مكة المكرمة
تُعدّ مكة المكرمة أهمّ مدينة في العالم إلى منذ فجر التاريخ وإلى اليوم؛ وذلك لوجود الكعبة التي هي بيت الله الحرام، وهي أوّل بيت وُضع للنّاس على الأرض، وتقع في الغرب من المملكة العربيّة السعوديّة اليوم، وهي من مدن الحجاز المقدّسة عند المسلمين، وهي المدينة التي شهدَت مهبط الوحي على رسول الله محمّد -صلى الله عليه وسلم- وكذلك شهدَت ولادته، وتُحيط بمكة المكرّمة جبال من كلّ جهاتها تقريبًا، ومن بين تلك الجبال جبل ثور، والفقرة القادمة ستتحدّث عن جبل ثور.[١]
جبل ثور
يقع جبل ثور جنوب المسجد الحرام، ويبعد 4 كيلومترات عن مكّة المكرّمة، ويبلغ ارتفاع الجبل نحوًا من 748مترًا، ويقع فيه غار ثور الذي مكث فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع صاحبه أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه- في رحلته في الهجرة إلى المدينة المنورة ثلاث ليالٍ، ويزوره الناس على مدار العام بقصد السياحة لا أكثر، فلم يرد في التّرغيب في زيارته حديث أو آية، ولكن لا بأس بزيارته بقصد السياحة والاستكشاف، وقد ورد ذكر الغار وذكر مكوث النبي -عليه الصلاة والسلام- وصاحبه فيه في القرآن الكريم عندما قال تعالى في سورة التوبة: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}،[٢] ويروي أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- فيما أخرجه الإمام البخاري ما حدث وهما في الغار حين وصل المشركون إلى باب الغار فطمس الله على أبصارهم وبصيرتهم فلم يرَوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر، فيقول أبو بكر رضي الله عنه: "قُلتُ للنبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وأَنَا في الغَارِ: لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: "ما ظَنُّكَ -يا أبَا بَكْرٍ- باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا"،[٣] وقد أخذ غار ثور اسمه من هذا الجبل، وهذه أهمّ المعلومات عن جبل ثور من حيث مكانه وموقعه وأهمّ ما جاء عنه.[٤]
غار ثور في طريق الهجرة
عندما أذِنَ الله تعالى للنبي -صلى الله عليه وسلّم- بالهجرة إلى المدينة خرج هو وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وفي طريق الهجرة النبوية أرسلت قريش في أثرهم رجالًا ليتبعوا أثرهما وأن يأتوا بهما، فكان من بين أولئك فارسًا اسمه سُراقة بن مالك، فكان أن كبَت به فرسه كثيرًا، ففهم هذا الرجل أنّ هذين الرجلين محفوظان بحفظ سماويّ، فخاف في نفسه، وعندما اقترب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طلب منه الأمان، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنّه سيلبس سواري كسرى، وعاهدهما أنّه لن يخبر أحدًا بمكانهما، وكان كلّما صادف أحدًا في طريق عودته يقول له: عودوا فليس ثمّة أحدٌ، وبعد ذلك أوى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وصاحبه إلى غار ثور في جبل ثور، ومكثا فيه أيّامًا، وكاد المشركون أن يمسكوا بهما، ولكنّ تأييد الله -تعالى- لهما حال بينهما وبين إمساك المشركين الذين كانوا يقفون على باب الغار بهما، وهكذا يتمّ مقال جبل ثور.[٥]
المراجع
- ↑ "مكة المكرمة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 40.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 3653، حديث صحيح.
- ↑ "جبل ثور"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "قصة الهجرة النبوية: حادثة غار ثور وحوار سراقة بن مالك مع الرسول صلى الله عليه وسلم."، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.