معلومات عن التبرع بالقلب

كتابة:
معلومات عن التبرع بالقلب

القلب

إنّ القلب هو العضلة المخطّطة غير الإرادية والمسؤولة عن ضخّ الدم إلى جميع أنحاء الجسم عبر قسمه الأيسر، وضخّه إلى الرئتين لتتمّ تصفيته من ثاني أكسيد الكربون وأكسجته عبر قسمه الأيمن، فهو بذلك أهمّ العضلات في الجسم على الإطلاق، ولا يستطيع الإنسان العيش بدون عمل القلب بشكل سليم، كما أنّه لا يستطيع الدماغ البشري تحمّل عدم وصول الدم إليه لمدّة تزيد عن عدّة دقائق، وبذلك فإنّ قصور القلب أو ضعف عمله يحمل معه العديد من المخاطر المهدّدة للحياة، وبذلك فإنّ عملية التبرع بالقلب يمكن أن تُنقذ حياة الشخص المحتاج، وسيتم الحديث في هذا المقال عن هذه العملية والمرشحين للخضوع لها ونتائجها.

التبرع بالقلب

إنّ عملية التبرّع بالقلب أو زراعة القلب هي العملية التي يتمّ فيها إزالة القلب المتأذي أو القاصر واستبداله بالقلب السليم من الشخص المتبرّع، حيث يتمّ الحصول على القلب المزروع من شخص متوفٍّ حديثًا أو لديه تلف دماغي لا يمكن تعويضه أو العيش معه على سبيل المثال، فبذلك تكون عملية التبرع بالقلب الملجأ الأخير للمرضى الذين يعانون من قصور القلب عندما تفشل جميع الخيارات العلاجية الأخرى، ومن الممكن أن يحدث فشل القلب أو قصور القلب نتيجة للعديد من الأمراض القلبية أو خارج القلبية، وأبرزها داء الأوعية الإكليلية واعتلالات الصمّامات القلبية وقصور القلب الاحتقاني. وعلى الرغم من أنّ عملية التبرّع بالقلب تُعدّ خيارًا منقذًا للحياة، إلّا أنّه يحمل معه العديد من المخاطر والاختلاطات، ولذلك فإنّ المراقبة الحثيثة والزيارات الطبية الدورية تُعدّ من الأمور الهامّة للغاية للوقاية من هذه المخاطر قدر الإمكان. وبعد عملية زراعة القلب، عادة ما يستطيع المريض العودة لنشاطاته اليومية الطبيعية، إلّا أنّ حوالي 30% من الذين خضعوا لهذه العملية كانوا قد عادوا للعمل، وذلك نتيجة للعديد من الأسباب الطبية القلبية وغيرها. [١]

أسباب إجراء عملية زراعة القلب

عادة ما تُجرى عملية زراعة القلب بعد تجريب مختلف الخيارات العلاجية الأخرى وفشلها، واستمرار القصور القلبي، فعند البالغين، يمكن أن ينتج هذا القصور بسبب العديد من الحالات الطبية، والتي تتضمّن ما يأتي: [٢]

  • ضعف العضلة القلبية Cardiomyopathy.
  • الداء الإكليلي القلبي.
  • أمراض الصمّامات القلبية.
  • أمراض القلب الخلقية.
  • اللّانظميات القلبية الخطيرة التي يصعب السيطرة عليها باستخدام الأدوية والعلاجات الأخرى، كالرّجفان البطيني المهدّد للحياة.
  • الداء النشواني.
  • فشل عملية زراعة قلب سابقة.

من هم المرشحون لعملية زراعة القلب

يمكن للأشخاص الذين يعانون من قصور القلب بمراحله المتقدّمة بدون خلل أو مشكلة صحية في بقية أعضاء جسدهم أن يؤخذوا بعين الاعتبار ليتمّ وضعهم في قائمة المرضى الذين ينتظرون عملية زراعة القلب، ويمكن أن يقوم الطبيب بسؤال المريض عن القصة المرضية الكاملة بالإضافة إلى بعض المعلومات، للوصول إلى فكرة شاملة حول إمكانية خضوع المريض للعملية، ومن هذه الأسئلة ما يأتي: [٣]

