محتويات
اليونان القديمة
الحضارة اليونانية القديمة هي حضارة في فترة غابرة من التاريخ اليوناني، استمرت من العصور المظلمة اليونانيّة إلى نهاية العصر الكلاسيكي القديم في القرن التاسع ق.م، فبعد ثلاثة قرون تقريبًا من انهيار اليونان الموكيانية، بدأت البوليس "دولة مدينة" اليونانية الحضرية في التكون في القرن الثامن ق.م، ممّا أدى إلى فترة اليونان العتيقة باستعمار حوض البحر الأبيض المتوسط، تبع ذلك فترة اليونان الكلاسيكية وهي المعروفة أيضًا بالهيلينية، واستمرت من القرن الخامس إلى الرابع ق.م، وبسبب فتوحات الإسكندر الأكبر ازدهرت الحضارة الهلنستية من آسيا الوسطى إلى الطرف الغربي للبحر الأبيض المتوسط، وانتهت الفترة الهلنستية بالفتوحات والإستيلاء على بلدان شرق المتوسط من قبل الجمهورية الرومانية، وفي هذا الموضوع معلومات عن الحضارة الهيلينية.[١]
اليونان الكلاسيكية
إن العصر الكلاسيكي اليوناني ويعرف كذلك بعصر الحضارة الهيلينية، هو حقبة من التاريخ اليوناني الممتدة ما بين الحقبة القديمة والحقبة الهيلينستية، منذ انتصار الإثينيين على الفرس سنة 480 ق.م إلى وفاة الإسكندر الأكبر سنة 323 ق.م، وهي فترة استطاعت خلالها اليونان الوصول بمؤسّساتهم وقيمهم إلى النضج والتطور، وتعبير "العصر الكلاسيكي" أطلقه المؤرخون لوصف الفترة الذهبية لليونان التي توسعت فيها إمبراطوريتهم إلى أقصى مداها بفضل ملاحم الإسكندر الأكبر. فقد وقعت معارك كثيرة وعديدة وحصلت تحالفات بين مدن اليونان للتغلب على الفرس، وفي حين أن النشاط الأثيني ضد الإمبراطورية الفارسية قد انتهى، إلا أن الصراع بين إسبرطة وأثينا كان يتزايد، كما وقعت كثير من الحروب والتحالفات واتفاقات السلام بين العديد من المدن اليونانية التي اتهت بدخول اليونان في القرن الرابع ق.م تحت هيمنة إسبرطة، واستمرت حتى 371 ق.م، لكن لم يؤد ذلك إلى نجاح مدينة واحدة في فرض سيطرتها.[١]
وتزامنت حالة الضعف في قلب اليونان مع صعود مقدونيا، بقيادة فيليب الثاني، وخلال عشرين سنة قام فيليب بتوحيد مملكته، ووسعها شمالًا وغربًا، نشأ نجاحه من إصلاحاته المبتكرة للجيش المقدوني، وتدخّل فيليب مرارًا وتكرارًا في شؤون دول المدن الجنوبية، وبلغت ذروتها في الغزو الحاصل عام 338 ق.م جعلته بحكم الأمر الواقع المهيمن علي جميع اليونان باستثناء أسبرطة، ومن ثم دخل فيليب الحرب ضدّ الإمبراطورية الأخمينية ولكن تم اغتياله في وقت مبكر من الصراع، ثم أكمل الإسكندر الأكبر ابن وخليفة فيليب الحرب، هزم الإسكندر الفرس ودمر بالكامل الإمبراطورية الأخمينية وضمها إلى مقدونيا وكسب لنفسه لقب "الأكبر". وعندما توفي الإسكندر في 323 ق.م، كانت القوة والنفوذ اليوناني في الأوج، ومع ذلك كان هناك تحول أساسي بعيدًا عن الاستقلال الشرس والثقافة الكلاسيكية للبوليس، وذلك نحو الثقافة الهيلينستية النامية.[١]
الحقبة الهيلينية
وهي الفترة المتأخرة من تاريخ الحضارة الإغريقية، ازدهرت في الفترة المسماة العصر الكلاسيكي، وتمتد منذ أوائل القرن الرابع ق.م وحتى موت الإسكندر المقدوني في 323 ق.م، وفي هذه الفترة اعتبرت في أوج عبقريتها وعظمتها الفكرية والعلمية والفلسفية، وهي بخلاف الهيلينستية التي هي ثقافة مركبة من عناصر يونانية وشرقية حملها الإغريقيون إلى الشرق، ولقح فيها الشرقيون الحضارة الهيلينية بروحانية الشرق وعادته وعلومه، ويقول بعض علماء التاريخ مثل تارن في كتاب "الحضارة الهيلينستية" إن الحضارة الإغريقية تنقسم إلى مرحلتين: الحضارة الهيلينية أي المرحلة اليونانية البحتة وتضم مرحلتي النشأة والنضج والازدهار، والحضارة الهيلينستية وهي مرحلة يونانية متأخرة، وتشمل البقاع التي تألفت منها إمبراطورية الإسكندر من بلاد اليونان والممالك الشرقية بعد غزو الإسكندر لها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاسم الرسمي لليونان حاليًا هي "الجمهورية الهيلينية".[٢]
