معلومات عن النبي سليمان

من هو النبي سليمان عليه السلام؟

هو نبي من أنبياء بني اسرائيل أُرسل بعد والده داود عليه السلام،^[١] نشأ في بيت نبوة، وقد ورث الحكمة والقضاء عن أبيه عليهما السلام، وبوفاة داود عليه السلام كان عمر سليمان اثنتان وعشرين سنة، قال الله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَٰنُ دَاوُۥدَ ۖ وَقَالَ يَٰٓأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَىْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}،^[٢]فقد ورث سليمان عن أبيه الملك والنبوّة، ولفظ الميراث هنا لفظ مجازيّ؛ فالنبوّة لا تُورّث، وإنّما هو اصطفاء الله -تعالى- للأنبياء، فإنّ الله -تعالى- قد اصطفى سليمان من بين أبناء داود -عليهما السلام- الذين قيل إنّ عددهم قد بلغ تسعة عشر ولدًا.^[٣]

صفات النبي سليمان عليه السلام

بمَ تميّز سليمان عليه السلام من صفات؟

عُرف عن سليمان -عليه السلام- صفات ميّزته، منها:^[٤]

• الشجاعة والحكمة وحسن التدبير؛ فكان يحكم فيما يصل إليه من قضايا الناس بدقّة.
• المداومة على شكره لله تعالى.
• الصلاح والتقوى.
• القدرة الفائقة على الفهْم، ممّا ساعده ذلك لإدارة مملكته والسمُوّ بها.
• العدل والأمانة في الحكم.
• التأنّي في إصدار الحكم على من يخالفه، أو من يستكر فعلًا من أفعاله، كما حدث في قصة غياب الهدهد.

من القوم الذي بُعث النبي سليمان عليه السلام فيهم؟

بُعث نبيّ الله سليمان -عليه السلام- إلى بني إسرائيل.^[٣]

سمات حكم النبي سليمان عليه السلام على قومه

كيف استطاع سليمان إنشاء حضارة كبيرة لا مثيل لها؟

أقام سليمان -عليه السلام- مملكته على أسس معينة كان قد حكم شعبه وفقها، وبها أنشأ حضارته، وهي كالتالي:^[٥]

• دعوة قومه لتوحيد العبادة لله تعالى، وأداء حق الشكر لله -تعالى- على ما رزقهم من النعم الكثيرة.
• العدل في الحكم ما بين الرعية.
• المراقبة الدائمة للرعية ومصالحهم، وقضاء ما يحتاجونه من أمور.
• المباشرة الذاتية لأمور مُلكه.
• الابتعاد عن الاستبداد والظلم، وقبول الأعذار إنْ كانت وجيهة؛ مثل قبوله عذر الهدهد حين غاب عنه.

معجزات النبي سليمان عليه السلام

ما طبيعة المعجزات التي أُيدّ بها سليمان، ولم يؤت أحد مثلها؟

لقد أيّد الله -تعالى- سليمان -عليه السلام- بعدد من المعجزات لم يُؤتَ أحدٌ قبله ولا بعده بمثلها، ومنها ما يأتي:^[٦]

تسخير الريح

قال الله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ}،^[٧] فكانت ريحًا شديدة عاصفة، تنفع ولا تضر، فجاء وصفها في القرآن الكريم بأنّها رخاء، كانت تتحرك بأمر سليمان عليه السلام، فكانت الريح تقطع مسافة ما يقطعه الناس مسرعين في شهرين في يوم واحد، وكانت تسير في الأرض التي يحكمها سليمان عليه السلام، فتسوق الماء للجهة التي يأمر بها، وتحرّك السحاب، ومما فادته أيضًا تحريك الرياح للموانئ التي يريدها عليه السلام، وغير ذلك الكثير من الأمور الّتي أدّت لازدهار الحضارة.^[٦]

تسخير الجن

قال الله تعالى: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ}،^[٨] فكان -عليه السلام- يوجّه الجن لما يشاء من الأعمال، فكلّفهم بما يعود بالنفع والفائدة على مملكته، فسخّر طائفة منهم للبناء والعمارة بشتى مجالاتها، وطائفة من الجن للغوص في الماء ليُخرجوا اللؤلؤ والمرجان، فكان -عليه السلام- أوّل من استخرج اللؤلؤ والمرجان، فمن يخالفه من الجن كان يقيّده بالسلاسل، فتمتع بنو إسرائيل بحضارة مزدهرة من غير عمل منهم ولا تعب.^[٦]

