معلومات عن الشخصية الحدية

كتابة:
معلومات عن الشخصية الحدية

التعريف بالشخصية الحدية

تعرف الشخصية الحدية (بالإنجليزية: Borderline Personality Disorder) بأنها اضطراب يغير الحالة المزاجية والسلوكية باستمرار، الأمر الذي ينتج عنه تصرفات اندفاعية غير محسوبة، ومشكلات في العلاقات بالآخرين، ويعاني المصابون باضطراب الشخصية الحدية من نوبات غضب، وقلق واكتئاب شديد، يمكن أن تستمر من ساعات إلى أيام.[١]

يعاني هؤلاء الأشخاص من الشك الذاتي في أنفسهم وقيمتهم، وهذا ما يجعل اهتماماتهم وقيمهم وآرائهم عن الآخرين تتغير سريعًا وباستمرار، فمن يراه صديقًا يومًا يراه في اليوم التالي عدو، وهذا ما يجعل علاقاتهم غير مستقرة على الإطلاق، كما تميل الشخصية الحدية إلى الحكم الكلي المتطرف على الأشياء، فالأشياء في وجهة نظره إما تكون كلها جيدة أو كلها سيئة.[١]

أسباب الشخصية الحدية

إن أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية غير واضحة تمامًا، لكنه مثله مثل مختلف اضطرابات الشخصية الأخرى عمومًا، يمكن أن يكون سببه نابعًا من عدة عوامل وراثية وبيئية، فعلى الرغم من أن المصابين بهذا المرض لهم خلفيات شخصية مختلفة، إلا أن معظمهم كان يعاني من صدمة ما أو تعرض للإهمال أو التنمر في مرحلة الطفولة.[٢]

أعراض الشخصية الحدية

يبدأ اضطراب الشخصية الحدية في أغلب الأوقات في مرحلة البلوغ، ويزداد سوءًا في مرحلة الشباب، ويؤثر هذا الاضطراب فيما يشعر به المصاب تجاه ذاته، وطريقة تصرفه وتعامله مع الآخرين، وتشمل أعراضه ما يأتي:[٣]

  • خوف شديد من الهجر

يعاني أصحاب الشخصية الحدية من الخوف الشديد من التعرض للهجر، حتى أن الأمر يصل بهم إلى القيام بتصرفات متطرفة من أجل تجنب الانفصال أو الرفض.

  • اضطراب في العلاقات

لأصحاب الشخصية الحدية علاقات غير مستقرة، لأنهم يرون الشخص الذي أمامهم مثاليًا، وفي اللحظة التالية يعتقدون فجأة أنه قاسي أو لا يهتم بما فيه الكفاية.

  • اضطراب الهوية الذاتية

يعاني أصحاب الشخصية الحدية من اضطراب في الهوية الذاتية، حيث ينظرون إلى أنفسهم أحيانًا كأشخاص سيئين، أو كشخصيات هامشية غير موجودة، وليس لها دور على الإطلاق.

  • جنون الارتياب

يمر أصحاب الشخصية الحدية بفترات يعانون فيها من جنون الارتياب، الذي يرتبط بالتوتر وانقطاع الصلة تمامًا بالواقع، وتستمر هذه الحالة من عدة دقائق إلى عدة ساعات.

  • اضطراب السلوك

يميل أصحاب الشخصية الحدية إلى السلوك المتهور المحفوف بالمخاطر، مثل؛ التهور في القيادة، أو الإفراط في تناول الطعام، أو تعاطي المخدرات، أو تدمير الأشياء الجيدة، مثل؛ ترك وظيفة مناسبة جدًا فجأة، أو إنهاء علاقة جيدة.

  • الميل إلى إيذاء النفس

يميل أصحاب الشخصية الحدية إلى السلوك الانتحاري، وإيذاء النفس، ويكون هذا في الغالب نابعًا من خوفهم من التعرض للرفض أو الانفصال.

