محتويات
الخيول
تنتمي الخيول إلى الثدييات ذات الحوافر، وهي تتميز بذيول طويلة وشعر قصير وجذوع عضلية ورقاب طويلة سميكة ورؤوس طويلة، وتتواجد الخيول في جميع أنحاء العالم ولها أماكن مخصصة لتربيتها والعناية بها، وقد كانت تعيش على الأرض من أكثر من 50 مليون سنة، وقد نشأت في أمريكا الشمالية ثم انتشرت إلى آسيا وأوروبا، لكن الخيل التي عاشت في أمريكا الشمالية انقرضت منذ حوالي 10000 عامًا، وأُعيد إدخالها من خلال استعمار الأوروبيين، ويُعتقد أنه تم تدجينها لأول مرة في آسيا بين 3000 و4000 عامًا قبل الميلاد، وفي العصور القديمة كان يتم معاملتها كالثيران إلى أن أصبح هناك اهتمام خاص بها لصفاتها وخصائصها المميزة، وسيتناول هذا المقال أهم ما يتعلق بالخيول.[١]
سلالات الخيول
ظهرت أول خيول مستأنسة بشكل مكثف في آسيا الوسطى، وقد كانت تلك السلالات صغيرة وخفيفة الوزن، ومع مرور الوقت ظهرت مجموعتان من الخيول، وهي السلالات العربية والبربرية، وهي تُسمى بالسلالات ذوات الدم البارد، وقد تم تطوير سلالة أصيلة من الخيول في إنجلترا للسباق والقفز، وتم إدخال أنواع من السلالات العربية والبربرية إلى إنجلترا في وقت مبكر من القرن الثالث، وساعدت الظروف الطبيعية في تطوير تلك السلالات، ثم تم استيراد 43 نوعًا أخرى من الخيول إلى إنجلترا، وتم إرسال الخيل الإنجليزية الأصيلة منذ ذلك الحين إلى معظم البلدان، حيث تم استخدامها لتحسين السلالات المحلية.[٢]
ثم تم استيراد سلالة ابن دارلي العربي وسلالة بول روك إلى فيرجينيا في عام 1730، وخلال 45 عامًا مضت بعد ذلك أصبح هناك ما يقرب من 186 خيلًا أصيلًا مستوردًا من إنجلترا، وتم إرسال أنواع كثيرة منها إلى الولايات المتحدة، وعادةً ما تكون السلالات الأصيلة لها قدرة كبيرة على التحمل، ولذلك يتم دمجها مع العديد من سلالات الخيول الأخرى بآليات غاية في التطور، وفي الولايات المتحدة يُدعى الخيل الذي لديه والد أصيل واحد فقط "كامل الأصالة"، بينما في بريطانيا يُدعى "نصف أصيل".[٢]
وتنتشر سلالات الخيل المستأنس الحديث اليوم في جميع أنحاء العالم، وتتفرع إلى سلالات عديدة لها صفات وخصائص مميزة، وتوجد سلالة تاربان في أجزاء من الولايات المتحدة، وتوجد سلالتان فرعيتان تعيش كل منهما بالقرب من تلك السلالة، ويعتمد تحديد سلالات الخيل على تاريخ كل نوع والصفات الوراثية التي تميزه عن غيره بالإضافة إلى مكان نشأته.[٣]
خصائص الخيول
تعود خصائص الخيول بالدرجة الأولى إلى صفاتها الرئيسة التي تتميز بها دونًا عن غيرها من الحيوانات، وقد تم تطوير الجهاز العصبي للخيل على مر السنوات بشكل كبير، ويمكن توضيح المزيد عن خصائص الخيول فيما يأتي:[٤]
- تتمتع الخيول بذكاء وغريزة وذاكرة فائقة وقدرة على التنبؤ بكل حركة.
- بعد فترة مبكرة من ولادة الخيل يظهر لديها ميول للهروب من الخطر، وتعبر عن الخوف في بعض الأحيان عن طريق إظهار الذعر، وأحيانًا عن طريق الترقب لفترات طويلة.
- تتمتع الخيل بحاسة مميزة للشم والسمع، ويمكنها الشعور أيضًا بحركة بسيطة كالماء والنار.
- يسمح ما يتمتع به الخيل من إحساس متطور للغاية بتحديد اتجاه العودة إلى اسطبلاته حتى في الليل أو بعد غياب طويل عنها.
- يختلج معظم الخيل مشاعر الشك أو التوتر الذي يشعر به الفارس الذي يمتطيه، وبالتالي يتم تشجيعها على تجاهل الفارس أو حتى العصيان المتعمد أحيانًا.
