محتويات
مفهوم الغيرة المرضية
الغيرة المرضية، والمعروفة أيضًا باسم الغيرة الوهميّة، هي اضطراب نفسي يكون فيه الشخص منشغلًا بالاعتقاد بأنّ شريكه العاطفي غير مخلص، دون وجود لأي دليل حقيقي، فتصدر منه تصرفات غير مقبولة اجتماعيًّا أو سلوك غير طبيعي يتعلق بهذه الأفكار.[١]
ومن أكثر أشكال الأمراض النفسية شيوعًا كل من: مرض الوهم، ومرض الشك، إذ تُعدّ الغيرة المرضية نوعًا فرعيًّا من الاضطرابات الوهميّة.[١]
ويمكن تعريف الغيرة المرضية بأنها شعور بالاستياء من شخص ما بسبب اعتقاده أنه ينافسه في نجاحه أو مزاياه، وهو شعور يمكن أن ينشأ في العائلات، والعمل، والصداقات وفي العلاقات الرومانسيّة أيضًا.[٢]
أعراض الغيرة المرضية
من أهم أعراض الغيرة المرضيّة، ما يأتي:[١]
- الشك المبالغ فيه في دوافع الشريك وسلوكياته.
- متابعة أو ملاحقة الشريك للتأكد من مكان تواجده.
- كثرة الاتصالات والرسائل النصية عندما يكون الشريكان متباعدين.
- قراءة رسائل البريد الإلكتروني والنصوص أو الاستماع إلى رسائل البريد الصوتي والعبث بالأغراض الشخصية للشريك للتأكد من وفائه.
- إظهار الخوف وعدم الأمن بشكل غير عادي.
- الانخراط في سرد القصص والاتهامات غير الصحيحة.
- التّعدي على حرية الشريك أو منعه من رؤية الأصدقاء أو العائلة.
أسباب الغيرة المرضية
تعتبر الغيرة من أكثر المشاعر تعقيدًا وإحباطًا، لأنها تؤدي إلى الشعور بعدم راحة، ومن أهم أسبابها الآتي:[٣]
- الخوف من الاستبدال
سواء كانت الغيرة في العلاقات الأسرية، فمثلًا يخاف الطفل من أن يستبدله والداه عند قدوم مولود جديد للعائلة فيحبانه أكثر منه، أو الغيرة في العلاقات العاطفية في الخوف من أنْ يدخل شخص ثالث إلى العلاقة، ويُستبدل أحد الأطراف فيه، فمجرد الخوف أو التهديد بالاستبدال يخلق شعورًا بالغيرة.
- العوامل النفسيّة الفردية
تتأثر الغيرة كثيراً بالعوامل الفردية بل وإنها تزيد من احتمالية الشخص بالغيرة، فالشخص البالغ الذي قام والداه بتربيته على الغيرة سيبقى يميل للغيرة حتى إنْ كبر وشاب، والشخص الذي تعرض للخيانة من قبل عشيقته سيبقى قلقًا بشأن فقدان حبيبه في العلاقة الجديدة، فأكثر الأشخاص قلقًا هم الأكثر عرضة للغيرة الزائدة.
- جودة العلاقة
تزداد الغيرة في العلاقات غير المستقرة أو غير المحببة، لأنّ شعور الغيرة يرتكز على الخوف من فقدان شخص ما، فالشريك أو الطفل إذا لم يكن متأكدًا من حب عائلته له، سوف تصبح الغيرة لديه شديدة، وبذلك فإنّ الغيرة ترتبط بشكل وثيق بجودة العلاقة.
- التعلق غير الآمن
يؤثر التعلق غير الآمن بشكل كبير في الشعور بالغيرة، فالشخص الذي يعاني من أنماط التعلق غير الآمن في شريكه، يعاني من الغيرة الشديدة، على عكس الشخص الذي يمارس علاقاته في الحياة بشكل آمن وطبيعي.
