الطب التكميلي
الطب التكميلي والبديل ويرمز له بالأحرف الإنجليزية "CAM" اختصارًا للكلمات "Complementary and alternative medicine"؛ وهو الاسم الشائع لمجموعة الممارسات المتعلقة بالرعاية الصحية، والتي لا تُعدّ جزءًا من الطب التقليدي، كما أنّه المصطلح الحديث للطب البديل، ويُعرف أيضًا بالطب التكاملي، وجاء الطب التكميلي لمساعدة الأشخاص المصابين بالسرطان أو الآلام المستمرة والتعب المزمن وغيرها من الحالات للتعامل مع أعراض المرض بشكلٍ أفضل، بالإضافة إلى تحسين نوعية حياتهم من خلال الحدّ من التعب والألم و محاولة تقليل القلق لديهم، ومن الأمثلة على ممارسات الطب التكميلي، العلاج بالإبر والعلاج بمساعدة الحيوانات، والعلاج العطري، والمكمّلات الغذائية، والعلاج بالتدليك، والعلاج بالموسيقى والتأمل، ولكن يجدر بالأشخاص إدراك حقيقة أنّ هذه الممارسات لا تُعدّ بديلًا عن الرعاية الطبية التقليدية، وفي حالة استدعائها يجب دومًا استخدامها بالتنسيق مع العلاجات التقليدية، حيث إنّه في بعض الحالات قد لا ينصح بها بتاتًا.[١]
تاريخ الطب التكميلي
كانت وما زالت الممارسات الطبية التابعة للطب التكميلي والبديل والتي تمارس خارج الهياكل الطبية السائدة موجودةً منذ قرون، كما أنّها تطورت على مدى آلاف السنين، فعلى سبيل المثال فإنّ الطب الصيني التقليدي والذي نشأ في الصين القديمة يشمل ممارسات استخدام الأعشاب والعلاج الغذائي، وممارساتٍ مختصةً بالجسم، مثل: الوخز بالإبر وتاي تشي، والتي اشتهرت بشكلٍ كبير، إذ بلغ عدد مستخدمي هذا النوع من الطبابة في الولايات المتحدة حوالي 10000 شخص في عام 1997، أما العلاج بالمواد الطبيعية والذي تأسس في أوروبا على يد "صموئيل هانيمان" ومورس لأول مرة في نهاية القرن الثامن عشر، ومن الجدير بالذكر أيضًا أنّ العلاج الهندي القديم قد ظهر منذ حوالي 3000 عام، حيث تُعدّ الأيورفيدا؛ وهي إحدى ممارسات الطب الهندي من أقدم الأنظمة الطبية في العالم والتي تشمل علاجات إزالة السمية، والعلاج بالتهدئة، والعلاجات المغذية عن طريق مركبات الأعشاب والمعادن والأنظمة العذائية والتمارين الرياضية واليوغا وتوصيات أسلوب الحياة، وعلى عكس الممارسات الغربية المعتادة فقد ركّز نظام العلاج لدى الأمريكيين الأصليين على التوازن في العافية الجسدية والعقلية والروحية والعلاقات المجتمعية والطبيعة والتقاليد القديمة، كما أنّ هذا النظام اعتمد بشكلٍ رئيسي على أسس الشفاء عن طريق النباتات، ورواية القصص، والتبغ، والموسيقى.[٢]
فاعلية الطب التكميلي
أسفرت بعض التجارب والدراسات حول الطب التكميلي عن نتائجٍ مشجعة، مثل استخدام الوخز بالإبر في تخفيف الألم المزمن، و في مجال طب الأعشاب أشارت الدراسات إلى أنّ نبتة سانت جون "Hypericum perforatum" يمكن أن تُسهم تخفيف الأعراض في حالات الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط وأنّ زيت النعناع ممكن أن يظهر فعاليةً في علاج مرض الأمعاء العصبي، كما بلغ عدد الأشخاص الذين يستخدمون الطب التكميلي في أوروبا وأمريكا الشمالية أعدادًا كبيرة، حيث إنّه وفي دراسةٍ أجريت في عام 2007، دلت النتائج على أنّ ما يقارب 38% من البالغين استخدموا شكلاً من أشكال الطب البديل في العام السابق، كما أشارت دراسةٌ أخرى في 2010 إلى أنّ حوالي 26% في المائة من المواطنين في إنجلترا استخدموا الطباب البديل في فترةٍ ما من هذا العام.[٣]
عادةً ما يرتبط تردد الأطباء في استخدام الطب التكميلي وذلك لحماية مرضاهم، حيث إنّ بعض الأساليب المستخدمة في الطب التكميلي تشكل أخطارًا معينة في بعض الحالات، بدءًا من الخطر على الرئتين في حالة الوخز بالإبر وحتى الجرعات الزائدة المميتة المحتملة من العلاجات العشبية، كما أنّ عدد المشاركين في هذه العلاجات عادةً ما يكون مقيدًا جدًا؛ وذلك لأنّه قد لا تكون العلاجات التكميلية والبديلة متاحةً للمرضى ضمن برامج التأمين الصحي التي تمولها الدولة، كما أنّ ممارسة الطبابة التكميلية والبديلة قد تتركز حصريًا بين أطباء معينين أو مجموعات طبية أو أخصائيين محدودين في أماكن معينة، وعلاوةً على ذلك ، فإنّ العلاجات التكميلية والبديلة قد تكون مكلفةً للغاية، لا سيما عند إجراء زيارات متكررة إلى الطبيب.[٣]
المراجع
- ↑ "Integrative medicine", www.mayoclinic.org, Retrieved 6-1-2020. Edited.
- ↑ "Complementary and Alternative Medicine: History", www.guides.library.duq.edu, Retrieved 8-1-2020. Edited.
- ^ أ ب "Complementary and alternative medicine", www.britannica.com, Retrieved 6-1-2020. Edited.