معلومات عن الشعر الأندلسي

كتابة:
معلومات عن الشعر الأندلسي

مفهوم الشعر الأندلسي

لماذا اختُلِف على مسمى الشعر الأندلسي؟

الشعر الأندلسيّ هو ذلك الفن الذي انبثق عن الحضارة العربية في الأندلس، وقد امتاز الشعر الأندلسيّ بمجموعة من الخصائص التي اكتسبها من مكان انبثاقه وتأثره ببيئته والأغراض الشعرية الشائعة في ذلك العصر، وقد استطاع الشعر الأندلسيّ أن يكون بمثابة الفنّ المحاكي للواقع، وقد اتّسم بالبساطة والوضوح بشكل كبير، خاصّة وأنّه تغنى بالجمال والطبيعة والغزل في كثير من الأحيان، واستطاع الشعر الأندلسي أن يبث الكثير من الأفكار الجديدة في طيّات الشعر العربي سواء أكان من ناحية اللفظ أم الصورة أم التركيب.[١]


يعترض كثيرٌ من الباحثين على تسمية الناس للشعر الذي قيل في الأندلس "الشعر الأندلسي"؛ فليست الأندلس عصرًا زمنيًّا قد مرّ على الأمّة، وإنّما كانت بدايتها في عهد الخلافة الأموية، ثمّ عاصرت الخلافة العباسيّة في بغداد، ومع ذلك فقد بقيت تابعة للأسرة الاموية حتى عصر الطوائف، ويرى الباحثون أنّ التسمية الأنسب هي: "الشعر العربي في الأندلس".[١]


تاريخ ظهور الشعر الأندلسي

هل حمل شعر الفتح الإسلامي للأندلس بصمة خاصة به؟

يعود ظهور الشعر الأندلسي إلى الفتح الإسلامي لشبه جزيرة أيبيرية، وكان الشعر في الأندلس مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالحياة السياسيّة، ففي المرحلة التي تلت الفتح الإسلامي كان الشعر الأندلسي ما يزال في بداياته ولم تكن له صبغة خاصة، وقد كان الأندلسيون في هذه الأثناء يعيشون على شعر المشارقة، ومَن حاول أن يأتي بشيء جديد في هذا الوقت لم يكن شعره إلا تقليدًا لهم، ومن بينهم أبو الأجرب جَعْونة بن الصمة، فكان اعتمادهم على جزالة اللفظ وقوة العبارة، وأهملوا تجديد الصورة أو الفكرة.[٢]


بعد ذلك بدأت المرحلة السياسية الثانية، وذلك بمجيء عبد الرحمن الدّاخل إلى الأندلس وتأسيسه فيها الدّولة الأموية، فازدهر الشعر في هذه المرحلة بشكل خاص، وكانت فاتحة الأشعار في هذه المرحلة قول عبد الرحمن الداخل:[٢]

أَيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُيَمِّمُ أَرْضِي

أَقْرِ مِنْ بَعْضِي السَّلامَ لِبَعْضِي

إِنَّ جِسْمِي كَمَا عَلِمْتَ بِأَرْضٍ

وَفُؤَادِي وَمَالِكِيهِ بِأَرْضِ

قُدِّرَ البَيْنُ بَيْنَنَا فَافْتَرَقْنَا

فَعَسَى بِاجْتِمَاعِنَا اللهُ يَقْضِي


لقد اشتُهر في هذه المدة الزمنية كثير من الشعراء، ومنهم الشاعر عباس بن ناصح الذي كان على علمٍ كبيرٍ في الأدب واللغة، ولكنه عُرفَ شاعرًا أكثر منه عالمًا، وقد خلّف عباس من بعده ديوانًا كان موضع عناية شعراء الأندلس ردحًا من الزمن، ومع ذلك لم تكن للطبيعة الأندلسية أثر كبير في هذه المرحلة، بل كان الشعر أشبه بمسجل للوقائع الحربية، وبعد الداخل جاء عصر الخلافة، وهناك يمكن القول إنّ الشعر الأندلسي قد نضج تمامًا، ولمّا سقطت الدولة الأموية وجاء عهد ملوك الطوائف ازدهر الشعر ازدهارًا عظيمًا، وصار للأندلسيّين شعر ناضج يعبّر عن كيانهم وثقافتهم.[٢]

موضوعات الشعر الأندلسي

تنوّعت الموضوعات في الشعر الأندلسي، فجمع بين الموضوعات التقليدية للشعر من مدح، والغزل، وغيرها، إلى جانب موضوعات توسع بها الشعراء كرثاء المدن، والشعر التعليمي، وكذلك فإن الاهتمام بالغناء أدى إلى وجود فنون شعرية مستحدثة أهمها: الموشحات، والزجل، ومن هذه الموضوعات ما يأتي.

