معلومات عن المصاحف العثمانية

كتابة:
معلومات عن المصاحف العثمانية

المصحف العثماني

كان الصحابة في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحفظون القرآن في الصدور والسطور، لكنَّه لم يكن مجموعًا في مصحفٍ واحد بل تأخر ذلك إلى عهد الصحابيان الجليلان أبي بكرٍ وعثمان، حيث جمع أبو بكر القرآن الكريم في مصحفٍ واحد على الترتيب المعهود ثمَّ بعد ذلك تنازع النَّاس في عهد الخليفة عثمان بن عفان على القرآن بسبب اختلاف القراءات فقام عثمان بجمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ وبحرفٍ واحدٍ من الأحرف التي نزل بها القرآن الكريم، وقد تمَّ اعتماد هذا المصحف العثماني الأمّ في الأمصار،[١] وحول موضوع المصحف العثماني سيكون الحديث في هذا المقال حيث سيتم بيان سبب وزمن وطريقة تدوينه كما سيتم ذكر مميزات هذا المصحف وعددها ، بالإضافة إلى الحديث عن طباعة القرآن مطابقًا للمصحف العثماني ثمَّ الإشارة بشكلٍ سريع إلى فضل طباعة القرآن الكريم.

سبب تدوين المصحف العثماني

إنَّ الفتوحات الإسلامية في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان اتسعت حتى كثر العمران، وكان نتيجة ذلك أنَّ الصحابة تفرقوا في أرجاء البلاد الإسلامية وأقطارها، فكان كلُّ إقليم يأخذ بقراءة من اشتُهر بينهم من الصحابة، فأهل الشام أخذوا بقراءة أبي بن كعب وأهل العراق كانوا يقرؤون بقراءة عبدالله بن مسعود، أمَّا غيرهم فكانوا يقرأون بقراءة أبي موسى الأشعري، وهؤلاء الصحابة كان بينهم اختلافٌ في وجوه القراءة وحروف الأداء، وكان نتيجة ذلك أنَّ الشقاق والنزاع وقع بين المسلمين فأخذ يُخطئ بعضهم بعضًا بل إنَّ الشقاق استحكم بينهم إلى أن وصل الأمر بينهم إلى تكفير بعضهم البعض فكادت تكون فتنة بينهم وفسادٌ كبير، ولذلك رأى الخلفية الراشدي عثمان بن عفان ضرورة استدراك هذا الأمر فوجد أنَّ الحلَّ بتوحيد القراءة على حرفٍ واحدٍ وجمعه في مصحفٍ واحدٍ مجمعٍ عليه، فأمر الصحابة بذلك فقاموا باستنساخ المصاحف وإرسالها إلى الأمصار واعتمادها في القراءة وإحراق ما عداها، وقد أصبحت المصاحف العثمانية آنذاك هي المصاحف الرسمية المعتمدة.[٢]

زمن تدوين المصحف العثماني

وقع تدوين المصحف العثماني في عهد الخليفة عثمان بن عفان كما ذُكر سابقًا، وكان ذلك بالتحديد في أواخر السنة الرابعة والعشرين هجريًا، وأوائل السنة الخامسة والعشرين هجريًا، وقد ذهب العلامة ابن الجزري وابن الأثير إلى أنَّ ذلك وقع في السنة الثلاثين هجريًا، لكنَّ القول الأول هو الصحيح، وقد قام الخليفة عثمان بن عفان بتشكيل لجنةٍ متكونة من أربعةٍ من الصحابة وهم: زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وهذا هو قول الجمهور، حيث إنَّ بعض العلماء قالوا أنَّ عددهم كان خمسة وبعضهم قال أنَّ عددهم اثنا عشر رجلًا.[٢]

طريقة تدوين المصحف العثماني

كانت الصحف المعتمدة في تدوين المصحف العثماني هي الصحف الموجودة عند حفصة بنت عمر -رضي الله عنها وعن أبيها- حيث أرسل عثمان إليها فبعثت إليه بما عندها، ثمَّ عرض هذه الصحف على اللجنة المكونة من الصحابة والذين بدورهم عدُّوها المصدر الأساس، وقد وضع لهم عثمان دستورًا عند اختلافهم حيث قال لهم: "إذَا اخْتَلَفْتُمْ أنتُمْ وزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ في عَرَبِيَّةٍ مِن عَرَبِيَّةِ القُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بلِسَانِ قُرَيْشٍ، فإنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ بلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا."،[٣] وفيما يلي بعض قواعد تدوين المصحف العثماني:

  • الحذف: وخلاصة هذه القاعدة أنَّ الألف تُحذف من ياء النداء، كما في كلمة الرحمن كما أنَّ الياء تُحذف من كلِّ منقوص منون رفعًا وجرًا مثل كلمة باغٍ وكذلك الواو تُحذف عند وقوعها مع واوٍ أخرى، وتنطبق هذه القاعدة مع حرف اللام إن أُدغِم في مثله كما في كلمة الّذي، بالإضافة إلى أنَّ هناك حذفٌ في المصحف العثماني لا يدخل في هذه القاعدة كحذف الألف من كلمة مالك.[٤]
  • الزيادة: وإنَّ خلاصة هذه القاعدة أنَّ الألف يتم زيادتها بعد الواو في كلِّ اسمٍ مجموعٍ أو في حكم المجموع، وكذلك بعد الهمزة المرسومة واوًا كما أنّضها تُزاد في بعض الكلمات مثل مائتين وغيرها، كما أنَّ الياء تُزاد في بعض الكلمات مثل كلمة بأيدٍ بالإضافة إلى زيادة الواو في بعض الكلمات مثل كلمة أولئك.[٥]
  • الهمز: وخلاصة هذه القاعدة أنَّ الهمزة تُكتب بحرف حركة ما قبله، أمَّا بالنسبة للهمزة المتحركة إن كانت أول الكلمة واتصل بها حرفٌ زائد كُتبت بالألف مطلقًا وفي حال أنَّها كانت متطرفة فإنَّها تكتب بحرفٍ من جنس حركتها مثل كلمة شاطِئ أمَّا أن كان ما قبلها ساكن فإنَّ الهمزة تُحذف، مع العلم أنَّ هناك استثناءات في كلِّ ما سبق من قاعدة الهمز.[٥]
  • والبدل: وخلاصة هذه القاعدة أنَّ الألف تُكتب واوًا للتفخيم مثل كلمة الصلوة وكذلك تُكتب ياءًا إن كانت منقلبة عن ياء مثل كلمة يتوفى كما أنَّها ترسم ياءًا في بعض الكلمات مثل كلمة على كما أنَّ النون تُرسم ألفًا في نون التوكيد الخفيفة بالإضافة إلى أنَّ هاء التأنيث تُرسم تاءٌ مفتوحة في بعض الكلمات.[٦]
  • قاعدة الوصل والفصل: وخلاصة هذه القاعدة أنَّ كلمة أنَّ توصل بما بكلمة لا إذا وقعت بعدها ويُستثنى من ذلك عشرة مواضع ليس هذا موضع بيانها، وكذلك كلمة من توصل بكلمة إذا وقعت بعدها ويُستثنى من هذه القاعدة موضعين، أمَّا بالنسبة لكلمة مِن فإنَّها تُوصل بكلمة مَن مطلقًا.[٦]

مميزات المصحف العثماني

بعد الحديث عن طريقة تدوين المصحف العثماني وقواعده، لا بدَّ من الحديث عن ميزاته، حيث إنَّه اتصف بعدد من المزايا، ومنها:[٧]