الحضارة الهيلينية
وهو اسم مستمَدّ من كلمة هـِلين، وهي الاسم العرقي الذي يطلقه اليونانيون على أنفسهم، نسبةً إلى جدهم الأسطوري هيلين وببلادهم التي عرفت باسم بلاد هيلاس، إضافة إلى تسمية حضارة دولة المدينة لارتباط هذه الحضارة سياسيًا وحضاريًا بعدد من المدن التي كانت كل واحدة منها مع ريفها تعدّ دولة بكل معنى الكلمة، يمتد تاريخ الحضارة الهيلينية منذ أوائل القرن الرابع ق.م وحتى القرن الخامس الميلادي، وفى هذه الحقبة أصبحت الثقافة الإغريقية ملكًا مشتركًا بين جميع بلدان البحر المتوسط، وكانت اليونانية لغة العلم في ذلك الوقت.[٣] وكان للثقافة اليونانية الكلاسيكية تأثيرٌ قويٌ على حوض البحر الأبيض المتوسط وروما القديمة، والتي حملت نسخة منها إلى أجزاءً كثيرة إلى دول أوروبا. لهذا السبب، تعتبر الحضارة الهيلينية بشكل عام هي التي وفرت أساس الحضارة في أوروبا. والرومان هم أعظم من اعتنق الحضارة الهيلينة، ولكنهم كانوا من آخر المعتنقين، فقد تمثلتها شعوب أخرى مثل المسابيين والأبوليين وغيرهم في جوار اليونان، غير أنه لم يكن لهم دور تاريخي في نشرها مثلما كان دور الرومان.[٤]
الحضارة الهلنستية
تمثّل الحضارة الهلنستية ذروة النفوذ اليوناني في العالم القديم بين 323 - 146 ق.م تقريبًا، علمًا بأن اللغة اليونانية والفلسفة والدين الإغريقيين كانا أيضًا عناصر هامة في العصر الروماني حتى أواخر العصور القديمة، وسبقها مباشرة الفترة اليونانية الكلاسيكية وتلاها مباشرة سيادة روما على المناطق التي هيمنت عليها اليونان، على الرغم من أن الفن والأدب الإغريقي قد عم المجتمع الروماني الذي تعلمت نخبته اليونانية فضلًا عن اللاتينية.[٥]
استمرّت الفترة الهلنستية من عام 323 ق.م، والتي شَهِدت نهايةَ حروب الإسكندر الأكبر، إلى ضمّ اليونان من قبل الجمهورية الرومانية في 146 ق.م، وعلى الرغم من أن إقامة الحكم الروماني لم يكسر استمرارية المجتمع والثقافة الهلنستية، التي ظلت دون تغيير إلى حد كبير حتى ظهور المسيحية، إلا أنها شكلت نهاية الاستقلال السياسي اليوناني، وخلال الفترة الهلنستية انخفضت أهمية "اليونان الأصلية" داخل العالم الناطق باللغة اليونانية بشكل حاد، وكانت المراكز الكبرى للثقافة الهلنستية هي الإسكندرية وأنطاكية، عاصمتا المملكة البطلمية والإمبراطورية السلوقية على التوالي.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "www.wikiwand.com"، اليونان القديمة، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "www.wikiwand.com"، حقبة هيلينية، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "الحضارة الهيلينية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
- ↑ تاريخ الحضارة الهلينية، أرنولد توينبي، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ "الحضارة الهلنستية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019.