معلومات عن حرب الفجار

كتابة:
معلومات عن حرب الفجار

حرب الفجار

تعد حرب الفِجَار واحدةً من أشهر الحروب القبلية في الجاهلية، ويقاد بأنها قد وقعت بعد عام الفيل بِ20 عامًا أي عام 591م، ويُقال بأنها حدثت بعد 12 عامًا من وفاة جد الرسول عبدالمطلب أي عام 590م، وقد سمّيت بهذا الاسم لكثرة سفك الدماء والفجور اللذان حدثان فيها، وفي قول آخر بسبب حدوثها في الأشهر الحرم التي اعتاد العرب فيها على حفظ الدماء، وقد وقعت هذه الحرب على أربع جولات، سنوضحها في هذا المقال. [2]


أسباب حرب الفجار

كما تحدثنا مسبقًا بأن هذه الحرب قد مرت بأربع جولات، بين أطراف مختلفة في كل مرة، وفيما يلي توضيحًا لهذه الجولات وأسباب حدوثها المختلفة في كل مرة:[١][٢]

  • الفجار الأول: وقع بين قبيلتي هوزان وكنانة، وقد حدث بسبب أحد أبناء قبيلة كنانة حيث اتخذ من سوق عكاظ مجلسًا له، وقد كان نرجسيًا مفتخرًا بنفسه في السوق، فتصدى له شخص يدعى الأحيمر، واقتتل القوم حتى كادت أن تسال الدماء بينهم.
  • الفجار الثاني: وقد حدث بين هوزان وقبيلة قريش، وقد نشب بسبب تعرض فتية من قبيلة قريش لامْرَأَة من بني عَامر ابْن صعصعة، وقد هاجت الحرب بينهم، ثم تعهدت قبيلة بني أمية وأصلحت بينهم.
  • الفجار الثالث: ونشب بين كل من كنانة، وهوزان، وكان سبب هذا الفجار أن رجلًا من بيني كنانة كان عليه دية لرجل من بني نصر، ثم أُعدم هذا الكناني، فقام واحدًا من بني نصر بشماتة بهذا الحدث في سوق عكاظ، فقام حينها شخصٌ كنانيّ فضربه، ثم هاج الناس حتى كاد القتال أن يفتك بهم لكنهم تراجعوا.
  • الفجار الرابع: أمّا الفجار الأخير فقد حصل بين قبيلة هوزان، وقبيلة قريش، وقد كان سببه أن ملك الحيرة النُّعْمَان بن الْمُنْذر كان يبْعَث إلى سوق عكاظ فِي كل عَام لطيمة وهي عبارة عن قافلة من الإبل محملة بالحرير والطيب والمسك بهدف التجارة، وفي الوقت الذي أراد إرسالها كان في مجلس فيه بعض العرب، فطلب من القوم رجلاً يستأمنه على قافلته، فرد عليه شخص يدعى البرّاض وقال: "أنا أجيزها على كنانة"، فقال النعمان: أريد من يُجيزها على كنانة وقيس؟، حينها قام شخص يدعى عروة وقال: "أنا أجيرها على الشيح والقيصوم"، وكان يقال هذا الضرب بقصد الحماية من كل العرب، فأجاره النعمان على قافلته، ممّا غاظ البرّاض وأبات في نفسه الغدر وقتل عروّة، فلمّا ذهب عروة باللطيمة استغفله البراض ليلاً فقتله في الشهر الحرام.


أحداث حرب الفجار

ندرج فيما يلي أبرز الأحداث المتعلقة بهذه الحرب:[٣]

  • كان من عادات العرب وضع أسلحتهم عند سيدٍ من بني كنانة اسمه عبد الله بن جدعان قبل دخول سوق عكُاظ وشهد نفرٌ من هوازن هذا الموسم في السوق واستأمنوا أسلحتهم عند هذا الرجل، فلمّا علم بني كنانة بقتل البرّاض لعروة الرحّال ذهب حربٌ بن أميّة إلى عبد الله بن جدعان لثنيه عن إرجاع أسلحتهم إليهم حتّى يُضعف شوكتهم ويحفظ دماء قبيلته من سيف الثأر، فأبى عبد الله بن جدعان تضييع الأمانة واستعجل القوم وأعاد إليهم أسلحتهم ودروعهم.
  • علم أبو البراء بني قيس من هوازن بمقتل عروّة على يد البرّاض، فعاد ونفرٌ من قومه إلى سوق عكاظ بغية الثأر فحدثت مناوشات طفيفة بين الفريقين عند منطقة تسمّى نخلة قبيل عكاظ، فدخلت بني كنانة الحرم واحتمت فيه حيث كان من عادات العرب حفظ الدماء في الأشهر الحرم والبلد الحرام، فرجعت هوازن عنهم وتوعدتهم بالحرب في مثل ذات اليوم من العام المقبل.
  • وفي العام التالي حشدت كنانة جيشها بما فيهم قريش وعبد المناف وحلفائهم من الأحباش، واحتشدت هوازن بما فيهم بني قيس وحلفائهم ووقعت معركة شديدة بينهم دامت أربعة أيام، تأرجحت فيهم كفّة القوة حيث تقدّمت هوازن في اليوم الأول والثاني وقتلت ما يقارب مائة رجلٍ من كنانة وقُتل أحد صناديد قريش وهو العوّام والد الصحابي الجليل الزبير بن العوّام وفي الثالث تقدّمت في الحرب كنانة حيث أبلى القريشيين بلاءً حسناً وفي اليوم الرابع وهو الأشدّ والذي سمّي بيوم الحريرة تقدّمت هوازن.
  • وبعد انتهاء الحرب الضروس التي خلّفت الكثير من الدماء بين الطرفين وعطّلت سوق عكاظ، تداعى الفريقين للصلح وقرروا إحصاء قتلى الفريقين ودفعُ الديّة لمن سُفكت دمائهم حقناً للدماء، ويُذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم شهد هذه الحرب وهو يافعُ السنّ ولم يثبت عند الرواة أنّه شارك بالقتال في الحرب.


المراجع

  1. محمد خالد (24/06/2019)، "قصة حرب الفجار "، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2022.
  2. عبد الملك بن هشام، كتاب سيرة ابن هشام ت السقا، صفحة 84 85. بتصرّف.
  3. سعيد الأفغانى، أسواق العرب في الجاهلية والإسلام، صفحة 75. بتصرّف.
4080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×