معلومات عن جبل النور وغار حراء

كتابة:
معلومات عن جبل النور وغار حراء

فضل غار حراء

كانَ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قبل نبوتهِ يتعبدُ الله في غارِ حراء، ويتقربُ إليه في ذلك المكان، كما أخبرت عائشةُ -رضي الله عنها- فقد قالت: "وكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيه - وهو التَّعَبُّدُ"[١] وخصَّ الله تعالى غار حراء بمكانةٍ عظيمةٍ، وشرَّفهُ بها، فهو المكانُ الذي تنزلَّ به الوحيُّ على رسول الله لأول مرة، وأبلغهُ به النبوةَ، وأنَّهُ رسول الله المبعوث رحمةً للعالمين، وفيه التقى جبريل لأولِ مرة، وفيه أنزل الله -تعالى- على نبيهِ أولَ آيةٍ من سورةِ العلق، حيث قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[٢] ويقعُ غارُ حراء في جبلِ النور،[٣] وسيأتي الحديث عن جبلِ النور وغار حراء.

جبل النور وغار حراء

يُعدّ جبل النور وغار حراء، من المناطقِ المجاورةِ لمكة المُكرمة، وسُميَّ جبلُ النورِ بذلك؛ لأنَّ بداية الدعوة الإسلاميةِ ونورها بدأت منه، ويُطلقُ عليه أيضًا جبلُ الإسلام، ومكانهٌ شرق مكة، ويبعُدُ عن الحرمِ المكيِّ أربعة كيلومترات، ويبلغُ ارتفاعهُ ستمائةٍ وأربعة وثلاثون مترًا، وأمّا غار حراء فهو تجويفٌ يقعُ أعلى جبل النور، يُطلُ على الحرمِ المكيِّ، بابهُ يتجهُ شمالًا، ويبلغُ طولهُ أربعة أذرع، وعرضه يبلغُ ذراعًا، ويزيدُ على ذلكَ قليلًا، ولا يتسعُ لأكثر من خمسةِ أشخاصٍ، ولجبل النور وغار حراء، مكانةٌ دينية، ففيه تنزلَ الوحيُ على رسول الله، وبه كان يتعبدُ قبلَ النبوة، وَيُذكرُ أنَّ حجارَ الكعبةِ الأولى، التي وضعت أساسًا للكعبةِ كانت من حجارتهِ،[٤] وممّا يجدرُ الإشارةُ إليه هو سبب اختيارُ النبي -صلّى الله عيله وسلّم- جبل النور وغار حراء مكانًا للتعبد، بالرغمِ من بُعدهِ عن مكة المكرمة، وهو أنَّهُ مكانٌ بعيد، وكانَ يشاهدُ الكعبة، وكانَ يعلمُ آنذاك، أنها بيتٌ من بيوت الله، ولهُ حرمتهُ، وكانَ يتفكرُ بما عليهِ قومهُ من العاداتِ التي تخالفُ النفوسَ السليمة، فالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كانَ يكرهُ ما عليهِ قومهُ من عبادةٍ للأوثان، وظهرَ ذلكَ جليًا في المواقف التي رويت عنه -صلّى الله عليه وسلّم- قبل نبوتهِ، فكان رسول الله يَقصدُ الغار من أجلِ التفكر في خالقهِ، وَلِيجدَ الطريق الصحيح، للوصول لله تعالى، وللعبادةِ التي يرتضيها له.[٥]

عدم زيارة النبي لغار حراء بعد نبوته

بعدَ الحديثِ عن جبلِ النور وغار حراء، لا بُدَّ من بيانِ عدم زيارةِ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لغارِ حراء بعدَ نبوتهِ، مع أنَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم قد دَخلَ مكة عدت مرات، حيث قال ابنُ تيمية: "وقد أقامَ صلوات الله وسلامه عليه بمكة قبل الهجرة بضع عشرة سنة ودخل مكة في عمرة القضاء وعامِ الفتح أقام بها قريباً من عشرين ليلة وأتاها في حجة الوداع، وأقام بها أربع ليال، وغار حراء قريب منه ولم يقصده، وذلك أن هذا كانوا يأتونه في الجاهلية"،[٦] فتركُ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الصعودَ لغارِ حراء، بعد أن بلَّغَهُ الله -تعالى- النبوة، حتّى لا يُصبحَ الغار مقصِدًا للناسِ من أجلِ التعبدِ والتبرك فيه، وتركُ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لهُ، دليلٌ على عدمِ مشروعيةِ هذا الفعل.[٣]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3، حديث صحيح.
  2. سورة العلق، آية: 1.
  3. ^ أ ب "غار حراء"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  4. "غار حراء"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  5. "مقالة مميزة تعبد رسول الله في غار حراء"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  6. "سبب عدم زيارة النبي غار حراء بعد النبوة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
3565 مشاهدة
للأعلى للسفل
×