معلومات عن الضمائر المنفصلة

كتابة:
معلومات عن الضمائر المنفصلة

علم اللغة العربية

اتّسمت اللغة العربيَّة بقدرتها الفائقة على التعبير عن الكلمات والألفاظ، فزادت القواعد اللُغويَّة بين النحو والبلاغة، فكان النحو يهتم بتركيب الجملة وتكوينها من خلال قواعد الإعراب والأحكام النحويّة كالتقديم والتأخير، والنحو يكمن ضمن دائرة الصرف حيث تركيب الكلمات بالطريقة الصحيحة، أما البلاغة فقد اعتمدت على دراسة اللغة في الكلام حيث البيان، وبهاء الصور الفنيّة والقدرة الإبداعيَّة في التشبيه والتصوير، فتفرعت البلاغة إلى الجناس والطباق والسجع والتشبيه، أما النحو فقد بَحَث في عِلم أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب وتوفر معلومات عن الضمائر المنفصلة والمتصلة وطرق تحديدها وإعرابها، تلك المواضع التي تُكسب الكلمات خصائص بعينها، فكثرت القواعد في تفصيل طُرق الإعراب، من مثل الأفعال والأسماء الخمسة، والجموع المختلفة وطُرق تخصيص إعرابها.[١]

مفهوم الضمائر لغة واصطلاحا

يُستعان بلفظ كلمة الضمائر في النحو للإشارة إلى المتكلم الذي يضمر الاسم الذي سبق ذكره، فالضمائر لغةَ هي ما تُضمره في نفسك ويصعب الوقوف عليه، فيقال: ضم فلان فاه، أي سكت ومسك نطق لسانه للكلام، وضمر ماله أي أمسك يده على المال وشح ، أما في مفهوم الضمير اصطلاحًا فهو استخدام المتكلم لكلمةٍ يستعين بها إما ليُضمر اسم المخاطب فلا يُصرح به، أو أنه يضمر اسمه في حال التكلم، أو أنه يضمر شخصًا غائبًا عن الحضور، فيجعل من الكلمات وسيلة للكناية عما يضمر، فهو إما يستعين بحروف متصلة ليضمر بها، أو بكلمات منفصلة يشير بها إلى المضمر، فالضمير هو اسم وُضع ليدل على المُتكلم، مثل: أنا، أو المخاطب مثل: أنتَ، أو الغائب مثل: هو.[٢]

أقسام الضمائر في اللغة العربية

إن الضمائر في توضيحها الأدقّ متفرّعة، حيث إنّ للضمير قسميْن، ولكل قسم كلماته المُحددة وقواعده الواجب الالتزام بها، ولتفصيل هذه الأقسام فالقسم الأول هو الضمير البارز أو الظاهر، وهو ما له صورة ظاهرة يُلفظ بها، والقسم الثاني هو الضمير المُستتر وهو ما يُلحظ من الكلام وليست له صورة ظاهرة يُلفظ بها مثال ذلك: العِلم يكشف أسرار الطبيعة، لقد جاء الضمير هنا مستترًا لكنه ظاهر للقارئ في صياغة الكلام حيث العِلم أي يكشف هو، أما الضمائر الظاهرة فهي تنقسم إلى قسمين، القسم الأول هي الضمائر المنفصلة، والقسم الثاني هي الضمائر المُتصلة، والضمائر المنفصلة هي ضمائر تنفصل عن اتصالها بالكلمة الواحدة فتتخذ لنفسها كلمة خاصة تُسمى هذه الكلمة بالضمير وهي الضمائر المنفصلة، أما الضمائر المتصلة فهي بمثابة حروف تتصل بالكلمات لتُشير على الضمير الغائب أو المخاطب، أو المتكلم، فسمي الضمير المتصل لأنه لا يُلفظ مستقلًا ولا بد من أن يكون متصلًا بعامله، مثل: أخوك، وأبونا، وعمه، بذلك قد يكون اسمًا، وقد يكون فعلًا، مثل: دربني، وعلمني، وقد يكون حرفًا، مثل: عنه، وإليك، ولعله، وإنك، فالضمير المتصل يدخل بذلك في الأسماء والأفعال والحروف.[٣]

