معلومات عن بلاد الغال

كتابة:
معلومات عن بلاد الغال

تعريف حول بلاد الغال

قبل الفتح الروماني ليوليوس قيصر (58 ق.م-51 ق.م)، كان اسم "بلاد الغال" يقابل منطقة عسكرية ذات ثقافة مشتركة تأسست على دين مشترك واتحادات لشعوب ذات أصل واحد يعود إلى القرن الثامن، أطلق عليها الرومان اسم الغال، ويطلق عليهم أيضًا السلتيون.[١]

وفيما يأتي بعض المعلومات العامة حول بلاد الغال:

المناطق الجغرافية

تتألف بلاد الغال حاليًا من فرنسا الحالية، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، وأجزاء من هولندا، وسويسرا، وجزء من ألمانيا من جهة غرب ضفة نهر الراين، ووادي بو في إيطاليا الحالية.[١]

وكانت حدود بلاد الغال القديمة هي نهر الراين وجبال الألب في الشرق، وماري نوستروم (البحر الأبيض المتوسط)، ووادي بو، وجبال البرانس في الجنوب، والمحيط الأطلسي في الغرب الشمال.[١]

سكان بلاد الغال

الغال هم مجموعة من الشعوب السلتية سكنت أوروبا القارية في العصر الحديدي والعصر الروماني (القرن الخامس قبل الميلاد إلى القرن الخامس الميلادي).[٢]

انتشروا عبر الأراضي الواقعة بين نهر السين والراين الأوسط، تكيف الغالون ثقافيًا مع العالم الروماني، مما أدى إلى تشكيل ثقافة غالو الرومانية الهجينة، ولم تتحد بلاد الغال في ظل حاكم واحد أو حكومة واحدة، لكن قبائل الغال كانت قادرة على توحيد قواتها في عمليات عسكرية واسعة النطاق، فقد وصلوا إلى ذروة قوتهم في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد.[٢]

لغة بلاد الغال

كانت الغولية لغة السلتيك محكية في بلاد الغال حتى القرن الخامس الميلادي، إلى أن حلت محلها اللغات اللاتينية والجرمانية، فصُنفت الغولية على أنها لغة سلتيك قارية، ويُعتقد بأنها مرتبطة باللغات السلتية المنطوقة في أيبيريا وأوروبا الوسطى، و أجزاء من دول البلقان، وآسيا الصغرى، على الرغم من أن العلاقات بينها وبين اللغات السلتية الحديثة الباقية غير مؤكدة.[٣]

وتعرف الغولية بمجموعة من 800 نقشٍ، معظمها قصير، والعديد منها مجزَّأ، وتشمل النقوش؛ تقاويمًا، وحسابات، ونصبًا تذكارية جنائزية، وإهداءات للآلهة، وألواح لعنة، وعملات معدنية، وهناك عدد قليل من النصوص الطويلة.[٣]

وكُتبت الغولية بالأبجدية اليونانية في جنوب فرنسا، بخط مائل قديم مشابه للإتروسكان في شمال إيطاليا، وبالأبجدية اللاتينية بعد أن استولى الرومان على هذه المناطق، وهناك عدة مئات من الكلمات المستعارة الغالية باللغة الفرنسية.[٣]

الأديان في بلاد الغال

مارس سكان بلاد الغال شكلًا من أشكال الديانة المسيحية، ونسبت الخصائص الإنسانية إلى البحيرات، والجداول، والجبال، والحيوات الطبيعية الأخرى، وكانت عبادة الحيوانات غير شائعة؛ فكان الحيوان الأكثر قداسة عند سكان الغال هو الخنزير؛ والذي يمكن العثور عليه في العديد من الرموز العسكرية الغالية، مثل النسر الروماني.[٤]

كان نظام الآلهة في بلاد الغال فضفاضًا، فهناك بعض الآلهة التي كان يعبدها كل شخص منفردًا، وكذلك العشيرة لها آلهتها الخاصة، وهناك الآلهة المنزلية، والآلهة الرئيسية لديهم كانت مرتبطة بالآلهة اليونانية.[٤]

ولعل الوجه الأكثر إثارة للاهتمام في الدين الغالي هو ممارسات الكهنة، فقد ترأس الكهنة التضحيات الإنسانية أو الحيوانية التي أُجريت في بساتين مشجرة، أو معابد بدائية، كما أنهم تحملوا مسؤولية الحفاظ على التقويم الزراعي السنوي، وتحضير المهرجانات الموسمية التي تتوافق مع النقاط الرئيسة للتقويم الشمسي والقمري، وكانت الممارسات الدينية للكهنة متزامنة، ومقترضة من التقاليد الوثنية السابقة، من الجذور الهند أوروبية.[٤]

