الخفافيش
تحتوي رتبة الخفاشيات التي تندرج من ضمن الثديات على حيوان طائر شكل غموضًا لدى العديد من العلماء على مدى عصور، وهو حيوان الخفاش، والذي يتميز بقدرته على الطيران ليلًا من خلال الاستعانة بنظام التوجيه الصوتي، وذلك يعني قابليته على تحديد الموقع من خلال الموجات الصوتية، ووجد العلماء حاليًا أكثر من ألف نوع من الخفافيش، وتم العثور على أغلب أنواع الخفافيش في شمال تكساس وفي أمريكا الاستوائية، ويقال أنه في حال وجد فرد واحد من الخفافيش فهذا يدل على أن المئات أو الملايين منه يتواجدون في المكان، وتختلف الخفافيش فيما بينها في الحجم، فبعضها كبير جدًا وبعضها الآخر شديد الصغر، وتتميز الخفافيش بأنها تتشارك مع عدد من الثديات في سباتها الشتوي، وسيشرح المقال الآتي عن السبات الشتوي للخفافيش.[١]
السبات الشتوي للخفافيش
السبات الشتوي هي فترة طويلة من النوم العميق يمارسها عدد من الثديات خلال فترة الشتاء البارد، وتكمن فائدتها بأنها تسمح للحيوان بالبقاء على قيد الحياة خلال فترة الشتاء القاسية، ومن هذه الحيوانات حيوان الخفاش، إذ يبدأ السبات الشتوي للخفافيش في شهر نوفمبر، ويستمر حتى منتصف شهر مايو تقريبًا، وخلال السبات الشتوي تنخفض درجة حرارة أجسام الخفافيش ويبدأ معدل الأيض في التباطؤ، وذلك يجعل أجسامها تشعر بالبرد بشكل أقل، وتقوم الخفافيش بتوفير الطاقة والغذاء من خلال الدهون التي قامت بتخزينها بدلًا من هدر هذه الطاقة في البحث عن الطعام، ويمكن في بعض الأحيان أن يستيقظ الخفاش قبل انتهاء فترة سباته للبحث عن الطعام والعودة للنوم، وقد يظن البعض أن الخفافيش تعيش في الكهوف فقط، ولكن في الولايات المتحدة على سبيل المثال تجثم معظم الخفافيش على الأشجار، وتعد الخفافيش غير قادرة على إنشاء المسكن الخاص بها، فهي تعيش في أي فجوات جاهزة تجدها في طريقها.[٢]
أنواع الخفافيش
قام العلماء بتصنيف وتوزيع أنواع الخفافيش إلى نوعين رئيسيين؛ الخفافيش الكبيرة، والخفافيش الصغيرة، فبالنسبة للخفافيش الصغيرة تتصف بأنها تتغذى بشكل رئيسي على العث الليلي، وينتمي إليها نوع الخفافيش مصاصة الدماء وهو النوع الوحيد الذي يتغذى على الدم بدل الحشرات، وهي تفضل التغذي على دم الماشية أو الخيول وليس البشر، وذلك ما يبعث على الاطمئنان في بعض الأحيان لمن لا يمتلك المواشي أو الخيول، وتستطيع الخفافيش الصغيرة تحديد مواقعها باستخدام الصدى، حيث تصدر موجات صوتية تصطدك بالأجسام ليتشكل الصدى فتستطيع من خلال الترددات الصوتية الناتجة عنه تحديد حجم الأجسام وبعدها عنها، أما الخفافيش الكبيرة فتتصف بأنها تعيش في المواقع الاستوائية، وتتغذى على الفاكهة، رحيق الطلح وحبوب اللقاح، وتمتلك الخفافيش الكبيرة عيونًا أكبر من العيون التي لدى الخفافيش الصغيرة، كما تمتلك حاسة شم أقوى، بالإضافة إلى امتلاكها لأذنين أصغر حجمًا من الخفافيش الصغيرة، وتتضمن الخفافيش الكبيرة أكثر من مئة وخمسين نوعًا، وفي الغالب تكون هذه الأنواع أكبر حجمًا من الخفافيش الصغيرة.[٣]