  • التقلبات المزاجية

يعاني أصحاب الشخصية الحدية من تقلبات مزاجية شديدة تستمر من عدة ساعات إلى عدة أيام، والتي يمكن أن تتراوح من السعادة المفرطة إلى الخجل الشديد أو القلق المبالغ فيه.

  • نوبات غضب متكررة

يعاني أصحاب الشخصية الحدية من نوبات متكررة من الغضب، ويفقدون أعصابهم بشكل غير مبرر باستمرار، ويتراوح الأمر من مجرد السخرية اللاذعة إلى المشاجرات الجسدية والعنف.

أنواع الشخصية الحدية

هناك 4 أنواع لاضطراب الشخصية الحدية، مع العلم أنه يمكن تشخيص بعض الحالات بأكثر من نوع في الوقت نفسه،[٤] وهذه الأنواع تتمثل فيما يأتي:

 المندفع

اضطراب الشخصية الحدية المندفعة، وفيه تتصرف الشخصية بطريقة اندفاعية خطيرة في معظم المواقف، دون أدنى اعتبار للآخرين، أو تفكير في العواقب المحتملة، ويظهر على هذا النوع من أنواع الشخصية الحدية صفات مثل؛ النشاط، الكاريزما، والانعزالية، ويكون لدى هؤلاء الأشخاص سلوكيات مميزة مثل:[٤]

  • الشراهة المفرطة سواء في الأكل، أو إنفاق المال.
  • السلوكيات الخطرة المدمرة، كتعاطي المخدرات، والكحول، والقمار، والقيادة المتهورة.
  • السلوك العدواني كالاعتداء الجسدي، وتحطيم الأشياء، والصراخ.

المحبَط

اضطراب الشخصية الحدية المحبطة أو الهادئة، وفيه تخاف الشخصية من التعرض للهجر، حتى أنها تتخذ أي إجراءات متطرفة لمنع حدوث هذا، ويلوم هذا النوع نفسه باستمرار بدلًا من لوم الآخرين.[٤]

تكون عواطفه داخلية أكثر من الذين يعانون من أنواع أخرى من اضطراب الشخصية الحدية، وتظهر على أصحاب هذا النوع سمات مثل؛ المثالية، والنجاح، والأداء العالي، والاكتئاب، والانفصال، والاغتراب، وغيرها، وتتميز سلوكياتهم بالآتي:[٤]

  • ضعف الروابط والثقة بينهم وبين الآخرين.
  • الشعور بالوحدة، والعزلة.
  • تدني احترام الذات، والميل إلى الانتحار.
  • الشعور بالحاجة، والاعتماد على الآخرين.
  • التقلب المزاجي، ونوبات الغضب عند التعرض للهجر.

ذاتي التدمير

يميل هذا النوع من أنواع الشخصية الحدية إلى كراهية الذات وتدني احترامها، ويعاني ذاتي التدمير من انخفاض الرغبة في النوم، وزيادة الطاقة، والشعور بالنشوة، لذا يخلط أحيانًا بين الشخصية الحدية ذاتية التدمير وبين الهوس أو الاضطراب ثنائي القطب، وتتميز سلوكيات المصابين بهذا النوع بالآتي:[٤]

  • الميل إلى تعاطي المخدرات.
  • القيام بنشاطات خطيرة لزيادة الأدرينالين.
  • تطوير سلوكيات إيذاء النفس كالضرب، والخرق، والخدش، والتقطيع.
  • التهديد بالانتحار.