شعر المدح

هو من فنون الشعر التقليدية التي نظم فيها الأندلسيون الشعر وأكثروا منه، بسبب اتصالهم بالحكام الأندلسيين على اختلاف المراحل السياسية التي مرّت بها الأندلس، ومن أهم الشعراء: ابن هانئ الأندلسي، وابن درّاج القسطلي، وابن حمديس الصقلي، وقد تأثر هؤلاء الشعراء بالشعراء القدماء في شعرهم.[٣]

شعر الغزل

هو من فنون الشعر التقليدية التي نظم فيها الأندلسيون الشعر، فأجاده كثير من الشعراء، وعبّروا عن حبّهم وألَمِهم من الفراق، وقد تأثر هذا الموضوع الشعري بالقدماء من جهة، وكانت له خصوصيته من جهة أخرى؛ لأن الشاعر الأندلسي متأثر بالطبيعة الأندلسية مما أثر في الشعر ألفاظًا وبناءً، ومن أشهر قصائد الغزل قصيدة ابن زيدون في حب ولادة بنت المستكفي.[٤]


رثاء المدن

هو من الموضوعات التي توسع بها الشعراء الأندلسيون فكانوا يرثون المدن والإمارات التي تسقط من الأندلس، ويبكون الأندلس وضياعها، ويعبرون عن ألمهم وحزنهم، ويصورون الأحوال التي تتزامن مع سقوط هذه المدن والإمارات، والحال الذي آل إليه العرب، وكانت أول مدينة سقطت مدينة طليطلة، وقد عبر الشعراء عن صدمتهم بسقوطها بقصائد متعددة، ومن الشعراء من رثى الأندلس، ومن أشهر القصائد: قصيدة لأبي البقاء الرندي.[٥]

الشعر التعليمي

هو من الموضوعات التي توسع بها الشعراء الأندلسيون أيضًا، فقد كان الشعر التعليمي موجودًا في العصر العباسي، والهدف من هذا الشعر تسهيل علم من العلوم، ومحاولة حفظه وتذكره، وتنظم على بحر الرجز، وانتقل الشعر التعليمي إلى الأندلس، ومن الأمثلة على هذا الشعر: ألفية ابن مالك في النحو، وألفية لسان الدين بن الخطيب في الفقه، وغيرها، بالإضافة إلى ذلك أرجوزة يحيى بن حكم الغزال في فتح الأندلس.[٦]

الموشحات

فن شعري مستحْدَث وهو خاص بالعصر الأندلسي، وله قواعد معيَّنة في التقفية، والشكل البنائي للقصيدة وأقسامها، وباستعماله اللُّغة الدارجة وبعض الألفاظ الأعجمية في الخرجة، وقد اتصل اتصالًا وثيقًا بالغناء. ومن أهم الشعراء في الموشحات: لسان الدين بن الخطيب، وابن زهر الإشبيلي.[٧]

الزجل

هو فن شعري مستحْدَث أيضًا في الأندلس، ويمكن تعريفه بموشَّح منظوم باللغة العاميَّة، نسجته الطبقة العاميَّة على سليقتها، التي كانت تؤدَّى مصحوبة بالموسيقى، ونظمت دون التِزام بقافية أو وزن، وهي تقابل فن الموشحات عند المثقفين، وأوَّل مبتكر للزَّجل هو أبو بكر بن قزمان، ومن الزجَّالين الكبار في الأندلس أيضًا: أحمد بن الحاج المعروف بمدغليس الذي يعد من أهم الزجالين بعد ابن قزمان عند الأندلسيين.[٨]


خصائص الشعر الأندلسي

يمتاز الشعر الأندلسي بخصائص متعددة، بسبب تأثره بالحياة السياسية، والاجتماعية، والحضارية، وما يتعلق بخصوصية الأندلس، وطبيعتها وهذا كله أثر في الشعر الأندلسي شكلًا ومضمونًا، وأثر بالشعراء الأندلسيين فنظموا شعرًا متميزًا، عبروا فيه عن عصرهم ومن أهم هذه الخصائص ما يأتي:

