معلومات عن البراء ابن مالك

كتابة:
معلومات عن البراء ابن مالك


اسم البراء بن مالك ونسبه

هو البراء بن مالك بن النضر بن ضَمْضَم بن زيد بن حرام بن جُندُب بن عامر بن غَنْم بن عدي بن عمرو بن زيد بن مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري الخزرجي؛[١] وهو أخو أنس بن مالك الصحابي الجليل خادم النبي -صلى الله عليه وسلم- من أمّه وأبيه،[٢] وأمّهما أم سليم، وله أخٍ في الرضاعة يُقال له شريك بن سمحاء.[٣]


وقد كان البراء بن مالك -رضي الله عنه- من أهل الصّفّة، شهد المشاهد من غزوة أحد إلى ما بعدها من الوقائع،[٤] كان حادي النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ يرجز له في أسفاره، ويُنشد للرجال من حوله، فقد حباه الله -تعالى- بحُسن الصوت، فكان يميل إلى السّماع والترنّم.[٣]


مناقبه

أكرم الله -سبحانه- البراء بن مالك -رضي الله عنه- بالصلاح، وقوة الإيمان؛ فكان مما اشتهر عنه أنّه إذا أقسم على الله -تعالى- في شيء أجابه المولى وأبرّ قسمه؛ وفي هذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن البراء بن مالك -رضي الله عنه-: (كم من أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ، لا يُؤْبَهُ له لو أَقْسَمَ على اللهِ لَأَبَرَّه؛ منهم البَرَاءُ بنُ مالكٍ).[٥][٦]


لذا كان البراء -رضي الله عنه- إذا شارك في معركة للمسلمين، أقسم على الله -تعالى- أن ينصرهم فيها، فيكون النصر المؤزر بإذن الله -تعالى-، ومن ثمّ بصلاح هذا الصحابيّ؛ وفي يوم تستر زمن خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جاء الصحابة إلى البراء -رضي الله عنه-؛ يطلبون منه أن يُقسم على الله -تعالى- بالنصر.[٦]


مما جعل البراء -رضي الله عنه- يرفع يديه، ويتوجّه إلى ربه قائلاً: "أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لَمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ، وَجَعَلْتَنِي أَوَّلَ شَهِيدٍ"، فكان النصر، وكانت الشهادة بفضل من الله -تعالى-، فاستشهد -رضي الله عنه- في هذه المعركة.[٦]


شجاعته

عُرف البراء بن مالك -رضي الله عنه- بقوته، وشجاعته، وإقباله وإقدامه على القتال في المعارك والوقائع؛ حتى إنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يوصي بكتبه إلى أمرائه، ورؤوساء الجيش بأن لا يستعملوا البراء على جيش من جيوش المسلمين؛ وأن لا يولوه القيادة فيه، لأنّه مهلكة يقدم بهم -رضي الله عنه-؛[٧]أيّ إنّه كان من شجاعته ورغبته بالشهادة يدخل بنفسه في غمار المعركة؛ فيتفانى بالقتال حتى يهلك الجيش.[٨]


يوم اليمامة

إنّ أبرز ما ذكره أهل السير والتراجم في شجاعة البراء بن مالك -رضي الله عنه- ما كان يوم اليمامة؛ حيث أمره خالد بن الوليد -رضي الله عنه- أن يقوم فيخطب بالناس؛ ليُشجعهم ويحرّضهم على القتال، فقام فيهم وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال لهم إنّ هذا اليوم لله -تعالى- ثم للجنة، وأنّ لا مدينة لهم بعد اليوم، وحثّهم على الإقبال والمبارزة، فكان -رضي الله عنه- يلقى قادة الأعداء فيقتلهم، ويظلّ يضرب بسيفه حتى ينقطع.[٩]


ولمّا زحف المسلمون إلى المشركين في هذا اليوم، ولمّا وصلوا إلى الحصون المنيعة طلب البراء من المسلمين أن يحملوه، ويلقوه خلف السور حتى يتمكن من فتح الحصن لهم؛ ففعلوا، فقاتل البراء -رضي الله عنه- المشركين وبه بضع وثمانون ضربة، حتى تمكن من فتح الباب للمسلمين؛ فدخلوها وقتلوا مسيلمة الكذاب، وكان النصر حليفهم.[٣]


حرب المسلمين ضد الفرس

كما يُشار إلى صلابة البراء وشجاعته بما كان منه في إحدى حروب العراق ضد الفرس؛ فقد لجأ الفرس إلى استعمال أشد الوسائل تعذيباً وتنكيلاً بالمسلمين، فكانوا يأخذون السلاسل المحماة بالنار؛ فيلقونها على جند المسلمين لتخطفهم وتحرقهم، فوقع أنس بن مالك -رضي الله عنه- في إحدى هذه السلاسل، وأخذ أعداء الله يجرّونه بها، فلمّا رآه أخوه البراء أسرع إليه، وأمسك بالسلسلة وأخذ يقطع بها بكل قوته.[١٠]


وقد كانت السلسلة ملتهبة مشتعلةً بالنار، فظلّ يحاول حتى انقطعت؛ ونجى بذلك أنس -رضي الله عنه-؛ فلمّا نظر البراء إلى يديه إذ بعظمهما قد بان، وذهب ما بهما من لحم، لكنّه لم يكن يهتمّ بأمرهما لما رأى ما حلّ بأخيه، وبعد المعركة تداوى حتى برئ مما كان به.[١٠]

المراجع

  1. ابن الأثير، أبو السعادات، جامع الأصول، صفحة 148، جزء 12. بتصرّف.
  2. ابن الأثير، أبو السعادات، جامع الأصول، صفحة 208، جزء 12. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية، صفحة 1896، جزء 4. بتصرّف.
  4. أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 350، جزء 1. بتصرّف.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3854، قال الترمذي صحيح حسن من هذا الوجه.
  6. ^ أ ب ت ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، صفحة 482، جزء 4. بتصرّف.
  7. ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 238، جزء 1. بتصرّف.
  8. عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 26، جزء 372. بتصرّف.
  9. محمد يوسف الكاندهلوي، حياة الصحابة، صفحة 183-184، جزء 2. بتصرّف.
  10. ^ أ ب خالد محمد خالد، رجال حول الرسول، صفحة 325. بتصرّف.
4587 مشاهدة
للأعلى للسفل
×