  • هل تمّ تجريب جميع العلاجات الأخرى أو استبعادها؟
  • هل يُعدّ موت المريض محتملًا بشكل كبير في المستقبل القريب عند عدم إجراء العملية؟
  • هل يُعدّ المريض في حالة صحّية عامة جيدة بخلاف حالته القلبية أو المرض القلبي الرئوي؟
  • هل يستطيع المريض الالتزام بتغيير نمط حياته، بما يتضمّن العلاجات الدوائية المعقّدة والفحوصات الدورية المطلوبة منه بعد إجراء العملية؟

عند إجابة المريض بالنفي على أيّ من الأسئلة السابقة، فإنّه من المرجّح ألّا يخضع لزراعة القلب، وبالإضافة إلى ذلك، عند امتلاك المريض للمشاكل الطبية الأخرى -مثل الأمراض الشديدة أو الإنتانات الفعّالة أو البدانة المفرطة- فإنّه على الغالب لن يخضع لهذه العملية.


مخاطر عملية التبرع بالقلب

إنّ الأسباب الأكثر شيوعًا للموت التالي لعملية زراعة القلب هي الإنتان ورفض العضو المزروع، وإنّ المرضى الذين يعتمدون على الأدوية في الوقاية من رفض القلب الجديد هم في خطرٍ لتطوير الأذيات الكلوية وارتفاع التوتّر الشرياني وهشاشة العظام واللّمفوما -وهو نوع من سرطانات الدم التي تؤثّر على خلايا الجهاز المناعي في الجسم-. كما أنّ هناك العديد من الأمراض التي ترتفع نسبة حدوثها عند إجراء عملية زراعة القلب، مثل تصلّب الشرايين القلبية والداء الإكليلي، حيث ترتفع نسبة الإصابة بهذه الأمراض بما يقارب النصف عند من خضعوا لهذه العملية، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ هناك العديد من المرضى الذي لا يملكون أيّ عرض كالألم الصدري -أو ما يُعرف بالذبحة الصدرية Angina Pectoris- لأنّهم لا يستطيعون الإحساس فعليًا بقلوبهم المزروعة الجديدة. [٣]

نتائج عملية التبرع بالقلب

إنّ معظم الأشخاص الذين قد خضعوا لعملية زراعة القلب يستمتعون بحياة عالية النوعية، وبناءً على الحالة الصحية العامّة للمريض، قد يمكنه العودة إلى نشاطات حياته اليومية بشكل طبيعي، مثل العودة إلى العمل وممارسة الهوايات والرياضات المختلفة والقيام بالتمارين الرياضية المدروسة، ولذلك فإنّه على المريض أن يقوم بمناقشة الطبيب حول النشاطات التي يمكنه القيام بها دون حدوث الاختلاطات. وبعض النساء اللواتي قد خضعن لعملية زراعة القلب يمكن أن يحملن، ولكن يجب إخبار الطبيب قبل محاولة إحداث الحمل، وذلك لأنّه غالبًا ما سيتمّ تغيير بعض أنواع الأدوية التي وصفت بعد الجراحة أو تغيير الجرعات الدوائية، فبعض الأدوية يمكن أن تؤثّر على الحمل وتتسبّب بالعديد من الاختلاطات الحملية.

إنّ معدلات النجاة عند المرضى الذين خضعوا لعملية زراعة القلب يمكن أن تتفاوت بناءً على العديد من العوامل، ففي تقرير أُصدر في عام 2014 من قبل شبكة تأمين الأعضاء ونقلها والسجلّ العلمي لمتلقّي الأعضاء المزروعة كان قد بيّن أنّ معدّلات النجاة في الولايات المتّحدة الأمريكية قد قاربت 88 بالمئة بعد عام واحد و75 بالمئة بعد خمس سنوات من عملية زراعة القلب. [٢]

المراجع

  1. "Heart Transplantation", medlineplus.gov, Retrieved 04-07-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Heart transplant", www.mayoclinic.org, Retrieved 04-07-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Heart Failure and Heart Transplants", www.webmd.com, Retrieved 04-07-2019. Edited.
3320 مشاهدة
للأعلى للسفل
×