  • الإقتاصر على ما ثبت بالتواتر من أوجه القراءات دون ما ثبت بطريق الآحاد، ومثالٌ على هذه الآية هو قول الله تعالى: {وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}،[٨] حيث إنَّ هذه الآية وردت بالتواتر رغم أنَّ هناك كلمة صالحة وردت بقراءة أخرى وصلت بطريق الآحاد.
  • تجريده من كلِّ ما كان في غيره من المصاحف الخاصة من تفسيرٍ وشروح وأسباب النزول وغيرها.
  • إهمال ما نُسِخ تلاوته، وهذه الميزة توافقت مع المصحف الذي تمَّ جمعه في زمن أبي بكرٍ -رضي الله عنه- أي الأصل المعتمد للمصحف العثماني.
  • ترتيب الآيات والسور فيه على الوجه المعروف في هذا الزمن والذي هو من توقيف رسول الله، وهذه الميزة لم تكن موجودة في المصحف الذي جمعه أبو بكر حيث إنَّ مصحفه اقتصر على ترتيب الآيات الكريمة دون السور.
  • أنَّ رسمه كان على طريقةٍ تجمع الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن الكريم، كما أنَّها تصلح لأوجه القراءات المختلفة، ومما يساعد على ذلك أنَّ الكلمات لم تكن مشكولة ولا منقوطة ومثال ذلك قول الله تعالى: {إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}،[٩] فإنَّ كلمة فتبينو تحتمل في الرسم العثماني تحتمل القراءتين المتواترتين فتبينوا، وكذلك في قوله تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها}،[١٠] فكلمة ننشزها تحتمل القرائتين ننشزها وننشرها، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ ليس جميع النسخ جامعة لهذه المزية، لكنَّها في مجموع النسخ كانت تحقق هذا الغرض.

عدد المصاحف العثمانية

اختلف العلماء في عدد المصاحف العثمانية التي وجَّهها إلى الأمصار، لكنَّ الراجح أنَّها ستة مصاحف وهي: الكوفي والبصري والشامي والمكي والمدني العام -لأهل المدينة- والمدني الخاص وهو الذي حبسه عثمان لنفسه، والذي يُطلق عليه مصطلح المصحف الإمام، ويُرجِع العلماء سبب هذه التسمية إلى أنَّ المصحف الذي حبسه لنفسه هو الذي نُسِخ أولًا ومنه نُسخت المصاحف الأخرى،[١١] ويرجع السبب في تعدد المصاحف العثمانية إلى أنَّ عثمان بن عفان والصحابة قصدوا كتابة المصاحف على ما وقع عليه الإجماع ونقل متواترًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من القراءات، فعدَّدوا المصاحف كي تكون مشتملة على جميع القراءات التي نُقلت عن طريق التواتر، والسبب في عدم تكرار الكلمة في المصحف الواحد لئلَّا يُتوهم أنَّها نزلت مكررة ولم تُكتب إحداهما في الأصل والأخرى في الحاشية لئلَّا يظنَّ القارئ أنَّها تصحيحٌ لها، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ اختلاف المصاحف له حالتان، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٢]

  • أن تحتمل طريقة رسم الكلمة خطًا يناسب القراءتين أو القراءات وفي هذه الحالة تُكتب الكلمة في جميع المصاحف بصورة واحدة تحتملها جميع القراءات المتواترة، والذي ساعد على ذلك أنَّ الكتابة في المصاحف كانت مجردة عن النقاط والتشكيل كما ذُكر سابقًا.
  • أن لا تحتمل صورة الكلمة خطًا محتملًا للقراءات المختلفة، وفي هذه الحالة تُكتب الكلمة بعض المصاحف بصورة وفي بعضها الآخر بصورة ثانية مثل قول الله تعالى: {وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ}،[١٣] فكلمة وصَّى في مصحف أهل المدينة تُقرأ أوصى أمَّا في مصحف أهل العراق فتُقرأ ووصَّى وكذلك في قوله تعالى: {تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ}،[١٤] في قراءة أخرى زيد عليها كلمة من وأيضًا مثل قوله تعالى: {وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ}[١٥] فإنَّ كلمة عملته وردت بقراءة أخرى من غير الهاء فكتبت عملت، فهذه الكلمات وغيرها كُتبت في مصاحف بلفظ وفي مصاحف أخرى بلفظ آخر.