  • إيثار الشعراء الأندلسيين الأسلوب، الذي يتَّسم باللين والرقة والسهولة، وهذا لا يعني ضعف الشعر، فقد استخدمواالألفاظ الموحية بالمعنى عن قرب، وهذا يجعل القارئ يقف على حقيقة مشاعرهم وأحاسيسهم بسهولة ويسر. وفي ذلك يقول أحمد ضيف: "فقد عهدنا الأندلسيين برعوا في نوع جميل من الخيال، ورقة الأسلوب، وجزالة اللفظ، والأوصاف التي دعتْهم إليها آثار تلك المدنية الحديثة، ولم يَعهدها شعراء العرب".[٩]
  • حافظ الشعراء الأندلسيون على الأسلوب العربي المحكم البناء، القوي والرصين، وتأثروا بالشعراء المشارقة، ومن ذلك قول المعارضات الشعرية للمتنبي، ولأبي العلاء المعري وغيرهما، ولكن هذا لم يمنع أن يكون لهم خصوصية في شعرهم من حيث اللغة والأسلوب.[١٠]
  • مراوحة الأدب الأندلسي بين التقليد والتجديد، وقد جدد الشعراء الأندلسيون في الشعر، وبلغ التجديد في الشعر ذروته في القرن السادس الهجري، ومن شعراء هذا القرن ابن خفاجة، وابن عبدون وغيرهما.[١١]
  • تخلص الشعر الأندلسي من قيود القصيدة التقليدية، ويظهر هذا واضحًا في الموشحات الأندلسية، وذلك تأثرًا بالبيئة الأندلسية.[١١]
  • تميز الأندلسيون بشعر الطبيعة، و تفوقوا فيه، وأتوا بقصائد كثيرة تعبرعن جمال طبيعة الأندلس من بساتين، وحقول، وأزهار، وأنهار، وغيرها.[١٢].

مظاهر التجديد في الشعر الأندلسي

ما الجديد الذي أضافه الأندلسيّون للشعر العربي؟

لقد كان للشعر الأندلسي أثر عظيم في التجديد في الشعر العربي، والإسباغ على الشعر بوشاحٍ خاصٍ فيه لم يُنازعه إياه أحد في تلك المرحلة، ومن مظاهر التجديد تلك:


ظهور الموشحات

إنّ الموشحات في غالبها لا تُبنى على أوزان الفراهيدي -مع أنّ قسمًا منها جاء على تلك الأوزان- بل لها أوزان خاصّة بها، وقد سُمّي ذلك اللون من الشعر بهذا الاسم لأنّه كالوشاح؛ فيدلّ أوّل الموشح على آخره، فلو بدأ بالغزل فهو ينتهي بالغزل هذا على الغالب، وقيل في ذلك أقوال كثيرة، ومن أمثلة الموشحات ما قاله لسان الدين الخطيب:[١٣]

جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى

يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما

في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى

تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

زُفَرًا بيْنَ فُرادَى وثُنَى

مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا

فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما

كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ


ظهور شعر الزجل

بعد الموشحات هنالك فن الزجل، وهو نوع من أنواع الشعر كانت بداية نشأته في الأندلس، ثم انتقل بعدها إلى أرجاء المشرق العربي، فيكون شأنه في ذلك شأن الموشحات، وقد ظهر هذا النوع من الشعر في نهاية القرن الخامس الهجري، فهو نوع من أنواع النظم لكنّه يختلف عن القصيدة من حيث الإعراب والقافية، ويختلف عن الموشح من حيث الإعراب، ومن نماذج الزجل ما جاء على لسان الفقيه عمر وهو واحد ممّن اشتهروا فيه:[١٤]

