم
فيما يتعلّق بعلاج حالة ارتفاع البوتاسيوم في الدم، لا بد من الاعتماد على السبب المؤدّي لذلك، درجة شدّة الأعراض، ظهور تغيُّرات في التخطيط الطبيبعي للقلب بالإضافة لحالة المريض الصحية العامة، وبذلك يجب معاملة كل حالة من ارتفاع البوتاسيوم في الدم بشكل فردي. [٤]
بشكل عام يتم في العادة علاج الحالة البسيطة من ارتفاع البوتاسيوم في الدم دون الحاجة لإدخال المريض إلى المستشفى، خاصةً إذا لم يكن المريض يُعاني من أي مشاكل صحية أخرى، حيث يظهر تخطيط القلب لديه بشكل طبيعي، ولم تحدث لديه أي مشاكل في وظائف الكلى أو الحماض، وفي المقابل لا بد من إدخال الشخص المُصاب إلى المستشفى، وفي معظم الحالات إلى وحدة العناية المركزة، ليتلقّى العلاج ويخضع للمراقبة الطبية المستمرة بشكل عام، خاصةً مراقبة نبض القلب وضرباته، وذلك في الحالات الشديدة من ارتفاع البوتاسيوم في الدم، التي تسببت في حدوث تغيُّرات في التخطيط الطبيعي للقلب، وتشمل التدابير المُستخدمة في علاج ارتفاع البوتاسيوم في الدم ما يأتي، والتي يتم تطبيقها إمّا منفردة أو مجتمعة تبعًا للحالة: [٤]
- الالتزام باتباع نظام غذائي يحتوي على كميات منخفضة من البوتاسيوم: وذلك في الحالات البسيطة من ارتفاع البوتاسيوم في الدم.
- التوقف عن تناول الأدوية: تلك التي من شأنها رفع مستويات البوتاسيوم في الدم.
- اللجوء لحُقَن الجلوكوز والإنسولين الوريدية: حيث تعمل هذه المواد على حث حركة البوتاسيوم من خارج الخلايا لداخلها.
- اللجوء لحقن الكالسيوم في الوريد: وذلك بهدف حماية القلب والعضلات بشكل مؤقت من آثار ارتفاع البوتاسيوم في الدم.
- معالجة بيكربونات الصوديوم: وذلك بهدف مقاومة الحماض، وحث حركة البوتاسيوم من خارج الخلايا لداخلها.
- اللجوء للأدوية المدرّة للبول: حيث تعمل هذه الأدوية على خفض إجمالي مخازن البوتاسيوم عن طريق زيادة طرح وإفراز البوتاسيوم خارج الجسم من خلال البول، ولكن لا بد من الانتباه لاستخدام النوع المناسب من أدوية مدرّات البول، والذي يعمل على زيادة طرح البوتاسيوم في البول، حيث تتوفر بعض الأنواع التي تعمل بشكل مُعاكس لذلك.
- اللجوء للأدوية المُحفّزة للمستقبلات الأدرينالية من نوع بيتا: حيث يشمل ذلك دواء ألبوترول وإيبينيفرين، والتي تعمل أيضًا على إعادة توجيه حركة البوتاسيوم إلى داخل الخلايا.
- اللجوء للأدوية المعروفة باسم مرتبطات التبادل الكاتيوني: حيث تقوم هذه الأدوية بالارتباط بالبوتاسيوم، لتعمل على إفرازه وطرحه خارج الجسم عن طريق الجهاز الهضمي.
- اللجوء لعملية غسيل الكلى: حيث يتم اللجوء لذلك في الحالات الخاصة التي تفشل فيها التدابير الطبية أخرى، أو في حالة الإصابة بالفشل الكلوي.
وبالإضافة لكل ما سبق، فإنّ علاج حالة ارتفاع البوتاسيوم في الدم يشمل أيضًا علاج السبب أو الأسباب الكامنة وراءه، كأمراض الكلى على سبيل المثال.
المراجع
- ↑ Hyperkalemia: Symptoms and Treatments, , "www.webmd.com", Retrieved in 22-01-2019, Edited
- ^ أ ب ت High potassium (hyperkalemia), , "www.mayoclinic.org", Retrieved in 22-01-2019, Edited
- ^ أ ب Hyperkalemia, , "www.aafp.org", Retrieved in 22-01-2019, Edited
- ^ أ ب Hyperkalemia (High Blood Potassium) Symptoms, Causes, and Treatment, , "www.medicinenet.com", Retrieved in 22-01-2019, Edited