كيفية توزيع العقيقة وسنّها
تأخذ العقيقة حكم الأضحية في كيفية توزيعها وتقسيمها على مستحقيها، حيث تقسم العقيقة على ثلاثة أثلاث؛ الثلث الأول منها يأكله صاحب العقيقة، والثلث الثاني يخرجه لأهله وأصدقائه كهدية منه لهم، والثلث الثالث يتصدق به على الفقراء، كذلك تتبع الأضحية في السنّ المجزئ فيها، فمن الإبل ما بلغ الخمس سنوات، ومن البقر ما تمّ السنتين، ومن المعز سنة، ومن الضأن ستة شهور.[١]
وقد اشترط بعض أهل العلم في العقيقة التي يقوم صاحبها بتوزيعها أن تكون من مفاصل المذبوح، بحيث لا يقوم عند الذبح بتكسير مفاصل العقيقة، ذلك أنّ المفاصل من المواضع التي تتواجد فيها اللحم بكثرة، فتكون الأعطية التي يقدمها صاحب العقيقة أعطية ذات قيمة، وفيها من الحكمة أنّه لا يقوم بتكسير عظام العقيقة متأمّلاً أن لا تُكسر عظام الطفل، كما أنّ الأعطية بذلك تكون كاملة.[٢][٣]
أقوال بعض العلماء في توزيع العقيقة
ورد عن العلماء الكثير من الأقوال فيما يتعلق بتوزيع العقيقة وكيفية التصرف فيها، ومن هذه الأقوال ما يأتي:[٤]
- قال الحسن البصري -رحمه الله-: يُصنع بالعقيقة ما يُصنع بالأضحية.
- قال عطاء -رحمه الله-: يأكل أهل العقيقة منها، وكذلك يقدمون منها هديةً، فقد أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك، وإن أراد أهلها أن يخرجا منها صدقة أخرجوا، وكذلك نُقل عنه أنّه قال: تُطبخ لحم العقيقة بماء وملح وتكون قطعاً، وتفدم هدية للأصدقاء والجيران، ولا يُخرج منها صاحبها صدقةً للفقراء.
- قال ابن جريج -رحمه الله-: يُطبخ لحم العقيقة بماء وملح ويأكل منه أهلها، ويُهدى منها للأصدقاء، وليس منها صدقة للفقراء.
- قال ابن حزم -رحمه الله-: يؤكل منها، وتقدّم هديًة، وكذلك صدقة، فالأمر جائر في كل ذلك.
- قال ابن عبد البرّ -رحمه الله-: توزّع العقيقة كما توزّع الأضحية ما بين الأكل والصدقة والهدية لكل منها ثلث، وهو ما روي عن عائشة -رضي الله عنها-، وما نقل عن جمهور العلماء.
- قال الخرقي -رحمه الله-: سبيل العقيقة في الأكل والهدية والصدقة سبيل الأضحية.
العقيقة
جعل الإسلام العقيقة عن الطفل المولود من السنن المؤكدة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث يقتدي الأب برسول الله فيذبح عن المولود الذكر شاتين، وعن المولود الأنثى شاة واحدة، ولا يمكن استبدال الشاة بإخراج قيمتها لما فيه من مخالفة ما فعل رسول الله، والأب الذي يقوم بالعقيقة مخيّر بين أن يقوم بتوزيعها لحماً غير مطبوخ، أو يقوم بطبخه وعمل وليمة للناس يأكلونها، ويجوز أن يقسمها فيقوم بتوزيع جزء منها نيئاً والآخر يطبخه ويطعمه للناس.[٥]
والأفضل في ذلك أن يساعد الفقراء، ويكفيهم جهد طبخها؛ فيقدمها لهم مطبوخة، لكن ذلك غير واجب عليه، كذلك إن غلب على ظنّه أنّ الأفضل لهم أن يأخذوها غير مطبوخة فالأفضل أن يقدمها على ما يرى فيه الأفضلية لهم،[٦] وعليه فإن كل ذلك جائز ولا مانع فيه.[٧]
المراجع
- ↑ خطأ استشهاد: وسم
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة
d945bd10_7cb9_4906_b8ed_b96eae46b420
- ↑ محمد بن عثيمين (1413)، مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، الرياض :دار الوطن ، صفحة 283، جزء 25. بتصرّف.
- ↑ محمد بن عثيمين ، فتاوى نور على الدرب، صفحة 2، جزء 14. بتصرّف.
- ↑ حسام الدين عفانة (2003)، المفصل في أحكام العقيقة (الطبعة 1)، صفحة 107-108. بتصرّف.
- ↑ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة/ المجموعة الثانية، الرياض :رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء ، صفحة 465، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد ، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 139، جزء 183. بتصرّف.
- ↑ عبد المحسن العباد ، شرح سنن أبي داود، صفحة 27، جزء 334. بتصرّف.