علم البديع
علم البديع من أهم الأبواب في علم البلاغة، ويختص هذا العلم بتزيين النص وتجميله، من حيث اللفظ والمعنى، فيجعل النص سهلًا محببًا للمتلقي، ويُكسب النص إيقاعًا يجذب المتلقي، ومن فروع علم البديع: الجناس، والطباق، والمقابلة، والتورية، والسجع، وهذا المقال سيعرض معلومات عن السجع، وأثره في بناء النص الأدبي، ومن التعريفات المميزة لهذا العلم ما قاله العالم الموسوعي ابن خلدون: هو النظر في تزيين الكلام وتحسينه بنوع من التنميق، إما بسجع يفصله، أو تجنيس يشابه بين ألفاظه، أو ترصيع يقطع أوزانه، أو تورية عن المعنى المقصود بإيهام معنى أخفى منه، لاشتراك اللفظ بينهما، أو طباق بالتقابل بين الأضداد.[١]
معلومات عن السجع
ويُعرّف السجع على أنّه توافق الحرف الأخير في نهاية كل جملة أي توافق الفواصل، ويُسمى هذا التوافق في الشعر القافية، وفي النثر السجع، وفي القرآن الكريم الفاصلة القرآنية، وقيل أيضًا السجع هو الكلام المقفى من دون وزن يجري عليه المتكلم مثل الشعر، ويكره في السجع المتكلف منه، لأنه يوافق كلام الكهنة، وسجع الكهان هو الكلام المقفى غير الموزون الذي ارتبط في الجاهلية بشريحة الكهان، والكهان كانوا قبل الإسلام ذوي مكانة عند العرب، وكانوا يزعمون الاطلاع على علم الغيب.[٢]
وقد اشتهر السجع في العصر العباسي، وبدأ الناس يهتمون بتنميق الكلام وتزيينه، وللسجع شروط عدّة، فمن شروط السجع: الابتعاد عن التكرار، أن يبتعد الكاتب عن التكلف والتصنع في النص لأجل السجع، وأن تكون المفردات المستخدمة في السجع معروفة مألوفة، أن تكون الألفاظ المسجع بها تخدم المعنى ولها علاقة بالموضوع.[٣]
من أمثلة السجع: الصوم حرمان للنفس مشروع، وتأديب بالجوع، وتقربٌ لله وخشوع، والمعلومات عن السجع كثيرة، فمن حيث الطول له ثلاثة أنواع: السجع الطويل: الذي يصل إلى 15 سجعة متتالية، السجع المتوسط: وهو السجع الذي يتوسط بين السجع الطويل والسجع القصير، فتكون بضع سجعات متتالية، أمّا السجع القصير فهو الذي يتألف من سجعتين، وأجمل السجع ما كان قصيرًا ذا ألفاظ قليلة، فكلما قلت الكلمات بين السجعات كان أجمل.[٤]
وظيفة السجع
السجع يعطي جمالية للنص، من خلال الإيقاع والنغم الذي يكسبه للنص، فيهطل هذا السجع على مسامع القارئ، فيثيرها، ويجذبها للكلام، ويطربها، ولا بدَّ للكاتب من معلومات عن السجع المحمود حتى يجذب المتلقي، منها: الابتعاد عن التكلف والتصنع، وحتى تتحقق وظيفة السجع لابدَّ من الابتعاد عن التكرار لنبذ الملل عن نفس القارئ، والسجع يعطي النص قوةً ووضوحًا وتأثيرًا، فيغرس الأفكار، ويرسخها في الذهن والعقل؛ لذلك نجده مستخدمًا بكثرة في الخطب بكل أنواعها، وخاصة الأدبية، ويوصف السجع بأنه وسيلة للتعبير عن المشاعر والعواطف، بل والمساعدة في إثارة القارئ لهذه المشاعر.[٥]
ويكثر عند كثير من الباحثين الخلط بين السجع والفاصلة، فالسجع للنصوص النثرية، والفاصلة للآيات القرآنية الشريفة التي اتفق آخرها، مثل الآية الشريفة {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ}[٦] فقد اتفقت نهاية الآيات بحرفين وهما الواو والنون، فهذه تسمى فاصلة لأنها جاءت في البيان القرآني، إذًا السجع يأتي فقط في النصوص النثرية على اختلاف أنواعها.[٥]
المراجع
- ↑ "علم البديع"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "سجع الكهان"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 11-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "السجع المباح والمذموم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "سجع"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-02-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "سجع"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-02-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة القلم، آية: 1-2-3-.