غَرْنَاطَهْ فِتْنَةْ لِلْبَشرْ

لِلنَّظَرْ مَغَانِيهَا تُبْدِي

فَاقَتْ بِأَنْوَاعِ الْشَّجَرْ

وَالزَّهَرِ أَحْمَرْ وَدِيدِي

وَالْحَوْزُ وَاجِبْ يَنْشَكِرْ

بَيْنَ الْبَشَرْ خُلِقْ مِنَ الْخُلْدِ

يَا مَا أَحْسَنُو حِينَ يُبْدِي

وَمَا أَعَـزُّو عَلَى كِبْدِي

رجوع غَرِيبْ مُسَيْكِنْ

بَقِيتْ أَنَا وَحْدِي


التجديد في الأغراض الشعرية

لم يكن التجديد في الشعر الأندلسي بأنواعه فقط، بل كان التجديد كذلك في الأغراض الشعرية نفسها التي استحدثها شعراء الأندلس وأبدعوا فيها، ومن ذلك:


شعر الطبيعة

إنّ الطبيعة في الأندلس هي محراب الشعراء سواء أكانت صامتة أم حية، فاتّخذوها مادة لأدبهم، فيلجؤون إليها وينثرون بين جنباتها همومهم وأحزانهم، وأشهر ما قيل في ذلك:[١٥]

فِي أَرْضٍ أَنْدَلُس تلتذ نعماءُ

وَلَا يُفَارِقُ فِيهَا القَلْبُ سَرَّاءُ

أَنْهَارُهَا فِضَّةٌ وَالمَسْكَ تُرْبَتُهَا

والخز رَوْضَتُهَا وَالدُّرُّ حصباءُ


لقراءة المزيد، انظر هنا: خصائص شعر الطبيعة.


شعر الحنين

إنّ شعر الحنين قديم في الشعر العربي، ولكنّ الأندلسيين أضافوا عليه من نظرتهم الخاصة وروحهم، فصار يحمل بصمتهم المتمثلة بمعاناتهم من خلال الطرد المستمرّ لهم من ديارهم إلى أن أُخرجوا من شبه الجزيرة الأيبيريّة، ومن ذلك قول ابن حمديس الصقلي:[١٥]

إِنِّي لأبْسُطُ للقَبولِ إذا سَرَتْ

خَدّي وَأَلقاها بِتَقبيلِ اليَدِ

وَأَضُمُّ أَحنائي على أَنفاسِها

كَيمَا تُبَرّدَ حَرّ قلبٍ مُكْمَدِ

مَسَحَتْ كراقيةٍ عليّ بكفّها

ونقابُها ندٌّ من الزّهَرِ النّدي

وعَرَفتُ في الأَرواحِ مَسراها كَما

عَرَفَ المريضُ طبيبَهُ في العُوّد

ما لي أطيلُ عنِ الدّيارِ تَغرّباً

أَفبِالتَّغرُّبِ كانَ طالعُ مَولدي

أهم شعراء الأندلس

  • ابن خفاجة: شاعر أندلسي قصر شعره على وصف الطبيعة، ولذلك عرف بصنوبري الأندلس وجنّان الأندلس. ولد ابن خفاجة ونشأ وتوفي في مدينة بلنسية، وقد عاش في زمن ملوك الطوائف، ولكنه لم يمدحهم، عاش بين عامَيْ "450 - 533 هـ"، ومن أشهر قصائده "وصف الجبل"، وله ديوان شعر مطبوع.[١٦]
  • المعتمد بن عبّاد: كان ملكًا على مدينة إشبيلية في الأندلس بين عامي"461-484"، وكان فارسًا وشاعرًا مجيدًا، وقد وقع في أسر المرابطين الذين جاءوا من المغرب؛ ليسيطروا على الأندلس، وأسر المعتمد على أيديهم في مدينة أغمات في المغرب، وتوفي في الأسر عام "488هـ" وله أشعار قالها وهو في السجن. [١٧]
  • ابن عبدون: هو أبو محمد عبد المجيد بن عبد اللّه بن عبدون الفهري اليابري، من يابرة غربي بطليوس، وكان صاحب ملكة شعرية، وقد ظهر هذا عنده في سن مبكرة، فمدح المتوكل عمر بن المظفر أمير بطليوس، و كان كاتبًا شاعرًا شجاعًا فارسًا، و كان مثل أبيه يعد ملاذًا لأهل الأدب و الشعر، و أعجب المتوكل بالشاعر في إمارته، ولكن لم يكن ثمة قبول بين الطرفين، فاتصل الشاعر بالمعتمد بن عبّاد ومدحه.[١٨]
  • ابن دراج القسطلي: هو شاعر أندلسي مُجيد اسمه أحمد بن محمد بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر، كان شاعر المنصور بن أبي عامر، في عهد الحجابة العامرية، وكاتب الإنشاء في أيامه، ويعد من العلماء المتقدمين، والشعراء الفحول في عصره، يجيد نظم الشعر، وله أشعارٌ حسنة، وقد أشاد بالشاعر كل من كتب عنه من النقاد في المشرق والمغرب، فقد شبهه الثعالبي في كتاب اليتيمة بالمتنبي.[١٩]