تفصيل الضمائر المنفصلة والمتصلة

تُقسم أنواع الضمائر حسب موقعها الإعرابي وحسب حاجة تركيب الجملة لتواجد الضمير المطلوب، وكل ضمير ينقسم لعدّة وجوه وكلمات، ولا بد الإشارة أنها تنقسم إلى ضمائر المخاطب، وضمائر المتكلم، وضمائر الغائب، وفي تفصيل عام وسريع لضمير المخاطب في الضمائر المنفصلة فيمكن حصرها بالكلمات التالية وهي: أنتَ، وأنتِ، وأنتُما، وأنتُم، وأنتُنَّ، أما ضمائر المتكلم فهي: أنا، ونحنُ، أما ضمائر الغائب فهي: هو، وهي، وهُما، وهُم، وهُنَّ، أما عن الضمائر المُتصلة فهي تتشكل في تاء الفاعل، وألف الاثنين أو الاثنتين، و واو الجماعة، ونا الفاعلين، وياء المخاطبة، ونون النسوة، وغير ذلك من أشكال الضمائر التي تدخل في تركيب الكلمات وتكوين الجمل.[٤]

الضمائر المنفصلة

في الحديث عن الضمائر وتخصيص الضمائر المنفصلة، لا بد من ذِكر أن الضمائر المنفصلة الظاهرة عددها أربعة وعشرون ضميرًا وتنقسم بالنصف من حيث موقعها الإعرابي، فالقسم الأول يحمل اثنا عشر ضميرًا مختصًا بالرفع دون الجر والنصب، والقسم الثاني يحمل اثنا عشر ضميرًا مختصًا بالنصب دون الرفع والجر، وفي معلومات عن الضمائر المنفصلة فإن التي تكون في محل الرفع هي موزعة للمتكلم، وللمخاطب وللغائب، أما ما تدل على المتكلم فمثال ذلك: أنا، حيث تشير للمتكلم وحده سواء كان مؤنثًا أو مذكر، ومثال ذلك: أنا من سيذهب إلى المدرسة، والضمير نحن مثال ذلك: نحن أبناء العِلم.[٥]

أما ضمائر الرفع المنفصلة التي تدل على الخطاب فهي خمسة: أنتَ، وأنتِ، وأنتما للمثنى، وأنتم للجماعة، وأنت لجماعة الإناث المخاطبات، مثال ذلك: إنما أنت رجل مناضل، وفي الحديث عن الضمائر المنفصلة حيث ضمائر الرفع المنفصلة للغائب، وهي خمسة: هي، وهو، وهما، وهم، وهن، مثال ذلك: هي فتاة رائعة الخُلق، بينما الضمائر المنفصلة التي تكون في محل النصب فهي اثني عشر ضميرًا، فمنها ما يدل على المتكلم مثل: إياي، وإيانا، وضمائر نصب تدل على المخاطب، مثل: إياكَ، إياكِ، إياكما، إياكم، إياكن، مثال: إياكن العبث بالحديقة، ما تبقى هي ضمائر نصب للغائب وهي: إياه، وإياها، وإياهما، وإياهم، وإياهن، مثال ذلك: إياه عالج الطبيب، وبذلك تم الخُلوص إلى أنّ تلك الضمائر لا مكان لمحل الجر بها، فهي تختص بالنصب والرفع.[٥]

حكم إعراب الضمائر

بعد الانتهاء من ذِكر معلومات مقتضبة حول الضمائر المنفصلة، لا بُدّ من الاستشهاد بإعراب بعض الأمثلة من أجل وضع توضيح يسير حول الضمائر وبيان حكم إعرابها، ومن هذه الأمثلة ما يأتي:

  • إيّاه عالجَ الطبيبُ.
    • إياه: ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
    • عالج: فعل ماضي مبني على الفتح.
    • الطبيب: فاعل مرفوع بالضمة.
  • لَبِستُ مِعطَفي.
    • لبست: لبس فعل ماضي مبني على السكون، والتء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
    • معطفي: معطف مفعول به منصوب بالفتحة المُقدّرة قبل الياء، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر.[٢]

المراجع

  1. "اللغة العربية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب علي الجارم- مصطفى أمين (1983)، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية (الطبعة الأولى)، مصر: دار المعارف، صفحة 202-213، جزء 1. بتصرّف.
  3. "ضمائر اللغة العربية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.
  4. عبدالله بن يوسف الجديع (2007)، المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف (الطبعة الثالثة)، بريطانيا: الجديع للبحوث والاستشارات، صفحة 52. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "الضمائر البارزة المنفصلة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.
5343 مشاهدة
للأعلى للسفل
×