علاج الغيرة المرضية
هناك العديد من الطرق الصحيّة التي يمكن من خلالها علاج الغيرة المرضية، وأهمها ما يأتي:[٤]
- معرفة الأسباب الخفيّة
إن التحكم بمشاعر الغيرة وضبطها وضبط المشاعر التي تسببها يقع في المقام الأول بمعرفة الأحداث الماضية التي أوجدت تلك المشاعر في المقام الأول، ثم الابتعاد عن التفكير بأي تصور سلبي من تصورات الماضي المربوط بالغيرة.
- تقبّل الذات
قبول الشخص غيرته والاعتراف بها دون أنْ يتصرف بناءً عليها، فيتطلب علاجها أن يرأف الشخص بنفسه، ويقوم بالتعامل معها بهدوء، بالإضافة إلى التركيز على شعور القوة والثقة في النفس والتغلب على النقد الداخلي، فيؤمن الشخص بنفسه أنه قوي، وإنْ كان وحده، ويتأكد بأنه لا يحتاج حب شخص معين ليكون بخير، فيتغلب على المشاعر السلبية التي تسببها الغيرة.
- الهدوء
عدم تصرف الشخص الغيور باندفاعيّة في الوقت الذي يشعر فيه بالغيرة، لأنّ ذلك يمكن أن يؤذي جميع الأطراف على المدى الطويل، ويمكن أن يتسبب ذلك بجرح شريكه، ويولد مشاعر الخوف وعدم الثقة عند الآخر.
- وضع الأهداف
عن طريق الحفاظ على القدرة التنافسية والسعي وراء تحقيق الأهداف التي لا ترتبط بالأشخاص الآخرين، من خلال التوصل إلى ما يريده الشخص والاستمرار في الأعمال التي تجعل حبه للأشخاص مستمر ولكن لا تجعله مرتبط بهم.
- الحصول على أصدقاء مناسبين
العثور على الأشخاص المناسبين الذين يمكنهم تقديم الدعم لغيرهم، كالأصدقاء المخلصين الذين يمكن التحدث معهم ويمكنهم إيجاد حلول له والتخفيف من مشاعره السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية.
تأثير الغيرة المرضية على العلاقة الزوجية
قد يعاني الكثير من الأزواج من الغيرة المرضية في علاقاتهم وتترك آثاراً في العلاقة بينهم ومنها الآتي:[٥]
- الانفصال
تؤثر الغيرة المرضية على العلاقة الزوجيّة بأنها تزيد من حالات الطلاق والانفصال أو الهجر أو حتى الموت، بسبب الشك وازدياد البعد والجفاء في العلاقات.
- الشعور بتدني الذات
تُشعر الغيرة الطرف الغيور بأنه قليل القيمة ومحبط ومرهق بشكل دائم، فلا يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي.
- فرض السيطرة
تزيد الغيرة من شعور الطرف الغيور أنه بحاجة إلى السيطرة وتملك الطرف الآخر في العلاقة، فيُسبب ذلك الضيق والفشل في العلاقات، فالحب لا يعني التملك لأن المحب الحقيقي سيسعى لتحقيق الأفضل لشريكه.
المراجع
- ^ أ ب ت "Pathological jealousy", www.wikiwand.com, Retrieved 17-12-2019. Edited.
- ↑ Sami Ab., "PATHOLOGICAL JEALOUSY: ITS SYMPTOMS AND DEFINITION", freethoughtlebanon, Retrieved 13/12/2021. Edited.
- ↑ Zawn Villines (16/12/2012), "What Causes Jealousy?", goodtherapy, Retrieved 13/12/2021. Edited.
- ↑ PsychAlive, "How to Deal with Jealousy", psychalive, Retrieved 13/12/2021. Edited.
- ↑ Dr. Gary and Barb Rosberg, "Understanding healthy and unhealthy jealousy", .focusonthefamily, Retrieved 13/12/2021. Edited.