نماذج من الشعر الأندلسي

بما أن العصر الأندلسي من العصور التي ازدهر فيها الشعر، فقد ظهر عدد كبير من الشعراء والشاعرات الذين نظموا الشعر في موضوعات متعددة، وكان شعرهم معبرًا عن عصرهم بجوانبه المختلفة، السياسية، والحضارية، والمظاهر الطبيعية ، ومن النماذج الشعرية ما يأتي:


  • قصيدة الشاعر ابن زيدون في ولادة بنت المستكفي:[٢٠]

أَضحى التَنائي بَديلًا مِن تَدانينا

وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا

أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا

حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا

بنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا

شَوقًا إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا

نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا

يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا

عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت

صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا


  • ابن شهيد الأندلسي في وداع أصدقائه قبل الموت:[٢١]

أستودع الله إخواني وعشرتهم

وكل خرق إلى العلياء سباق

وفتية كنجوم القذف نيرهم

يهدي وصائبهم يودي بإحراق

وكوكبًا لي منهم كان مغربه

قلبي ومشرقه ما بين أطواقي

الله يعلم أني ما أفارقه

إلا وفي الصدر مني حر مشتاق

كنا أليفين خان الدهر ألفتنا

وأي حر على صرف الردى باقي


  • المعتمد بن عباد أبيات قالها في أول عيد له في الأسر: [٢٢]

فيما مَضى كُنتَ بِالأَعيادِ مَسرورا

فَساءَكَ العيدُ في أَغماتَ مَأسورا

تَرى بَناتكَ في الأَطمارِ جائِعَةً

يَغزِلنَ لِلناسِ ما يَملِكنَ قَطميرا

بَرَزنَ نَحوَكَ لِلتَسليمِ خاشِعَةً

أَبصارُهُنَّ حَسراتٍ مَكاسيرا

يَطأنَ في الطين وَالأَقدامُ حافيَةٌ

كَأَنَّها لَم تَطأ مِسكًا وَكافورا

قَد كانَ دَهرُكَ إِن تأمُرهُ مُمتَثِلًا

فَرَدّكَ الدَهرُ مَنهيّاً وَمأمورا


  • عائشة القرطبية تمدح المظفر بن المنصور بن أبي عامر:[٢٣]

أراكَ اللهُ فيه ما تُرِيدُ

ولا بَرِحَت معاليه تزيدُ

فقد دلَّت مَخَايِلُهُ على ما

تُؤَمّله، وطالعــه السعيدُ

تشوّقت الجيادُ لهُ وهَزّ الحـ

سامُ هوى وأشرقت البنودُ

فسوف تراهُ بَدرًا في سَماءٍ

مــن العليا كواكبه الجنودُ

وكيف يخيب شِبل قد نَمَتْهُ

إلى العليا ضراغمةٌ أُسودُ


  • حمدونة الأندلسية في وصف واد ووجه حسن:[٢٤]

أباح الدمع أسراري بوادي

له في الحسن آثار بوادي

فمن نهر يطوف بكل روض

ومن روض يرف بكل وادي

ومن بين الظباء مهاة إنس

سبت لبي وقد ملكت فؤادي

لها لحظ ترقّده لأمر

وذاك الأمر يمنعني رقادي

إذا سدلت ذوائبها عليها

رأيت البدر في أفق السواد

كأن الصبح مات له شقيق

فمن حزن تسربل بالسواد


كتب عن شعر الأندلس

من أبرز الذين ألّفوا في شعر الأندلس؟

لقد ألّف كثير من الأدباء والباحثين والنقّاد كتبًا عن الأدب العربي في الأندلس، ومن أبرز تلك الكتب:


  • محاضرات في الشعر الأندلسي والمغربي: صدر عام 2014م، وهو كتاب مُقرّر على الطلاب الجامعيين في جامعة دمشق وبعض الجامعات السوريّة الأخرى، وقد ألّفه عدد من الأساتذة الجامعيين من نخبة الباحثين في سوريا، يقع الكتاب في نحو 450 صفحة، ويتحدّث عن الأدب في الأندلس والمغرب منذ البداية حتى سقوط الأندلس.[٢٥]