طباعة القرآن مطابقًا للمصحف العثماني

لا بدَّ أن تكون طباعة القرآن الكريم، مطابقةً للمصحف العثماني في رسمه ولا يجوز العدول عند ذلك، أمَّا في الكتب المدرسة فيجوز ذلك،[١٦] وهذه المسألة تتطلب طرح السؤال الآتي، ألا وهو "هل الرسم العثماني رسمٌ توفيقي أم توقيفي؟"، والإجابة أنَّ جمهور العلماء قالوا بأنَّ الرسم العثماني توقيفي ولا تجوز مخالفته مستدلين على ذلك بعدة أمور، وهي:[١٧]

  • أنَّ القرآن الكريم كُتب كله بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان يملي على كتَّاب الوحي ويرشدهم إلى كتابته.
  • إقرار النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- الكتَّاب على جميع ما كتبوه بالإضافة إلى إقراره أحد وجوه السنن المعروفة.
  • إطباق القرَّاء على إثبات الياء في كلمة {وَاخْشَوْنِي}،[١٨] وحذفها في الموضعين في سورة المائدة، وغير ذلك مما خولف بين نظائر مختلفة بالحذف والإصبات والزيادة والنقصان، ووجه الدلالة من ذلك لو أنَّ الرسم القرآني توفيقي لما خولف بين هذه النظائر والمتشابهات.
  • إجماع الصحابة على رسم القرآن الكريم.
  • إقرار الخلفاء الراشدون الرسم القرآني ومن ورائهم الصحابة الكرام، وهذا يُوجب الأمة الإسلامية من بعدهم على الإقتداء بهم والتمسك برسم المصحف وعدم الحياد عند.

فضل طباعة القرآن ونشره

لا بأس في مقام الحديث عن المصاحف العثمانية وطباعة القرآن الكريم أن يتمَّ الإشارة إلى فضل هذا العمل العظيم ونشره بين الناس وفي المساجد، فقد ورد في السنة النبوية المطهرة أنَّ عند موت العبد وانتقاله إلى ربه، يلحقه ثلاث أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى معه عمله، فإن كان خيرًا فخير وإن كان شرًا فشر، وقد ورد هذا في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنانِ ويَبْقَى معهُ واحِدٌ: يَتْبَعُهُ أهْلُهُ ومالُهُ وعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أهْلُهُ ومالُهُ ويَبْقَى عَمَلُهُ"،[١٩] وفي هذا الحديث حثٌ من رسول الله على العمل الصالح، ومن هذه الأعمال الصالحة طباعة القرآن الكريم ونشره،[٢٠] ويظهر فضل طباعة القرآن ونشره أنَّه من الأعمال الجارية التي تبقى أجرها حتى بعد وفاة المرء، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه : من علَّم علمًا ؛ أو كرى نهرًا ، أو حفر بئرًا ، أو غرس نخلًا ، أو بنى مسجدًا ، أو ورَّث مصحفًا ، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه"،[٢١] ويأتي بمعنى توريث المصحف من يقوم بتوزيع المصاحف ووقفها للمساجد.[٢٢]

المراجع

  1. "مراحل جمع القرآن الكريم ."، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4984، حديث صحيح.
  4. محمد بكر إسماعيل، دراسات في علوم القرآن، صفحة 140. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد بكر إسماعيل، دراسات في علوم القرآن، صفحة 141. بتصرّف.
  6. ^ أ ب محمد بكر إسماعيل، دراسات في علوم القرآن، صفحة 142. بتصرّف.
  7. "مزايا مصاحف عثمان رضي الله عنه:"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-16. بتصرّف.
  8. سورة الكهف، آية:79
  9. سورة الحجرات، آية:6
  10. سورة البقرة، آية:259
  11. "جمع القرآن وتدوينه في عهد عثمان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-16. بتصرّف.
  12. "السبب في تعدد المصاحف"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-16. بتصرّف.
  13. سورة البقرة، آية:132
  14. سورة التوبة، آية:100
  15. سورة يس، آية:35
  16. "كم كتابة القرآن الكريم بغير الرسم العثماني"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-16. بتصرّف.
  17. "رسم المصحف توقيفي أم اصطلاحي:"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-16. بتصرّف.
  18. سورة البقرة، آية:150
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6514، حديث صحيح.
  20. "أجور مستمرة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-16. بتصرّف.
  21. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2600، حسن لغيره.
  22. "فضل توزيع المصاحف على المساجد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-16. بتصرّف.
4724 مشاهدة
للأعلى للسفل
×