الجمرة الخبيثة
تعد الجمرة الخبيثة مرض بكتيري معد، ويحدث بسبب التماس المباشر مع بعض الحيوانات أو منتجاتها كالأغنام والأبقار بينما يكون الإنسان المصاب بها غير معد، وكذلك يتعرض الأشخاص الذين يتعاملون مع عينات مخبرية للجمرة الخبيثة للإصابة بالمرض، ويتميز هذا النوع من الجراثيم المسببة لهذا المرض بقدرتها على مواجهة الظروف الجوية، إذ يمكنها أن تبقى حيةً في التراب لعدة سنوات، وقد تنتقل عن طريق تنفس هواء ملوث بها، أو تناول لحم الحيوانات المصابة بها دون طهيها بشكل جيد، وتسيطر الأعراض الجلدية على هذا المرض، ولكن قد تتواجد أعراض أخرى هضمية أو صدرية بحسب طرق انتقال الجرثوم.[١]
أعراض الجمرة الخبيثة
تختلف الأعراض بشكل رئيس بحسب طريقة الإصابة بجرثوم الجمرة الخبيثة، وتظهر الأعراض بعد الإصابة بأسبوع مهما كانت الطريقة المنتقلة بها، باستثناء الطريقة الإستنشاقية التي تحتاج عدة أسابيع حتى تظهر، ومن أهم الأعراض التي يمكن ملاحظتها:[٢]
- الجمرة الخبيثة الجلدية: يستغل الجرثوم وجود جرح قاطع في الجلد يشكل بؤرةً يسهل الدخول من خلالها للجسم، ويظهر مكان الدخول نتوء مرتفع حاك يحوي مركزًا أسودًا، ويترافق النتوء مع وجود التهاب موضعي وتورم في العقد اللمفاوية المجاورة.
- الجمرة الخبيثة المعوية: يصاب الإنسان بهذا الشكل من المرض بسبب تناول لحوم الحيوان المصاب دون طهيها جيدًا، ويعاني المريض من غثيان وإقياء مع صعوبة في البلع، وألم في البطن، مع حمى وفقدان للشهية، كما يحدث إسهال دموي حاد في المراحل الأخيرة من المرض.
- الجمرة الخبيثة الرئوية: يصاب الإنسان بالجرثوم عن طريق الاستنشاق، ويعد الشكل الأخطر والذي قد يسبب الوفاة حتى مع العلاج، وتبدأ أعراض الإصابة على شكل إنفلونزا بالتهاب في الحلق وحمى خفيفة وتعب، وتتطور لتصل إلى صعوبة في التنفس وسعال مدمى.
- الجمرة الخبيثة المحقونة: تشيع هذه الحالة عند مُتعاطي المخدرات الوريدية، حيث تبدأ الأعراض باحمرار وانتفاخ في المنطقة، وقد تتطور الأعراض لتسبب التهاب سحايا وفشل في أجهزة الجسم.
وفي حال ظهور مثل هذه الأعراض من المهم التوجه للطبيب مباشرة لإجراء فحوص دموية يتم من خلالها التأكد من وجود أضداد الجمرة وسمومها في الدم، وقد يتم أخذ خزعة جلدية من البثور لفحصها، وتُطلب في معظم الأحيان صورةً شعاعيةً للصدر لنفي الإصابة الصدرية التي تتأخر في الظهور.[١]
علاج الجمرة الخبيثة
يوجد عدة خيارات علاجية يمكن استخدامها في حال الإصابة بالجمرة الخبيثة، وتشكل المضادات الحيوية أولى الخيارت العلاجية، وفي بعض الأحيان قد يحتاج المريض للدخول إلى المشفى بسبب الإصابة المتطور لديه، خاصةً الإصابة التنفسية، وفيما يأتي أهم علاجات هذا المرض:[٣]
- المضادات الحيوية: وتعالج هذه الأدوية كل حالات المرض وإصاباته، ويجب البدء فيها بشكل مبكر لتحقيق أفضل علاج، وقد يضطر الأطباء لإعطائها وريديًا في بعض الأحيان إذا كانت الحالات المرضية متطورة.
- مضادات السموم: والمقصود بالسُم هنا، هو الُسم الذي تُطلقه الجراثيم المسببة للمرض بعد دخولها إلى الجسم وتكاثرها وانتشارها فيه، ويُعد سُم هذه الجراثيم قويًا جدًا وهو المسؤول عن الأعراض، لذلك تساهم هذه الأدوية في إيقاف تطور المرض.