للتعرّف على علاقة النبي سليمان بالجن يمكنك الاطلاع على هذا المقال: قصة سيدنا سليمان مع الجن

إسالة النحاس

احتاج سليمان -عليه السلام- لمادة يصنع بها السلاح كي يستخدمها في حروبه، فأمدّه الله -تعالى- بعيْنٍ من النحاس الأصفر، فكان الجن يأتون بالنحاس السائل -عين القطر- لسليمان -عليه السلام- فيقوم بتشكيله كما يريد، قال الله تعالى: {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ}.^[٩][١٠]

فهم كلام الحيوانات ومن لا ينطق

فكان سليمان -عليه السلام- يفهم كلام من لا يتكلم، وبالأخصّ كلام الطير؛ لأنّه كان من جنوده، وقيل إنّ سليمان -عليه السلام- كان يبيّن لقومه كلام الطير لما فيه من حكم ومواعظ، قال الله تعالى: {وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ}.^[١١][١٢]

زوجات النبي سليمان عليه السلام

هل ثبتَ أنّه كان لسليمان -عليه السلام- ألف امرأة؟

لم يذكر في الكتاب أو السنة عدد معيّن للنساء اللواتي كُنَ تحت سليمان عليه السلام، ولكن ذكر بعض المؤرّخين أنّ سليمان -عليه السلام- كان له سبعمئة من النساء السيّدات، وثلاثمئة من الإماء والجواري.^[١٣]

هل تزوج النبي سليمان عليه السلام بملكة سبأ؟

قال الإمام الرازي إنّ القول الأظهر في هذا الشأن هو زواج سليمان -عليه السلام- من بلقيس ملكة سبأ، مع التنبيه على عدم وجود رأيٌ يقطع بالإيجاب أو النفي،^[١٤] وورد أيضًا في سفر التكوين أنّ سليمان -عليْه السلام- كان قد تزوج من ملكة سبأ.^[١٥]

كم مرة ورد ذكر النبي سليمان عليه السلام في القرآن؟

ورد ذكر سليمان -عليه السلام- في القرآن الكريم ضمن القصص القرآني ست عشرة مرّة في ست سور هي:^[١٦]

• سورة البقرة.
• سورة الأنعام.
• سورة الأنبياء.
• سورة النمل.
• سورة سبأ.
• سورة ص.

وفاة النبي سليمان عليه السلام

كيف توفي النبي سليمان عليه السلام؟

كانت وفاة سليمان -عليه السلام- غريبة، فلم يعلم أحد بوفاته إّلا بعد مرور مدّة طويلة؛ فكان الجن حينها يكملون بناء بيت المقدس بكامل الصبر، فهم يعلمون أنّه حيّ عليه السلام، فلم يعلموا بوفاته -كما قال المفسرون- إلّا بعد أنْ أكل دود الأرض من عصاه -منسأته- فاختل توازنه فسقط -عليه السلام- على الأرض، فعلم الجن حينها أنّهم لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا بوفاته في حينها، قال الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِۦٓ إِلَّا دَآبَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُۥ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ}.^[١٧][١٨]

كما يمكنك التعرّف على قصة النبي سليمان تفصيلًا وذلك بالاطلاع على هذا المقال: قصة سليمان عليه السلام

المراجع

1. ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 179. بتصرّف.
2. ↑ سورة النمل، آية:16
3. ^ ^{أ ب} أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 419-420. بتصرّف.
4. ↑ احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 419-423. بتصرّف.
5. ↑ احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 428-432. بتصرّف.
6. ^ ^{أ ب ت} احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 422-426. بتصرّف.
7. ↑ سورة الأنبياء، آية:81
8. ↑ سورة الأنبياء ، آية:82
9. ↑ سورة سبأ، آية:12
10. ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 426. بتصرّف.
11. ↑ سورة النمل، آية:16
12. ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 427. بتصرّف.
13. ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 120. بتصرّف.
14. ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 308. بتصرّف.
15. ↑ محمد الفيومي، كتاب تاريخ الفكر الديني الجاهلي، صفحة 106. بتصرّف.
16. ↑ محمد علي السايس، تفسير آيات الأحكام، صفحة 671. بتصرّف.
17. ↑ سورة سبأ، آية:14
18. ↑ احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 439. بتصرّف.