الشعر الحديث
لم تقف الفنون الأدبية عند حدِّ زمانٍ أو مكان، بل كان للزمان بصمته على جبين الفنِّ العربي ليُعرف ذلك الفنُّ إلى أيِّ عصرٍ ينتمي، فالشعر هو الياقوتة في فنون الأدب وهو الذي امتازت به اللغة العربية في إبداعها وجمالها وتشبيهاتها وكناياتها، فكان الشعر في بداياته يُطلق على سجيَّة الشَّاعر حتَّى جاء من قعَّده بـ16 بحرًا لا بدَّ للشاعر أن يلتزمها مع اختلاف أغراض الشعر العربي وأساليبه، فكانت تلك القاعدة الأولى لنجاح الشعر وبه يتم، حتى توالت الأزمان واختلفت احتياجات البشر من القصيدة والشعر، واختلفت آلام الإنسان فكان لا بدَّ من أغراضٍ تُناسب ذلك الألم، فظهر الشعر الحديث الذي لا بدَّ من الحديث عن بحوره وبعض أساليبه وفنونه.[١]
بحور الشعر الحديث
لم يكن الشعر الحديث سوى تلبية لاحتياجات النَّفس البشرية التي باتت تُعاني وتُقاسي ما لم تكن تعرفه من قبل، فالعربي القديم أقسى ما قاساه هو رثاء حبيبةٍ أو أخٍ أو موت قريب، أمَّا في العصر الحديث فباتت الأمور أكثر صعوبة من تهجيرٍ وحرمانٍ وحدودٍ واتفاقاتٍ وخذلان، فكان لا بدَّ من وجود العديد من الأساليب التي تُراعي تلك الاحتياجات، ومع ذلك فإنَّ بحور الشعر لم تتغير إذ إنَّ التطوير لا يقضي بهدم القديم فبقيت بحور الشعر علمًا حتى هذه اللحظة، وفيما يأتي تفصيلٌ لبحور الشعر الحديث:[٢]
- البحر الطَّويل: وتفعيلاته: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن.
- البحر المديد: وتفعيلاته : فاعلاتن فاعلن فاعلاتن.
- البحر البسيط: وتفعيلاته: مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن.
- البحر الوافر: وتفعيلاته: مفاعلتن مفاعلتن فعولن.
- البحر الكامل: وتفعيلاته: متفاعلن متفاعلن متفاعلن.
- بحر الهزج: وتفعيلاته: مفاعيلن مفاعيلن.
- بحر الرجز: وتفعيلاته: مستفعلن مستفعلن مستفعلن.
- بحر الرمل: وتفعيلاته: فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن.
- البحر السريع: وتفعيلاته: مستفعلن مستفعلن فاعلن.
- البحر المنسرح: وتفعيلاته: مستفعلن مفعولات مستفعلن.
- البحر الخفيف: وتفعيلاته: فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن.
- البحر المضارع: وتفعيلاته: مفاعيلن فاعلاتن.
- البحر المقتضب: وتفعيلاته: مفعولات مستفعلن.
- البحر المجتث: وتفعيلاته: مستفعلن فاعلات.
- البحر المتقارب: وتفعيلاته: فعولن فعولن فعولن فعولن.
- البحر المتدارك أو المحدث: وتفعيلاته: فعلن فعلن فعلن فعلن.
قصائد من الشعر الحديث
بعد أن تمَّ الحديث عن بحور الشعر الحديث، وعن الأسباب التي أدت إلى ظهور الشعر الحديث بات لا بدَّ من الانتقال لذكر أهم القصائد التي نُسجت على بحور الشعر الحديث، وخاصَّةً أنّ تلك القصائد من عيون الشعر العربيِّ حاليًّا، قام على صياغتها أهم الشعراء من أمثال أحمد شوقي ونزار قباني ونازك الملائكة وغيرهم من القامات العظام، وفيما يأتي ذكرٌ لأهم تلك القصائد:
- قصيدة أحمد شوقي:[٣]
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ
- وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي
- جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ
وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي
- إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ
وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي
- جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ
دَخَلتُكِ وَالأَصيلُ لَهُ اِئتِلاقٌ
- وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ
وَتَحتَ جِنانِكِ الأَنهارُ تَجري
- وَمِلءُ رُباكِ أَوراقٌ وَوُرْقُ
وَحَولي فِتيَةٌ غُرٌّ صِباحٌ
- لَهُم في الفَضلِ غاياتٌ وَسَبقُ
- قصيدة محمود سامي البارودي:[٤]
الْحُبُّ مَعْنَىً لا يُحِيطُ بِسِرِّهِ
- وَصْفٌ وَلا يَجْرِي عَلَيْهِ مِثَالُ
كَالْكَهْرَبَاءَةِ دَرْكُهَا مُتَعَذِّرٌ
- وَنَسِيمُهَا مَتَحَدِّرٌ سَيَّالُ
وَكَذَلِكَ الأَرْوَاحُ يَظْهَرُ فِعْلُهَا
- وَيَغِيبُ عَنَّا سِرُّهَا الْفَعَّالُ
حِكَمٌ تَمَلَّكَهَا الْغُمُوضُ فَلَمْ يُحِطْ
- بِرُمُوزِهَا فِي الْعَالَمِينَ مَقَالُ
المراجع
- ↑ "شعر عربي حديث"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "بحر (شعر)"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "سلام من صبا بردى أرق"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-02-2020.
- ↑ "الحب معنى لا يحيط بسره"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-02-2020.