التركيب الخارجي والداخلي لجسم الخيول
رغم تفاوت الخيل في بعض التراكيب، إلا أن هناك تركيبًا عامًا مميزًا لمختلف أنواع الخيل، ومن المحتمل أن الحصان البدائي كان يبلغ طوله حوالي 120 سنتيمترًا أو 48 بوصة، ويتميز الشكل العام للخيل بدوران عظام الساق الطويلة على مفاصل تشبه البكرة والتي تقيد الحركة إلى الأمام والخلف، ويتم رفع الأطراف إلى كتل العضلات، والجسم المضغوط للخيل مدعوم بشكل دائم بأطراف أصابع القدم، مما يسمح بانسيابية للجسم أكثر اكتمالًا أثناء الجري، وتضم الجمجمة المستديرة دماغًا كبيرًا ومعقدًا ومتطورًا جيدًا بما يميزه عن العواشب الرعوية الأخرى، وللخيل تعديلات نموذجية تناسب طبيعة تغذيتها، كمجموعة من الأسنان القوية ذات التاج العالي، وهي مناسبة لطحن الأعشاب والنباتات القاسية الأخرى، بالإضافة إلى جهاز هضمي معقد نسبيًا لهضم السليلوز، وللخيول الصغيرة أسنان لبنية تبدأ في التخلص منها في سن الثانية والنصف تقريبًا، أما الأسنان الدائمة فيتراوح عددها من 36 إلى 40 سنة، ويتم تطويرها بالكامل من سن أربع إلى خمس سنوات، ويتم ترتيب هذه الأسنان في الفحل في هيئة مميزة.[٤]
ما هو غذاء الخيول
تنتمي الخيول إلى العواشب، وهذا يعني أنها تتغذى على النباتات فقط، لكن الخيول المستأنسة غالبًا ما تتغذى على النخالة والشوفان الملفوف والشعير والتبن، ولا يجب إطعامها مباشرة قبل أو بعد العمل لتجنب مشاكل الجهاز الهضمي، والمياه العذبة مهمة في تغذية كل خيل، خاصة عندما يتناول الخيل كميات زائدة من الغذاء، ولذلك لا بد من تنظيم مقدار ما يتناوله الخيل من غذاء لئلا يتسبب أي خلل في ذلك في التأثير على نشاط الخيل وسلوكياته، ويوفر الشوفان أكبر قيمة غذائية له، وهو يُعطى بشكل خاص للمُهرات الصغيرة، حيث يوفر لها تغذية مناسبة في تلك المرحلة العمرية الصغيرة، ويمكن تزويد الخيل الأكبر سنًا بها أحيانًا بالإضافة إلى تلك التي تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي، ويأكل الخيل الذي يتم تغذيته جيدًا من 1 إلى 2 % من وزن جسمه كل يوم، ويتم أيضًا إعطاء الخيل المستأنسة كتل من الملح لتكملة التغذية التي تحصل عليها من طعامها، والخيل بها معدة واحدة فقط على عكس الأبقار، وهي صغيرة نسبيًا للحصول فقط على ما يكفي من الطعام، ولذلك يجب على بعض أنواع الخيل الرعي طوال اليوم.[١]
التكاثر عند الخيول
يبدأ ظهور الخصائص الجنسية للخيل البالغ عمومًا في سن 16 إلى 18 شهرًا، ويعد الخيل ناضجًا اعتمادًا على السلالة، وتختلف خصوبة الخيل وفقًا للسلالة، وقد تستمر لما بعد 20 عامًا مع السلالات الأصيلة، إلى جانب ما يقرب من 12 أو 15 من سلالات أخرى، وتمتد فترة الحمل في الخيل إلى حوالي 11 شهرًا، والحد الأدنى الذي يمكن أن يولد فيه المهر مع توقع العيش يبدأ من 280 يومًا كقاعدة عامة، ويلد الخيل مهرًا واحدًا لكل تزاوج، وقد يكون توأمًا في بعض الأحيان، ونادرًا ما يلد ثلاثة توائم، ويتم فطم المهر في سن ستة أشهر، ويختلف العمر الإنجابي للخيل وفقًا لمقدار العمل المطلوب القيام به الذي قد يؤثر عليه فترة الإنجاب وبحسب الرعاية المقدمة من قبل صاحبه، والخيل الذي يتم تدريبه بعناية وببطء ويتم منحه الوقت اللازم للنمو يكون لديه استعداد أكبر لولادة طبيعية سليمة، ويتم حساب عمر الخيل من ستة إلى سبعة أضعاف الوقت اللازم لنموه البدني والعقلي، أي من 30 إلى 35 عامًا على الأكثر، وللمهور بشكل عام طاقة ونشاط أكبر بكثير من الخيل الكبيرة، وهناك عدد من الأمثلة على الخيل التي تجاوزت الحد المعتاد للعمر، وقد تجاوز عمر بعض الخيل ما يقرب من 44 عامًا.[٤]
سلوكيات الخيول وعاداتها
الخيول مخلوقات مهيبة، ويتألق فروها ببراعة مع شروق الشمس، وتبدأ بالركض بشكل مرح عبر السهل المفتوح بسرعة فائقة لتلحق ببقية القطيع، ويمكن فيما يأتي توضيح أهم سلوكيات وعادات الخيل:[٥]
- الخيل حيوان قوي ويمكن أن يعيش في أي مناخ تقريبًا.
