معلومات عن جبل الرحمة

كتابة:
معلومات عن جبل الرحمة

ما هو جبل الرحمة؟

إنّ جبل الرحمة هو الاسم الآخر لجبل عرفة، وهو تلّة مرتفعة تقع في جزء من موقف عرفة الذي هو موطنٌ من مواطن شعيرة الحجّ،[١] وقد وقف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عند سفحه راكبًا على راحلته في حجّة الوداع،[٢] وكان هذا الجبل معروفًا منذ الجاهليّة، ولكن بغير هذا الاسم، وقد ورد في بيت شعرٍ لأبي طالب في لاميته التي يدافع فيها عن النبي -عليه الصلاة والسلام-:[١]

وبالمشعر الأقصى إذا عمدوا له

إلال إلى مفضى الشراج القوابل

فاسمه هنا كما في بيت أبي طالب: "إلال"، وهو الاسم الذي عرف في الجاهلية قبل مجيء الإسلام.[١]

أين يقع جبل الرحمة؟

يقع جبل الرحمة في مكة المكرمة، في سهل عرفة أقرب ما يكون إلى الوسط من مساحة موقف عرفة؛ فهو جزءٌ من موقف عرفة وليس الموقف كلّه، وسهل عرفة يجاوز وادي عُرَنة إلى الجهة المقابلة التي تلي بساتين ابن عامر، وقد وُضعت حدودٌ اليوم واضحةٌ؛ لمعرفة حدود موقف عرفة.[٣]

ما سبب تسمية جبل الرحمة بهذا الاسم؟

لم يرد في السنة النبوية دليلٌ على تسمية جبل عرفة بجبل الرحمة لا في حديثٍ صحيح ولا ضعيف، ولكنّ بعض أهل العلم ذهبوا إلى أنّه -ربّما- قد لاحظ الناس أنّ الموقف الذي يكون فيه الناس يوم عرفة، هو موقفٌ يُرجى فيه نزول الرحمات على الحجيج؛ فدفعهم ذلك إلى إطلاق تسمية جبل الرحمة على جبل عرفة، والأولى أن يقال له جبل عرفة.[٤]

أبرز أسماء جبل الرحمة

إنّ لهذا الجبل مكانةً كبيرةً عند المسلمين؛ لكونه الجبل الوحيد في موقف عرفة، وهناك أسماءٌ أخرى لجبل الرحمة اشتهر بها، ومنها:

  • جبل الرحمة: وهو أشهر أسمائه، وكذلك هو من أحدثها.[٥]
  • إلآل: مثل "هلال"، وهو اسمه القديم في الجاهلية قبل الإسلام.[٥]
  • جبل الدعاء: وذلك لدعاء كثيرٍ من الحجاج المسلمين عليه في ذلك اليوم العظيم.[٥]
  • القُرَين: بضم القاف تصغير للقَرين.[٥]
  • الجبل النابت: وهو اسمٌ غير مشهورٍ له.[١]
  • جبل الموقف: وذلك لوقوف النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا المكان في خطبة حجة الوداع.[٦]

مكانة جبل الرحمة الدينية

لماذا يحتل جبل الرحمة هذه المكانة العظيمة عند المسلمين؟

لا شكّ أنّ جبل عرفة عمومًا وجبل الرحمة بخاصَّةٍ له مكانةٌ عظيمةٌ في قلوب المسلمين، وأسباب هذه المنزلة كثيرةٌ، من أهمّها؛ أنّ جبل الرحمة مرتبطٌ بمكّة المكرّمة مكان وجوده، ومرتبطٌ كذلك بموسم الحج الذي تطير إليه أفئدة المسلمين، ولأنّه الجبل الذي وقف عنده النبي -عليه الصلاة والسلام- في أكثر المواقف شجنًا في حياة المسلمين؛ وهي حجة الوداع، حينما وقف وودّع المسلمين في آخر عامٍ له قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى، فمكانته تنبع من عظيم المنزلة التي قد حظي بها في الإسلام.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 510. بتصرّف.
  2. ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 412. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 60. بتصرّف.
  4. محمد صالح المنجد، الإسلام سؤال وجواب، صفحة 4047. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث محمد أمان الجامي، الحج عرفة، صفحة 145. بتصرّف.
  6. ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، صفحة 293. بتصرّف.
  7. محمود محمد حمو، مكة المكرمة تاريخ ومعالم، الرياض:دار حضارة مكة، صفحة 88 - 91. بتصرّف.
4844 مشاهدة
للأعلى للسفل
×