العدواني

النوع الرابع من أنواع الشخصية الحدية هو الشخصية الحدية العدوانية، التي يميل صاحبها إلى تطوير نوبات شديدة من الغضب، تصل إلى حد التصرف بعدوانية وعبث، ويشعر هذا النوع بعدم الاستحقاق والجدارة، مما يزيد من رغبته في الشعور بالحب والسيطرة.[٤]

لذا يميل إلى التلاعب بالطرف الآخر في العلاقة، ويترافق مع هذه التصرفات الميل إلى تعاطي المخدرات، وغيرها من السلوكيات الشاذة الأخرى، ومن أبرز سلوكيات المصابين باضطراب الشخصية الحدية العدوانية ما يأتي:[٤]

  • الغضب، وقلة الصبر.
  • العناد، وتحدي الآخرين.
  • العدوانية السلبية.
  • التقلبات الحادة في المزاج.

كيف يمكن علاج الشخصية الحدية؟

يمكن للمصابين باضطراب الشخصية الحدية، الذين يخضعون لخطة علاجية شاملة، تحسين نتائج حالتهم بنسبة كبيرة، حيث يجب أن تشمل خطة العلاج ما يأتي:[٥]

العلاج النفسي

هو حجر أساس علاج الشخصية الحدية، حيث يهدف إلى السيطرة على الخلل العاطفي لديها، من خلال تعليمها مهارات التأقلم والتقبل، وهناك عدة أنواع من العلاجات النفسية التي أتت بثمارها مع هذه الحالة مثل: العلاج السلوكي الجدلي (DBT) الذي يركز على ممارسة التأمل، والتنفس المنتظم، والتهدئة الذاتية، وتعلم كيفية ضبط النفس.

وكذلك العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يساعد على تعلم المرضى لاستراتيجيات التأقلم الفعالة، ومحاولة القيام بها للسيطرة على أنفسهم، والعلاج العقلي (MBT) الذي يساعد المريض على استكشاف مشاعره بإيجابية، والابتعاد عن التفكير في الآخرين بسلبية.

الأدوية

لا يوجد دواء مصمم لعلاج اضطراب الشخصية الحدية خصوصًا، لكن هناك العديد من الأدوية التي تفيد في علاج بعض أعراض الشخصية الحدية، مثل أدوية الاكتئاب والقلق.

الرعاية المجتمعية المناسبة

على الرغم من أن تلقي العلاج يمكن أن يكون في العيادات، فإن هناك بعض الحالات التي يتطلب علاجها توفير قدر كافٍ من الرعاية المجتمعية، ووجود بيئة آمنة في أثناء العلاج، مثل الشخصية الحدية التي تميل للانتحار.

المشاكل المرتبطة باضطراب الشخصية الحدية

يمكن أن يعاني العديد من المصابين باضطراب الشخصية الحدية من مشكلات صحية، أو عقلية، أو سلوكية أخرى، تترافق مع اضطرابهم، مثل:[٢]

  • إدمان الكحول.
  • اضطراب القلق العام.
  • الاضطراب ثنائي القطب.
  • الاكتئاب.
  • تعاطي المخدرات.
  • اضطرابات الشهية، سواء فقدان الشهية أوالشره.
  • اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو غيرها من اضطرابات الشخصية الأخرى.

كيف تتعامل مع الشخصية الحدية؟

يمكن للأشخاص المحيطين بمصاب اضطراب الشخصية الحدية أن يقدموا له المساعدة من خلال ما يأتي:[١]

  • تقديم الدعم العاطفي والصبر، مع محاولة فهم الشخصية، وتشجيعها على التحسن.
  • القراءة عن الاضطرابات النفسية عمومًا، والشخصية الحدية خصوصًا، للتمكن من فهم ما يمر به المصاب.
  • طلب المشورة الشخصية من المتخصصين، لكن لا ينبغي أن تكون المشورة من المعالج نفسه الذي يعالج الشخص المصاب.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Borderline Personality Disorder", nih, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Overview - Borderline personality disorder", nhs, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  3. "Borderline personality disorder", mayoclinic, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "The Four Types of Borderline Personality Disorder", verywell health, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  5. "Borderline Personality Disorder", nami, Retrieved 24/11/2021. Edited.
6064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×