وكانت من مهام الكهنة مراقبة دين الإغريق العاديين، وكانوا مسؤولين عن تعليم الطبقة الأرستقراطية في المجتمع، كما مارسوا شكلاً من أشكال الطرد الكنسي من تجمع المصلين، والذي كان يعني في بلاد الغال القديمة أيضًا الانفصال عن المجتمع العلماني، وهكذا كان الكهنة جزءًا مهمًا من مجتمع الغال.[٤]

تاريخ بلاد الغال

تستخدم المصادر التاريخية مصطلحي السلتيك والغال، ويرجع ذلك إلى الاختلاف في الاسم الذاتي للقبائل البربرية التي عاشت شمال الحضارات القديمة الرائدة واسمها الروماني.[٥]

وفيما يأتي موجز حول تاريخ بلاد الغال:

الصراع مع الرومان

شن الجنرال الروماني يوليوس قيصر حروبًا بين عامي (58 ق.م و 50 ق.م) ضد شعوب بلاد الغال، وقاتلت القبائل الغالية، والجرمانية، والبريطانية للدفاع عن أوطانهم ضد حملة توسع رومانية عدوانية، بلغت الحروب ذروتها في معركة أليسيا الحاسمة في 52 ق.م، والتي أدت إلى انتصار روماني كامل، وإلى توسع الجمهورية الرومانية لِتضم كل بلاد الغال.[٦]

وعلى الرغم من القوة العسكرية القبائل الغالية والتي كانت توازي قوة الرومان، إلا أن الانقسامات الداخلية لقبائل الغال أدت إلى صعوبة انتصارها، وجاءت محاولة زعيم الغال فرسن جتريكس لتوحيد الإغريق تحت راية واحدة بعد فوات الأوان.[٦]

وفي عام 55 ق.م، سعى قيصر إلى تعزيز صورته العامة، وقام بأول رحلاته الاستكشافية عبر نهر الراين، والقناة الإنجليزية، وفي عام 56 ق.م، أسقط قيصر البندقية في معركة بحرية، واستولى على معظم شمال غرب بلاد الغال، ثم في عام 57 ق.م، قرر قيصر غزو كل بلاد الغال، فقاد حملات في الشرق، واقترب نيرفي من هزيمته.[٦]

الصراع مع الفرنكيين

في عام (405 م-406 م) عبر الفرنكيين (الفرنجة) نهر الراين المتجمد، واستولوا على شمال بلاد الغال، فأسسوا مملكة هناك، وأجبروا الرومان على قبولهم.[٧]

وما أن أسسوا مملكتهم في شمال بلاد الغال حتى استقروا بها، ولم يتمكن أحد من طردهم أبدًا، فتوسعت أراضيهم ببطء على جانبي نهر الراين من خلال التحالفات والفتوحات، وكان من أعظم اختبارات قوة الفرنجة هو غزو الهونيك.[٧]

انتهى طريق الدمار أخيرًا في بلاد الغال عندما قاد الجنرال الروماني "أيتيوس" جيشًا مشتركًا من الفرنجة، والقوط الغربيين، والرومان؛ لهزيمة قوم الهونيك، وكانت معركة شالون انتصارًا للرومان، لكنها كانت أيضًا انتصارًا كبيرًا للفرنجة.[٧]

مات ملك القوط الغربيين ثيودوريك في القتال، وترك القوط الغربيين في حالة من الفوضى، واكتسح الفرنجة أراضي الغال لتصبح مملكة إفرنجية واحدة.[٧]

الفتح الإسلامي لبلاد الغال

جاء الغزو الإسلامي لبلاد الغال في أعقاب الفتح الإسلامي لإسبانيا فيم يعرف بحملة طارق بن زياد في عام 711م، أي في القرن الثامن، وذلك عندما غزت الجيوش الإسلامية منطقة سبتمانيا، آخر بقايا مملكة القوط الغربيين.[٨]

ولم يستمر الفتح الأموي في معركة تولوز عام 721م، لكن الأمويين أغاروا بشكل متقطع على جنوب بلاد الغال حتى وصلوا أفينيون، وليون، وأتون.[٨]

وبعد معركة تور بواتييه عام 732م، أكَّد الفرنجة سلطتهم على بورغوندي، ولكن في وقت لاحق فقط في عام 759م تمكنوا من الاستيلاء على منطقة البحر الأبيض المتوسط في سبتمانيا؛ وذلك بسبب الإهمال الأندلسي والاستياء القوطي المحلي.[٨]

