معلومات عن التكيف عند الحيوانات

كتابة:
معلومات عن التكيف عند الحيوانات

الفرق بين التطوّر والتكيف

يُعد التطوّر من إحدى المجموعات الفرعية للتكيُّف عند الحيوانات، ويمكن القول بأن التطوّر والتكيُف عند الحيوانات متشابهان إلى حدٍ كبير، حيث إن التكيف عند الحيوانات يعتمد على نوع احتياجاتها ضمن بيئتها المحيطة، وأي تغيير يطرأ عليها ليلبي احتياجاها يُعتبر تكيّفًا، أمّا التطوّر فهو ينطوي على فترة طويلة من الزّمن ولا يحدث بشكل مفاجئ أو كطفرات جينية، على عكس التكيف الذي قد يكون سريعًا بعض الشيء، والفرق الأبرز بين التطوّر والتكيف هو أن التطور ليس من الضروري أن يكون نحو الأفضل بل من الممكن أن ينعكس سلبًا على حياة الحيوان، على عكس التكيف الذي ثبت بأنّه غالبًا ما يكون إيجابيًا في حياة الحيوانات، وبذلك فإن التطور والتكيف كلاهما يعد تغييرًا يطرأ على الكائنات الحية ويصبُّ في حاجة الكائن الحي ليبقى على قيد الحياة.[١]

التكيف عند الحيوانات

يشير مفهوم التكيف عند الحيوانات عمومًا إلى التغيُّرات التي تؤدّي إلى أن يكون الكائن الحي قادرًا على التّأقلم في الظّروف البيئيّة الّتي قد تغيّرت من حوله والتي لا يستطيع التعامل معها بشكل طبيعي أو غريزي، وهي عبارة عن حدوث تغيُّر في الجينات التي تتسلسل في مركبات الحمض النّووي للكائن الحي، بحيث يسعى هذا التّغيير إلى أن تكون حياة تلك الكائنات الحيّة مناسبة للتّغيّرات البيئيّة المحيطة من حولها، ويكمن ذلك أيضًا بتغيير الصفات الوراثية بحيث تُنتج مزيجًا جديدًا ومتطورًا من جميع النواحي اللّازمة لنجاة الكائنات الحيّة، ولا يقتصر التكيف على الحيوانات وحسب، بل على الحشرات والنباتات أيضًا.[١]

أنواع التكيف عند الحيوانات

يُعرّف التكيف عند الحيوانات بأنّه التطوّر الذي يمر بالمادّة الوراثية لها، بحيث تنتقل المادة الوراثية عبر الأجيال بشكل يساعد الحيوانات على التعايش ضمن التغيرات البيئيّة المحيطة، وعادةً ما تسعى المادة الوراثية إلى تطوير الهيكلية الجسدية أو الفسيولوجية أو السّلوكية للحيوانات، ويكون التكيف الهيكلي على الجانب الجسدي، على سبيل المثال بعض الحيوانات لا تمتلك مخالب أو أجنحة أو زعانف أو أرجل في تركيبة أجسادها، ومع مرور الزّمن استطاعت أن تتكيف عبر إنتاج أجيال تمتلك في أجسادها ما يلائم بيئتها، أما التكيف السلوكي فهو عبارة عن تغير نمط سلوك الحيوان أو تصرّفاته، على سبيل المثال استراتيجية الصّيد للحيوانات المفترسة التي تصطاد ضمن مجموعات، وحين يتغيّر سلوك هذه الحيوانات قد تميل إلى صيد الفرائس بمفردها، أما التكيف الفسيولوجي فهو مشابه للتكيُّف الهيكلي، لكنه لا يظهر دائمًا على شكل أو تركيبة في هيكل جسم الحيوان، ومثال على ذلك تكيّف بعض الحيوانات التي تعيش في الماء عبر تغيرات في كيمياء الجسم، بحيث تصبح أجسادها حمضية أكثر مما يعزّز من ذكائها ويحسن أداء حواسها، وغالبًا ما يكون هذا التكيف بطيئًا بعض الشّيء.[٢]

