معلومات عن الصحابي الذي غسلته الملائكه

كتابة:
معلومات عن الصحابي الذي غسلته الملائكه

معلومات عن الصحابي الذي غسلته الملائكة

هو الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن مالك الأنصاري الأوسي، وفي حياة الصحابة بطولات تسطر بماء الذهب، تدل على قوة الإيمان، وثبات اليقين، ومن هؤلاء الرجال صحابي لقبه: غسيل الملائكة لأنّ الملائكة غسلته في غزوة أحد.

والده

وكان أبوه في الجاهلية يُعرف بالراهب، واسمه عمرو، وكان من الحنفاء، يذكر البعث ودين الحنيفية، فلما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- عانده وحسده وخرج من المدينة، وشهد مع قريش وقعة أحد، ثم رجع مع قريش إلى مكة،[١]وهو الذي تعاون مع المنافقين لبناء مسجد الضرار ليتخذه قاعدة لحرب الإسلام.[٢]

ولما أيس من نجاح أهل مكة في القضاء على الرسول فر إلى بلاد الشام، ليطلب مددًا من الروم يُعينه في زحفه على المدينة،[٣]وقد استأذن حنظلة بن أبي عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه فنهاه عن ذلك،[٤]وفي هذا دلالة على قوة إيمان حنظلة.

زوجته

هي جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول، وكان قد دخل عليها في الليلة التي في صبحها قتال أحد، وكان قد استأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبيت عندها فأذن له، فلما صلى بالصبح غدا يريد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلزمته جميلة فعاد فكان معها، فأصابته جنابة منها.[٥]

وقد أرسلت قبل ذلك إلى أربعة من قومها فأشهدتهم أنه قد دخل بها، فقيل لها بعدُ: لم أشهدت عليه؟ قالت: رأيت كأن السماء فُرجت فدخل فيها حنظلة ثم أطبقت، فقلت: هذه الشهادة، فأشهدت عليه أنه قد دخل بها.[٥]

استشهاده وتغسيل الملائكة له

لما سمع حنظلة نفير المسلمين إلى أحد خرج على عجل وعليه جنابة لم يغتسل منها، ولما حمي الوطيس التقى هو وأبو سفيان بن حرب، وعلا حنظلة أبا سفيان ليقتله، فرآه شداد بن شعوب فعلا حنظلة بالسيف فقتله، وقيل: بل قتله أَبُو سفيان بْن حرب، وقال: حنظلة بحنظلة، يعني بحنظلة الأول هذا غسيل الملائكة، وبحنظلة الثاني ابنه حنظلة، قُتل يَوْم بدر كافرًا.[٦]

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن صاحبكم تغسله الملائكة فاسألوا صاحبته فقالت: خرج وهو جنب لما سمع الهيعة -يعني الصيحة- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: لذلك تغسله الملائكة)،[٧]وفي رواية: (رأيتُ الملائكةَ تُغَسلُ حمزةَ بنَ عبدِ المطلبِ، وحنظلةَ بنَ الراهبِ).[٨]

افتخار الأوس بحنظلة الغسيل

عن أنس قال: "افتخر الحيان الأوس والخزرج، فَقَالَتِ الأَوْسُ: مِنَّا غَسِيْلُ المَلاَئِكَةِ حَنْظَلَةُ بنُ أبي عامر، ومنا الذي حمته الدبر: عاصم بن ثابت، ومنا الذي اهتز لموته العرش سعد بن معاذ، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت، فقالت الخزرج: منا أربعة جمعوا القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُبيٌّ، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد الأنصاري".[٩]

المراجع

  1. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 119. بتصرّف.
  2. إسماعيل بن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، صفحة 189. بتصرّف.
  3. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 179. بتصرّف.
  4. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 119. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 421. بتصرّف.
  6. ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 85. بتصرّف.
  7. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم:7025، صحيح.
  8. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4362، حسن.
  9. شمس الدين الذهبي، سير اعلام النبلاء، صفحة 487. بتصرّف.
4981 مشاهدة
للأعلى للسفل
×