وبحلول عام 716م، وتحت ضغط المسلمين من جهة الجنوب، تقلصت مملكة القوط الغربيين إلى أن أصبحت مقاطعة سبتمانيا.[٨]

ثم استولت القوات الإسلامية على برشلونة ومدينة ناربون السبعينية عام 719م على الرغم من المقاومة المحلية، وابتداء من 720م فصاعدًا، أصبحت ناربون عاصمة سبتيمانيا الإسلامية، واستخدمت قاعدةً لغارات الغزاة.[٨]

في عام 725م سقطت نيم، وجميع المدن السبعينية الرئيسية الأخرى، وأصبحت تحت سيطرة الأمويين.[٨]

أعلام بلاد الغال

ومن أعلام بلاد الغال المشهورين ما يأتي:[٩]

  • أرمينيوس

يعرف أرمينيوس بألمانيا باسم "هيرمان" وهو ابن عائلة جرمانية ولد سنة 18 ق.م، انتزعه الرومان من وسط منزله عندما كان صبيًا، فخدم في الجيش الروماني، ثم أوقع هزيمة مهينة بالرومان أدت لانسحابهم وراء نهر الراين، ولم يحاولوا شن أي غزوات أخرى للقضاء عليه.

  • بوديكا
توفي زوجها الملك عام 60 م، ولم يكن له وريثًا ذَكَرًا، فقام الرومان بجلد بوديكا أو بوديسا علنًا واغتصبوا ابنتيها، وبعد ذلك قادت الملكة المحاربة الجريئة تمردًا ساخطًا، وفازت على الفيلق الروماني التاسع. 
  • ألاريك

أحد أشهر القادة البربر، في عام 410 م نهب وجيشه روما على مدى ثلاثة أيام، ولكنهم عاملوا سكانها معاملة إنسانية.

  • أتيلا الهون

وُلِد أتيلا في عائلة ملكية من الهون، وتولى لاحقًا السيطرة الكاملة على إمبراطورية امتدت عبر أوروبا الوسطى، وفي عام 452 م غزا إيطاليا.

  • جنسيرك

سحق الشجاع جنسيرك هجومين رومانيين في (461 م و 468 م) وداهم أراضي الإمبراطورية الشرقية من الإسكندرية إلى الأناضول، توفي عام 478 م، ولم يُهزم ولو لمرة واحدة في ميدان المعركة.

  • أودواكر

هو أول ملك بربري لإيطاليا، شق طريقه بدموية ضد الحكام الموجودين، ثم أعلن نفسه ملكًا، ورغم ذلك عُرف عنه أنه كان حاكمًا متسامحًا مع شعبه.

  • كلوفيس

يُعتبر مؤسس فرنسا، تولى العرش عام 481 م، عندما كان عمره 15 عامًا فقط.

  • ثيوديرك

على الرغم من أنه لم يتعلم القراءة أو الكتابة أبدًا، فقد تبنى جوانب عدة من الثقافة الرومانية، وعندما قتل منافسه أودواكر، ساد السلام في إيطاليا طوال أكثر من ثلاثة عقود (33 عامًا)، وبقي ذكر اسم ثيودوريك العظيم لحكمه السلمي والعادل وتنشيطه لإيطاليا بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Gaul", World History. Retrieved 2021-12-14. Edited
  2. ^ أ ب "Gaul ancient region, Europe", Britannica. Retrieved 2021-12-14. Edited
  3. ^ أ ب ت "Gaulish", omniglot. Retrieved 2021-12-14. Edited
  4. ^ أ ب ت ث Marina Warner and Lucilla Bum (2003), World of Myths, London:British Museum, Page 382, Part 1. Retrieved 2021-12-14. Edited
  5. "the history of Gaul and its people", About History. Retrieved 2021-12-14. Edited
  6. ^ أ ب ت "The Empire Builders These rulers oversaw historic feats and bloody follies.", Washington Post. Retrieved 2021-12-14. Edited
  7. ^ أ ب ت ث "The Terror of Gaul: The Franks!", Owlcation. Retrieved 2021-12-14. Edited
  8. ^ أ ب ت ث ج ح "Islamic invasion of Gaul" Wikia.org. Retrieved 2021-12-14. Edited.
  9. ^ أ ب "8 Famous Barbarian Leaders", History. Retrieved 2021-12-14. Edited
3705 مشاهدة
للأعلى للسفل
×