  • في الأدب الأندلسي: صدر عام 2000م، وهو كتاب من تأليف الدكتور الباحث محمد رضوان الداية، يتحدث عن الأدب الأندلسي من البداية حتى سقوط غرناطة، ولكنّه يمرّ عليه سريعًا فلا مجال للإحاطة بهذا الأدب بسبب اتساعه وتطاول عصره، وقد صدر عن دار الفكر في دمشق في 385 صفحة.[٢٦]


  • تاريخ الأدب الأندلسي: صدر عام 1999م، وهو كتاب للدكتور في جامعة الإسكندرية محمد زكريا عناني، يؤرّخ للأدب الأندلسي من حيث النشأة وعوامل الازدهار، ويضيء على الجديد الذي أتى به الأندلسيّون، ويقف على أبرز الشعراء في كلّ عصر من عصور الأندلس، مثل عصر الولاة والخلافة والمرابطين وهلمّ جرًّا.[٢٧]


لقراءة المزيد، انظر هنا: خصائص الشعر الأندلسي.

المراجع

  1. ^ أ ب زروقي بن فطيمة، ليازيدي فاطيمة، مظاهر التجديد في الشعر الأندلسي، مستغانم - الجزائر:مطبوعات جامعة عبد الحميد بن باديس، صفحة 7 - 8. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت حسناء أقدح، الشعر الأندلسي، دمشق:مطبوعات جامعة دمشق، صفحة 9 - 11. بتصرّف.
  3. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 49. بتصرّف.
  4. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 58.بتصرّف.
  5. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 139-140، 278. بتصرّف.
  6. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 150-151. بتصرّف.
  7. " لماذا نشأ فن الموشَّحات في الأندلس؟"، الميادين، اطّلع عليه بتاريخ 2/9/2021. بتصرّف.
  8. "الــزجــــل"، الشروق، اطّلع عليه بتاريخ 2/9/2021. بتصرّف.
  9. "تعريف الشعر الأندلسي وخصائصه"، اعرف أكثر، اطّلع عليه بتاريخ 2/9/2021. بتصرّف.
  10. "خصائص الشعر الأندلسي "، أفضل إجابة، اطّلع عليه بتاريخ 2/9/2021. بتصرّف.
  11. ^ أ ب سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 45. بتصرّف.
  12. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 79. بتصرّف.
  13. دياب الراشد، في الشعر الأندلسي، دمشق:مطبوعات جامعة دمشق، صفحة 20. بتصرّف.
  14. دياب الراشد، في الشعر الأندلسي، دمشق:مطبوعات جامعة دمشق، صفحة 25. بتصرّف.
  15. ^ أ ب رميسة زغمار، وفاء مزيانة، الصورة الشعرية في شعر ابن هانئ الأندلسي، الجزائر:مطبوعات جامعة العربي بن مهيدي، صفحة 12 - 16. بتصرّف.
  16. صلاح جرار (2009)، قراءات في الشعر الأندلسي (الطبعة الثانية)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 99، 100. بتصرّف.
  17. صلاح جرار (2009)، قراءات في الشعر الأندلسي (الطبعة الثانية)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 139. بتصرّف.
  18. "ابن عبدون "، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
  19. "معلومات عن ابن دراج القسطلي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/9/2021. بتصرّف.
  20. "أضحى التنائي بديلا من تدانينا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019.
  21. "أستودع الله إخواني وعشرتهم"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019.
  22. "فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019.
  23. سامي أبو زيد (2012)، الأدب الأندلسي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 234.
  24. "حمدة ويقال حمدونة "، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019.
  25. مجموعة من المؤلفين، محاضرات في الشعر الأندلسي والمغربي، دمشق:مطبوعات جامعة دمشق، صفحة 1. بتصرّف.
  26. محمد رضوان الداية، في الأدب الأندلسي، دمشق:دار الفكر، صفحة 1. بتصرّف.
  27. محمد زكريا عناني، تاريخ الأدب الأندلسي، مصر:دار المعرفة الجامعية، صفحة 1. بتصرّف.
7083 مشاهدة
للأعلى للسفل
×