- لا تعيش الخيل بمفردها في البرية، بل تُفضِّل الترحال في مجموعات تسمى قطعان، وتحتاج إلى مساحة كبيرة للسير والركض.
- عندما تتعرض الخيل للهجوم فإنها عادة لا تقاتل بل تركض بسرعة.
- تسمح المساحات المفتوحة الواسعة للخيول برؤية الحيوانات المفترسة حين تتسلل إليها.
- يمكن أن تبدأ الخيل في تسارع حركتها لأقصى حد في غضون لحظة.
- تبحث الخيول أيضًا عن موطن يحتوي منحدرات صخرية تختبئ تحتها أو بستان من الأشجار للاختباء فيه.
أمراض قد تصيب الخيول
تتعرض الخيول لعدد من الأمراض المعدية مثل الإنفلونزا والتهاب الدماغ وفقر الدم، ويتأثر جلدها بالطفيليات بما في ذلك العث والقراد والقمل، ويمكن توضيح أهم ما يعتري الخيل من أمراض فيما يأتي:[٤]
- تتعرض الخيل التي لديها بشرة حساسة بشكل خاص للإكزيما والخراجات والتي قد تنتج عن الإهمال أو التلوث.
- وتعد القروح الناتجة عن إصابات الجلد مرتبطة بالسروج واللجام غير النظيفة والتي تتسبب بشكل خاص في كثير من الأمراض.
- الجهاز الهضمي للخيل حساس لبعض الأعلاف التي تسبب عسر الهضم الحاد أو المزمن، وخاصة في الطقس الحار.
- يمكن أن تتطور الديدان في أمعاء الخيل، وذلك يشمل: الديدان الدبوسية والديدان الشريطية والديدان المستديرة.
- قد يتعرض الخيل للالتهاب الرئوي والروماتيزم والمرض المعروف باسم الزئير، وهو عدوى في الحنجرة تجعل الخيل يتنفس بشكل صاخب.
ألوان الخيول ومقايس الجمال لديها
للخيول مجموعة متنوعة من الألوان، وبعض تلك الألوان متغير للغاية ويصعب تمييزه، ومن بين الألوان الأكثر انتشارًا: الأسود والكستنائي والكريمي والأبيض، ومن الألوان الشائعة أيضًا: الرمادي المرقط والكميت والبني والبني الداكن بشكل خاص، وقد توجد علامات من لون معين بأعلى الوجه فيما يسمى الغُرّة، وهو ما يمنح الخيل جمالًا في الشكل بشكلٍ لافت، وقد توجد ألوان إضافية في الكاحل أو حتى الذيل أو بجانب منطقة البطن أو العينين والساقين، وقد توجد عدة ظلال من اللون البني بأماكن متفرقة من الجسد.[٤]
يتميز الخيل بوجود جين التخفيف الذي يسمى الجين الفضي وهو يؤثر بشكل رئيس على الألوان الداكنة لفرو الخيل، وتسمى الظلال الأخف من الكستناء التي تظهر في فرو بعض الخيل "حميض"، ويميل لون خيل البالومينو من القشدة إلى البرونزية مع ذيل كتاني أو فضي، واللون الكريمي هو حميض مخفف أو أصفر شاحب جدًا، ويتفاوت اللون الأبيض في الخيل بدءًا من الخيول الرمادية إلى الألبينو ذات العيون الزرقاء، والألوان الرئيسة للخيل الألبينو هي: الرمادي والأبيض بالإضافة إلى ألوان أخرى.[٤]
وتولد الخيل الرمادية بنية داكنة أو سوداء، وتتطور ألوانها وتظهر في هيئة شعر أبيض مع تقدمها في العمر، وتصبح كلها بيضاء في السنوات المتقدمة، وتظهر بعضها باللون الأبيض الممزوج بألوان أخرى عند الولادة مثل: الأزرق الداكن والأبيض الممزوج بالأسود والأحمر المختلط بالأبيض، وتكون خيول البينتو مرقطة من اللون الأبيض مع لون آخر، وهناك ألوان أخرى مميزة وفريدة من نوعها في الكثير من سلالات الخيل، وكلها تشير إلى الفروق الجمالية الدقيقة في أنواع الخيل المختلفة.[٤]