التكيف عند الحشرات

ابتكر البشر الكثير من تقنيّات تخزين وحفظ الطّعام، فالتكيف لا يقتصر على نوع أو فئة معيّنة من الكائنات الحيّة، وبتعبيرٍ أدق؛ جميع الكائنات الحيّة قادرة على التكيف، ومن ضمنها الحشرات التي بدورها حقَّقت تكيُّفات مذهلة للغاية، فمثلًا في المناطق الواقعة جنوب غرب الولايات المتحدة والمكسيك يعيش نوع من النّمل يسمّى بنمل العسل، وتعود تسميته بهذا الاسم لأنه يعتمد في غذائه على رحيق الأزهار ودهون الحشرات الأخرى، وقد تكيف ليقوم بتخزين الطعام داخل جسده وتحديدًا في منطقة البطن، فهو يستمر في جمع الطّعام لمدة أسبوعين تقريبًا، وقد يصبح حجم البطن لديه كبيرًا للغاية مقارنةً بحجم جسمه، حيث بالكاد يستطيع السّير عائدًا إلى المستعمرة، ويبقى النّمل الذّي خزّن الطعام مستقرًا في المستعمرة دون حراك بانتظار نوبة الجوع بأن تضرب المستعمرة فيقوم بإطعام عدد كبير من النمل عندما يفرغ الطّعام المخزّن في أحشائه.[٣]

التكيف عند الطيور

يُعد تغيُّر سِّمات الطّيور تكيُّفًا، حيث من الضروري تحديد ما إن كانت هذه السِّمات المتغيرة موجودة في سلالة أسلافها أم لا لتحديد مقدار التكيف وشكل التغيُّر وسببه كذلك، ويمكن أن تكون قد غيّرت من أشكالها وصفاتها لتستطيع القيام بوظائف لم تكن تستطيع القيام بها من قبل، وقد لوحظ أن أكثر التغيرات شيوعًا لدى الطيّور هو أحجام وأشكال جماجمها التي تغيّرت مقارنةً بأسلافها، مما أكسبها القدرة على تغيير حجم وأشكال مناقيرها، ولوحظ أيضًا أن تغير شكل المنقار ينطوي على نوع الطعام الموجود في بيئة كل منها، كما تكيفت عظامها لتصبح أخف وزنًا من قبل لمساعدتها على الطيران، وقد قام العلماء بمقارنة أنواع الطيور التي تطورت بشكل مستقل عن طريق تتبع سلالاتها وملاحظة كافة التغييرات التي طرأت عليها.[٤]

أمثلة شائعة على التكيف عند الحيوانات

من الأمثلة الشائعة على التكيف التكيف عند الزرافات فهي تعد إحدى الحيوانات المثيرة للاهتمام نظرًا لذكائها وهيكل أجسادها المميّز عن سائر الكائنات الحية، وقد أثبت العلماء أنّ الزرافة لم تكن ذات رقبة طويلة بهذا الشّكل، لكنها تكيّفت لتستطيع في نهاية المطاف التقاط الطعام عن قِمَم الأشجار العالية، ومن الأمثلة على ذلك أيضًا دُب الباندا الذي لم يكن يمتلك إبهامًا في يده، ومع تطوّر سلالاته أصبح في الوقت الحاضر يمتلك إبهامًا ليقوم بتسلق الأشجار ببراعة، وما يدعم هذه النّظريّة أن سلالة دُب الباندا ذات صلة مع سلالات الدُب الأسود، والرّاكون، والباندا الأحمر، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه السّلالات لا تتسلق الأشجار ببراعة مثل دب الباندا وليس لديها إبهامًا في أيديها، كما أن الأسماك والثدييات المائية شهدت العديد من الصفات التي تكيفت عبر الزمن، بالإضافة إلى ذلك فقد تكيفت أنياب الحيوانات آكلة اللّحوم لتصبح حادّة جدًا وطويلة، ويتفق علماء الأحياء على أن الصّفات العضوية تعكس مقدار التكيف عند الحيوانات، ومع ذلك يختلف البعض على أن بعض السّمات تُعد تكيُّفًا، بل إنها دلالة على تطور الجينات من خلال تناقلها عبر السلالات البعيدة.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب "What is the difference between evolution and adaptation?", www.quora.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  2. "The Three Types of Environmental Adaptations", sciencing.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  3. "These Adaptations Give Insects a Survival Advantage", www.nationalgeographic.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Adaptation", www.britannica.com, Retrieved 17-11-2019.Edited.
5099 مشاهدة
للأعلى للسفل
×