أهمية الخيول عبر التاريخ
كانت علاقة البشر بالخيل فريدة من نوعها من أزمنة قديمة، وقد كان الخيل شريكًا وصديقًا وفيًا للإنسان يساعده في حرث الحقول وحصد المحاصيل ونقل البضائع والركاب، بالإضافة إلى الأغراض الحربية كنقل المحاربين والمناورات العسكرية بالعربات وغيرها، وشاع استخدامه في العصر الحديث في الرياضة والبطولات وجانب الترفيه بشكل عام، ومنذ حوالي 4 آلاف عام قام البدو الآسيويون باستخدام الخيول في العديد من الأغراض اليومية، وظلت تلك الحيوانات ضرورية للعديد من أغراض المجتمعات البشرية حتى ظهور المحرك، ولا تزال الخيل تحتفظ بمكان شرفي في العديد من الثقافات في الكثير من الدول.[٢]
هناك أنواع محددة الآن يتم استخدامها لأغراض التدجين، والخيل البري هو الوحيد الذي لم يتم تدجين أسلافه أبدًا، ومن المفارقات أن هذا الحيوان القوي والممتلئ يستطيع تأدية أكثر من مهمة في نفس الوقت، وهناك حوالي 400 سلالة مختلفة تتخصص في الكثير من الأغراض التي يتم تطويرها الآن لتناسب مهارات الخيل والحاجة إليها، ولقد مرت علاقة الإنسان بالخيل بمراحل متعددة، وفي مرحلة ما بدأ البشر في اكتشاف أسرار الخيل ومهاراتها وليس النظر لها على أنها مجرد طعام أو غيره.[٢]
وقد شاع قديمًا استخدام الخيل في رحلات الصيد والبرية، وقد كان الرعاة المغامرون يتسلقون فوق خيولهم بمهارة فائقة، ولكن ليس من المؤكد ما إذا كان البشر قد استخدموا الخيول لركوبها أولًا أم في الطعام أولًا، وقد كان ذلك في عصور قديمة للغاية قبل اختراع الكتابة، وتصور الأدلة الأثرية القديمة الخيل وهي تسحب المركبات في رسومات من الشرق الأوسط منذ حوالي 4000 عامًا، وأقدم دليل على ركوب البشر للخيول هو حفريات عمرها 5000 عامًا، وتشير تلك الحفريات إلى هيئات معينة كان يتم من خلالها ركوب الخيل من قبل الإنسان.
قد يكون البشر ركبوا الخيل قبل ذلك بوقت طويل، ولكن لا يوجد دليل مادي على ذلك، وقد ظهرت الثقافات البشرية التي تركز على الخيل في أماكن متفرقة من العالم، حيث كان يمكن أن تغطي الخيل والعربات التي تجرها الخيل أو المركبات مسافات كبيرة بسرعة هائل، ومع تطور طرق التجارة قام الإنسان ببناء الطرق لنقل الخيل والعربات بسرعة أكبر، حتى أنه كان يمكن للفارس قطع الطريق الملكي للإمبراطورية الفارسية في القرن الخامس قبل الميلاد وحمل رسالة لمسافة 1700 ميلًا في سبعة أيام بفضل الخيل فقط، مقارنة بحوالي 90 يومًا سيرًا على الأقدام.
المراجع
- ^ أ ب "Horse Facts"، www.livescience.com، Retrieved 04-05-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Horse", www.nationalgeographic.com, Retrieved 04-05-2020. Edited.
- ↑ " The Domestication and History of Modern Horses ", www.thoughtco.com, Retrieved 04-05-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Horse", www.britannica.com, Retrieved 04-05-2020. Edited.
- ↑ " Horse Habitat Facts: Lesson for Kids", study.com, Retrieved 04-05-2020. Edited.